سائحة ألمانية أول ضحية لهجوم أسماك القرش على سواحل شرم الشيخ المصرية

رابع هجوم من نوعه خلال أسبوع.. ورجال سياحة ينفون تأثر الحجوزات

أحد شواطئ شرم الشيخ التي تعد منتجعا مفضلا للسائحين الأجانب الذين يزورون مصر في الشتاء(أ.ب)
TT

للمرة الرابعة خلال أسبوع واحد، عاود سمك القرش هجومه أمس على سواحل مدينة شرم الشيخ المطلة على البحر الأحمر؛ إذ لقيت سائحة ألمانية مصرعها إثر تعرضها لهجوم من سمكة قرش مفترسة شمال خليج نعمة، الشاطئ الرئيسي في المدينة التي تعد منتجعا مفضلا للسائحين الأجانب الذين يزورون مصر في الشتاء، لتصبح أول القتلى جراء هجمات أسماك القرش. وعلى الرغم من تعليق السلطات المحلية في شرم الشيخ ممارسة الرياضات المائية بأنواعها، فإن نسبة الإشغال في الفنادق لم تتأثر، وظلت نسبة إلغاء الحجوزات ضئيلة جدا، بحسب رجال سياحة يعملون في شرم الشيخ.

وقالت مصادر طبية إن سمكة قرش مفترسة هاجمت السائحة الألمانية رينات سكر (70 عاما) خلال سباحتها في المياه قرب الشاطئ شمال خليج نعمة وقطعت يدها وقدمها اليُمنييْن لتتوفى في الحال، ونقلت الجثة إلى مستشفى شرم الشيخ وتم إبلاغ السفارة الألمانية في القاهرة لتسلمها.

وقال محمد عبد الفضيل شوشة محافظ جنوب سيناء في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن الحادث وقع شمال خليج نعمة، إلا أنه رفض اعتبار أن شرم الشيخ تواجه موجة هجوم من أسماك القرش المفترسة، وأضاف المحافظ أنه قرر وقف أعمال السباحة والغوص في المنطقة التي وقع فيها الحادث، مشيرا إلى أنه سيعقد اجتماعا مع الجهات المعنية في المحافظة لبحث تكرار مهاجمة أسماك القرش للسائحين.

وبرر شوشة تغير سلوك أسماك القرش ومهاجمتها للسائحين بإلقاء السفن المارة في البحر الأحمر التي تحمل أغناما وماشية ما ينفق من حيوانات في المياه، مما أدى إلى تغذية أسماك القرش عليها وتوحشها.

وتعرض ثلاثة سياح (روسيتان وأوكراني) لهجمات من أسماك قرش مفترسة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين مما أدى إلى بتر ذراع سائحة روسية وقدم مواطنتها، كما لحقت إصابات بالغة بالسائح الأوكراني.

وأغلقت السلطات المعنية شواطئ شرم الشيخ لمدة 48 ساعة قبل أن تعاود فتحها يوم الجمعة الماضي بعد أن أعلنت خلوها من أسماك القرش بعد أن تم اصطياد سمكتي قرش قالت وزارة البيئة المصرية إنهما المتسببتان في حوادث مهاجمة السياح الذين عادوا إلى ممارسة أنشطة السباحة والغوص ومختلف الرياضات المائية.

إلا أن «جمعية الغردقة للحماية البيئية»، وهي منظمة مصرية غير حكومية، قالت في بيان لها إن أسماك القرش التي اصطادتها سلطات الحفاظ على البيئة في مصر وقتلتها ليست هي المسؤولة عن هجمات على أربعة غواصين أجانب في منتجع على ساحل البحر الأحمر وإن القرش الذي قام بالهجمات ما زال طليقا، وأضافت الجمعية في بيان لها إن صور القروش المقتولة وصور القرش المهاجم التي التقطت قبل وقت قصير من الهجوم تشير إلى أنها ليست الأسماك نفسها. وقال البيان «مقارنة صور للقرش المحيطي ذي الطرف الأبيض المسؤول عن الهجوم الثاني بصور سمكة القرش التي تم صيدها تظهر أنها ليست نفس السمكة». وأضافت الجمعية أن هجمات أسماك القرش نادرة للغاية وحذرت من «الصيد والقتل العشوائي» للقروش الضخمة في المنطقة، معتبرة أن الهجمات الأخيرة «قام بها قرش منفرد يتصرف بشكل غير طبيعي».

وفي العام الماضي قتلت سمكة قرش سائحة فرنسية خلال ممارستها رياضة الغوص في منتجع «مرسى علم» المصري الذي يطل على البحر الأحمر. وقتل شخص في هجوم سمكة قرش عام 2004 قرب شرم الشيخ طبقا لموقع «غلوبال شارك أتاك فايل» على الإنترنت.

من جانبه، أبدى شريف حمدي، مالك شركة سياحية بشرم الشيخ، تخوفه من أن تؤثر تلك الحوادث على الإقبال السياحي في شرم الشيخ، خاصة أن الشتاء هو الموسم الرئيسي للسياحة في تلك المدينة المطلة على البحر الأحمر. وعلى الرغم من أن شريف أكد أن نسبة إلغاء الحجوزات ضئيلة جدا حتى الآن، فإنه توقع أن تزيد لو استمر قرار حظر السباحة والغوص وجميع الرياضات المائية في شواطئ شرم الشيخ بسبب هجمات أسماك القرش. وقال: «يستطيع السائح أن يتمتع ببقية برنامج رحلته من رحلات السفاري أو العشاء البدوي أو التجول في الأماكن الترفيهية التي تزخر بها المدينة كيفما يشاء، حتى ينتهي حظر ممارسة الرياضات المائية». ويرى شريف أن تكرار مهاجمة أسماك القرش لسواحل شرم الشيخ سيؤدي إلى إفساد الموسم السياحي في المدينة التي يقوم اقتصادها أساسا على السياحة، وقال: «إذا تم منع السياح من نزول المياه لفترة طويلة فلماذا سيبقون في شرم الشيخ؟»، مؤكدا أنه يمكن بسهولة رؤية الذعر في أعين السياح الموجودين في المدينة.

من جانبه، أكد محمد عبد الغفار مسؤول قسم الحجوزات بفندق «هيلتون دريمز» بخليج نعمة أنه لم يتم إلغاء أي حجوزات بعد حوادث مهاجمة أسماك القرش للسائحين، وقال في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «جميع الحجوزات مؤكدة حتى منتصف الشهر المقبل، ولم يتم إلغاء أي منها، وكذلك حركة الطيران طبيعية ومنتظمة للغاية»، وأضاف عبد الغفار أن نسبة الإشغال بالفندق تبلغ حاليا 98.3%، متوقعا أن تزيد مع أعياد الميلاد إلى 100%، وقال: «دائما ما نصل إلى الرقم 100% في الأعياد». وأوضح أن الشاطئ الخاص بالفندق والمطل على خليج نعمة تم غلقه في إطار تعليمات السلطات المحلية بغلق جميع الشواطئ لمدة 48 ساعة تنتهي غدا (اليوم) الاثنين»، مؤكدا أنه لم يتم رصد أي أسماك قرش في المنطقة المحيطة بالفندق.