زيباري ردا على طلب إيطاليا العفو عن طارق عزيز: نحترم القضاء

وفد مصري يصل إلى البصرة لوضع اللمسات الأخيرة لافتتاح قنصلية فيها

وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ونظيره الإيطالي فرانكو فراتيني في مؤتمر صحافي مشترك في بغداد أمس (رويترز)
TT

وصل وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إلى بغداد أمس وأجرى محادثات مع كبار المسؤولين حول العلاقات الثنائية وأوضاع الأقلية المسيحية والمطالبة ببادرة رأفة تجاه نائب رئيس الوزراء السابق طارق عزيز. وجاء ذلك بينما زار وفد مصري، برئاسة وكيل وزارة الخارجية المصرية محمد قاسم، مدينة البصرة لوضع اللمسات الأخيرة لافتتاح أول قنصلية لدولة عربية في المحافظة.

كانت روما قد أعلنت، في وقت سابق، أن زيارة المسؤول الإيطالي إلى بغداد تهدف إلى طلب العفو عن طارق عزيز، نائب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.

وعقد وزير الخارجية الإيطالي مؤتمرا صحافيا مشتركا مع نظيره العراقي هوشيار زيباري، وقال الوزير العراقي، ردا على سؤال حول احتمال العفو عن عزيز: «أكدنا ضرورة احترام قرار القضاء العراقي؛ لأن عزيز حصل على جميع حقوقه في المرافعة والدفاع. يجب أن يحترم الجميع قرار القضاء». وأضاف: «لديهم طلب أو رجاء للعفو، ليس إيطاليا فقط من يطلب ذلك، إنما روسيا والفاتيكان ودول عربية».

وحول أوضاع المسيحيين، أوضح زيباري أن «الحكومة لا تؤيد تشجيع هجرة المسيحيين إلى الدول الأوروبية، وهذا ما أكده الوزير أيضا (فراتيني)». وتابع: «سيتم اتخاذ التدابير اللازمة في سبيل تعزيز حمايتهم، وسنرسل إشارات إيجابية إلى العالم من حيث إعادة بناء الكنائس وتوفير الأمن والحماية لهم»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وتعرض المسيحيون لاعتداءات متكررة أثارت استنكار الرأي العام العالمي؛ ففي 31 أكتوبر (تشرين الأول) قتل 46 مصليا بينهم كاهنان و7 عناصر من قوات الأمن في مجزرة أثناء قداس في كاتدرائية للسريان الكاثوليك في وسط بغداد، واستهدفت تفجيرات أخرى في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) منازل مسيحيين في بغداد، مما أوقع 6 قتلى.

وقد أصدرت المحكمة الجنائية العراقية العليا في 26 أكتوبر حكما بالإعدام «شنقا حتى الموت» على طارق عزيز ومسؤولين سابقين آخرين هما سعدون شاكر وعبد حمود بعد إدانتهم في قضية «تصفية الأحزاب الدينية»، لكن طالباني أعلن أنه لن يوقع مرسوم إعدام عزيز.

وشكل عزيز (74 عاما)، المسيحي الوحيد في فريق الرئيس الأسبق صدام حسين، واجهة دولية للنظام وبذل جهودا كبيرة لدى عواصم أوروبية لمنع اجتياح العراق.

على صعيد آخر، قال زيباري: «إن إيطاليا مهتمة كثيرا بتوسيع علاقاتها مع العراق، وهناك مشاريع استراتيجية تبدي إيطاليا اهتماما بها، مثل ميناء الفاو الكبير وسد الموصل».

من جهته، قال فراتيني، الذي يزور بغداد كآخر محطة في جولته الإقليمية: «إن الكويت مستعدة تماما لتطبيع علاقاتها بشكل كلي مع العراق».

كان مصدر في السفارة الإيطالية قد أكد أن زيارة فراتيني تستمر يوما واحدا يلتقي خلالها رئيس الوزراء المكلف نوري المالكي ورئيس الجمهورية جلال طالباني. وأضاف، مفضلا عدم ذكر اسمه، أنه «ليس هناك أي هدف محدد للزيارة». وتابع أن الزيارة «هدفها تعزيز التعاون الاقتصادي، كما أنها فرصة لبحث أوضاع المسيحيين العراقيين، وهذه مسألة تشكل مصدر قلق لكثير من الإيطاليين».

وإلى البصرة، وصل وفد رسمي مصري لوضع اللمسات الأخيرة لافتتاح أول قنصلية لدولة عربية في المحافظة.

وأعلن النائب الثاني لمحافظ البصرة أحمد حميد الحسني عن إتمام التحضيرات الأخيرة لافتتاح القنصلية المصرية في المحافظة، حسب ما أورده المركز الوطني للإعلام التابع للحكومة العراقية.

جاء ذلك أثناء المؤتمر الصحافي الذي عقد في ديوان المحافظة بحضور نائب وزير الخارجية المصري محمد قاسم، والسفير المصري في بغداد شريف كمال شاهين، وعدد من مستشاري محافظ البصرة.

وعد نائب المحافظ الزيارة «خطوة جريئة من مصر الشقيقة، للإشراف على خطوات افتتاح القنصلية الدبلوماسية في البصر»، مؤكدا انتهاء التحضيرات اللازمة لافتتاح أول قنصلية لدولة عربية في جنوب العراق، لتمثل منطلقا لحضور عربي قادم.

ولفت الحسيني إلى وجود تعاون وتنسيق مشترك بين جمهوريتي العراق ومصر في مجالات التنمية والإعمار والتدريب وتطوير القدرات في محافظة البصرة، والمساهمة في إعمار المدينة عبر تسهيل دخول المستثمرين العرب والمصريين. وأشار إلى أن الحكومة المحلية في البصرة ستعمل على توفير احتياجات المصريين في البصرة، إلى جانب توفير الدعم غير المحدود لهم.

من جانبه، قال نائب وزير الخارجية المصري إن زيارته للبصرة هي الأولى من نوعها، وجاءت بتوجيه مباشر من أعلى السلطات المصرية، التي عملت على فتح القنصلية المصرية لها في أربيل الشهر الماضي.

وأشار المسؤول المصري إلى أن مدينة البصرة تحظى بمكانة متميزة، وتعتبر نقطة انطلاق للشركات المصرية للجدية الكبيرة التي يوليها المستثمرون المصريون للدخول إلى المدينة ولقاء رئيس هيئة استثمار البصرة للوقوف على فرص الاستثمار الموجودة في المدينة، موضحا أن قنصلية حكومة القاهرة في البصرة ستعمل على فتح أبواب التعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.