ماليزيا تضع بصمتها في التنمية وإدارة التنوع لمواجهة بطالة الشباب في العالم

البروفسور محمد يونس لـ «الشرق الأوسط»: تغييب الإنسان في منظومة المال والبحث عن أرباح سبب أزمات العالم

رئيس وزراء ماليزيا والأمير تركي بن طلال والبروفسور يونس مع الفائزين بجوائز «أجفند» التي وزعت في كوالالمبور («الشرق الأوسط»)
TT

تحولت احتفالية تسليم جائزة برنامج الخليج العربي الدولية للمشاريع التنموية الرائدة (أجفند)، التي حطت رحالها في عامها الحادي عشر الأربعاء الماضي في العاصمة الماليزية كوالالمبور بعد أن طافت الجائزة 8 مدن عالمية: جنيف، باريس، نيودلهي، تونس، كيب تاون، وارسو، بيونس آيرس، إسطنبول، تحولت إلى الحديث عن مبادرات تهدف إلى إبراز النماذج الناجحة ونشر الأفكار الخلاقة لدعم الجهود المتميزة الهادفة إلى تطوير مفاهيم التنمية البشرية المستدامة وأبعادها، وإحداث نقلة في العمل التنموي وفق أسس علمية تساعد على تحقيق أهدافه التي تمثل (أجفند) المبادرة الأولى من نوعها لحفز الإسهامات التنموية.

وعكس الحضور الكبير للاحتفالية من قبل النخب التنموية في العالم وما طرح خلال وجودها من تعليقات الهاجس الذي يشغل صناع القرارات الاقتصادية في تحقيق التنمية المستدامة والبحث عن أنموذج متميز يقدم الشهادة للعالم على كيفية تحقيق النجاح في منظومة الحراك الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وصولا إلى معادلة التنمية التي تستوعب مستجدات العصر ويتم التعامل معها بوعي.

وجاء اختيار ماليزيا، أحد النمور الآسيوية لتسليم جائزة «أجفند»، يحمل دلالات مهمة، حيث تعد ماليزيا نموذجا يرفد المجتمعات النامية بالمثال في إجادة التنمية وتجويدها، ولعل أبرز عنوان للتجربة الماليزية هو التعليم العصري الذي يلبي الاحتياجات ويتجاوب مع سوق العمل، وكذلك إفساح المجال للمرأة لتسهم بأدوارها في تقدم مجتمعها.

من جانبه قال الخبير الاقتصادي العالمي، البروفسور محمد يونس، صاحب نظرية القروض الصغيرة لمكافحة الفقر، عضو لجنة جائزة «أجفند»: إن العالم يحتاج إلى تعزيز مفهوم الإيثار، ومكافحة الأنانية، وأكد تميز جائزة «أجفند» كمستفيد من الفكر التنموي للأمير طلال.

وخصص «أجفند» موضوع جائزته للعام المقبل 2011 لمعالجة قضية «تمكين الشباب من خلال المبادرات وتوسيع الفرص الوظيفية»، ودعا مراكز البحوث، والجامعات، والمنظمات، واتحادات الجمعيات الأهلية لترشيح المشاريع الرائدة في هذا المجال للفروع الأربعة للجائزة، كما أعلنت لجنة جائزة «أجفند» المشاريع الفائزة عام 2010، المتنافسة حول موضوع «تنمية الريف من خلال توظيف تقنيات الاتصال». وقد فازت أربعة مشاريع من بين (28) مشروعا، تم ترشيحها في فروعها الأربعة، من 25 دولة في ثلاث قارات.

إلى ذلك، تم تسليم جائزة 2009 لمسؤولي المشاريع الفائزة المتنافسة حول موضوع «التنمية الزراعية بأساليب مبتكرة»، وهي مشاريع منفذة في: بنغلاديش والهند ونيبال وميانمار وفيتنام وإثيوبيا وزامبيا، وزيمبابوي، ونيكاراغوا، البوسنة والهرسك، والجزائر.

وأكد البروفسور محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2006 ومؤسس أول بنك للفقراء في العالم، على أهمية الإنسان في منظومة المال وصناعته، معتبرا في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن ما يحدث اليوم من أزمات مالية، وآخرها الأزمة المالية الخانقة التي يعاني العالم من تبعاتها إلى اليوم هو تغييب الإنسان والتركيز من قبل الشركات العاملة في قطاع المال والأعمال، على جني أكبر قدر من دون ضوابط أو اعتبار للجانب الإنساني، بل وتحقيق هوامش ربحية عالية وذات أرقام فلكية من قبل هذه الشركات، مشددا على أن طبيعة الناس الميل نحو الأنانية، واليوم وبسبب الأزمة العالمية بدأت التوجه نحو التركيز على الإنسان وجعله رقما مهما وأولويا في المعادلة الاقتصادية وتقديم (الإيثار) والبحث عن تجارب خلاقة تجعل الإنسان في مقدمة أولوياتها، معيدا إلى الأذهان ما أكد عليه الأمير طلال بن عبد العزيز من أن نقل التجارب البشرية وتلاقحها صناعة تنموية وبناء لحضارة الإنسان، لافتا إلى أن «أجفند» يمثل نموذجا متميزا في هذا التوجه.