120 حريقا تلتهم ما تبقى من غابات لبنان.. ووزير الداخلية يخشى أن يكون بعضها مفتعلا

المدير العام للدفاع المدني لـ «الشرق الأوسط»: الوضع مأساوي.. ونكافح باللحم الحي

جنود لبنانيون يعملون على مكافحة حريق شب في منطقة الجمهور في جبل لبنان، وذلك بمساعدة عدد من أبناء المنطقة (رويترز)
TT

وكأنه لم يكن يكفي لبنان ما يتعرض له من أزمات سياسية تهدد كيانه، لتصب الطبيعة غضبها على ما تبقى من غاباته التي كانت تشكل، ومنذ آلاف السنوات، ثروته الطبيعية الوحيدة. فمع استمرار ارتفاع درجات الحرارة وشح المياه اشتعلت الحرائق في المناطق اللبنانية من الشمال إلى الجنوب، فالجبيل ملتهمة الأحراج وحياة العشرات وأرزاقهم مهددة.

وفي هذا الإطار، كشف وزير الداخلية والبلديات زياد بارود عن اندلاع ما يقارب الـ120 حريقا في المناطق اللبنانية كافة، 4 منها هائلة، معربا عن خشيته من أن تكون الحرائق التي تندلع في لبنان مفتعلة. ووصف مدير عام الدفاع المدني العميد درويش حبيقة الوضع بالـ«مأساوي». وعن إمكانية طلب المساعدة من دول الجوار قال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن اليوم نكافح باللحم الحي، ونعلم تماما أنه، كما يقول المثل اللبناني، لا يحك جلدك إلا ظفرك».

وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قد تفقد منطقة الحرائق في فتري - جبيل، مبديا أسفه لأن «التجاذبات السياسية تؤخر كل الإنجازات التي يجب القيام بها»، لافتا إلى أن «الحريق وصل إلى بيوت الناس الذين لا دخل لهم بالسياسة، فلذلك يجب أن نعرف أن لبنان يفقد لونه الأخضر ويجب أن ننكب على دراسة خطط حقيقية لا ارتجالية لإطفاء الحرائق»، مشيرا إلى أنه «ليست هناك مساحات شاسعة، كما أنه ليس هناك لا خطط ولا طرقات».

وكان الحريق في منطقة جبيل الذي اندلع الاثنين الماضي في أحراج فتري ومعيان، وقضى على مساحات شاسعة من الأحراج الواقعة بين البلدتين، قد امتد إلى الأحراج المنبسطة بين أسفل فتري ووادي نهر إبراهيم، حيث لا تزال النيران المستعرة مستمرة لليوم السابع وتلتهم الأشجار الحرجية التي يشكل الصنوبر 90 في المائة منها.

وقامت الطوافات العسكرية بطلعات مكثفة لمؤازرة عناصر الجيش اللبناني والدفاع المدني وفوج إطفاء بيروت، حيث يجدون صعوبة بالغة في إخماد النيران، لعدم تمكنهم من الوصول إلى مواقع الحريق بسبب افتقارها إلى طرقات داخل هذه الأحراج.

وعزت عناصر الدفاع المدني تجدد الحرائق إلى هبوب رياح أشعلت النار في أوراق الصنوبر اليابسة الشديدة الاشتعال والموجودة داخل الأحراج بكثافة ويصل ارتفاعها في بعض الأماكن إلى نحو المتر.

وقد تسبب هذا الحريق الذي امتد إلى المنازل وإلى الطرقات الرئيسية في البلدة في حدوث سحب كثيفة من الدخان تسببت في حالات إغماء بين المواطنين القاطنين في تلك البقعة.

في الوقت عينه اندلع حريق هائل في منطقة وادي شحرور- الجمهور- حارة الست، مهددا عددا من المنازل ومحطة كهرباء الجمهور، عملت عناصر الدفاع المدني والطوافات على إخماده.

وتزامن ذلك مع اندلاع حريقين كبيرين، الأول في منطقة جزين، والثاني في معمل «ميموزا» للمحارم في بلدة قاع الريم بمنطقة زحلة البقاعية، حيث أصيب شخصان بإصابات خطيرة في الوجه.

وجنوبا، اشتعلت أحراج بلدة حاريص الجنوبية وعملت فرق الدفاع المدني والأهالي على إخماد الحرائق بصعوبة، خصوصا أن المنطقة تنتشر فيها القنابل العنقودية. وقد أتى هذا الحريق على 40 دونما من الأشجار المثمرة، وصولا إلى احتراق مساحات كبيرة من أشجار الزيتون شمالا في مناطق حلبا والشيخ طابا.

يشار إلى أن طوافات الجيش اللبناني وطوافات «السيكورسكي»، بالإضافة إلى سيارات رباعية الدفع تساهم في إطفاء الحرائق، مع حديث عن مساعدات في هذا الإطار ستصل قريبا من دول الجوار، أبرزها من تركيا.