وزير الأوقاف الفلسطيني يساوي بين حماس وإسرائيل

مستشار هنية: حديثه عن الاستفتاء كان عابرا وفي سياق قناعته بأن المفاوضات فشلت

TT

ساوى وزير الأوقاف الفلسطيني، محمود الهباش، بين إسرائيل وحركة حماس، متسائلا، في خطبة صلاة الجمعة، أمس، في مسجد التشريفات في مقر المقاطعة في رام الله: «ما الفرق بين ما تفعله سلطات الاحتلال بالنواب المقدسيين المهددين بالإبعاد، وما تفعله حماس بحق كوادر وأبناء حركة فتح في قطاع غزة؟».

وبدأ الهباش في الحديث أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) عما يتعرض له الفلسطينيون من اعتداءات من قبل الجيش الإسرائيلي ومستوطنيه، مستنكرا «انتهاكات سلطات الاحتلال بحق مقدساتنا الإسلامية والمسيحية»، بما فيها «منع رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي الشريف خلال الشهر المنصرم أكثر من 45 مرة، ومنع إخواننا المسيحيين في العام الحالي من الوصول إلى كنيسة القيامة في القدس المحتلة، واليوم تصدر أحكام لطرد المقدسيين من بلداتهم». ثم أعرب الهباش عن أسفه «لأن يكون بعض أبناء جلدتنا (حماس) يمارسون الممارسات ذاتها بحق أبناء شعبنا». متهما حماس في غزة «بمنع قياديين من حركة فتح من الدخول إلى غزة للاطمئنان على أهلهما، أو الخروج منها». وتساءل: «ما الفرق إذن بين ما تفعله سلطات الاحتلال وما تفعله حماس؟».

من جهة ثانية، حاول يوسف رزقة، مستشار رئيس الوزراء المقال، التخفيف من حدة الجدل الذي أثارته تصريحات إسماعيل هنية حول استعداد حركته لقبول نتائج استفتاء شعبي بخصوص اتفاق سلام مع إسرائيل حتى لو كان يخالف قناعات حركته.

وقال رزقة فيما يشبه مقالا نشرته مواقع تابعة لحماس أمس: إن هنية لم يخرج عن مرجعية أنه لا استفتاء على الثوابت ولا استفتاء في العقائد. وأضاف: «لم يكن الحديث عن (الاستفتاء) جزءا من المحاور الثمانية التي تحدث حولها هنية للإعلام الأجنبي, وإنما جاء في ثنايا إجابته عن سؤال افتراضي مجادل لأحد الصحافيين الأجانب حول (حل الدولتين) وموقف حماس إذا نجحت مفاوضات التسوية. وهنا أكد رئيس الوزراء أن حل الدولتين وهم، وأنه كلام نظري، ولا وجود له على أرض الواقع. وقال: إن برنامج الحكومة السياسي هو برنامج وثيقة الوفاق الوطني التي وقعتها الفصائل مجتمعة, وفيها حديث عن الاستفتاء حال التوصل إلى اتفاق تسوية، والاستفتاء يجب أن يشارك فيه الفلسطينيون جميعا في الداخل والخارج».

وتابع رزقة: «إن إجابة السيد إسماعيل هنية لا يجدر أخذها منفصلة عما قاله في محور المفاوضات؛ إذ جاء فيها ما نصه: «إسرائيل دمرت أوسلو وألغتها، والسلطة أكذوبة باعتراف عباس نفسه، وعباس يعاني اليأس والإحباط، والأنظمة العربية فشلت في إقناع (إسرائيل) بالانسحاب والسلام، و(إسرائيل) تريد الأرض والأمن والسلام، وهذا غير ممكن. وأميركا لا تملك إرادة الضغط على (إسرائيل)، وأميركا والغرب يديران أزمة ولا يبحثان عن الحل، وقلنا لعباس لا مفاوضات من دون مقاومة، والمقاومة حق الشعب المحتل بالقانون الدولي، و(إسرائيل) تريد أن نستسلم، ونحن لن نستسلم ولن نرفع الراية البيضاء».

وقال رزقة: «في هذا السياق جاء حديث هنية عن الاستفتاء في إطار قناعته أن المفاوضات فشلت ولا مجال للاتفاق فيها على شيء يرضي الشعب الفلسطيني، وفي إطار قناعة راسخة أن الشعب الفلسطيني يرفض التنازل عن ثوابته وحقه في العودة إلى دياره وممتلكاته، وأنه ثمة غالبية كاسحة في الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ترفض مشروع عباس وفريقه وتتمسك بثوابت القضية. وليس في كلام هنية مفاجأة لأحد، فهو يكرر موقفا دبلوماسيا قاله الشيخ أحمد ياسين، يرحمه الله، وقاله خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس».

ومضى رزقة يقول: «الحديث عن الاستفتاء كان عابرا ولا يحمل أي رسالة للحوار مع أميركا وغيرها؛ لأننا نعلم أن أميركا لن تحاور حماس طالما تمسكت الحركة بخيار المقاومة والتحرير؛ لذا لا يجدر بنا تضخيم الأمور وتحميلها فوق ما تحتمل، ويبدو أن موشيه يعالون كان دقيقا حين قال: (تصريحات هنية تؤكد أنه لا تغيير في مواقف حماس)».