مبيكي يتوسط بين «الرئيسين» في ساحل العاج

«مجموعة غرب أفريقيا» تدين غباغبو

TT

توجه رئيس جنوب أفريقيا سابقا ثابو مبيكي، المبعوث الخاص الذي أرسله الاتحاد الأفريقي في «مهمة عاجلة» إلى ساحل العاج، أمس، إلى أبيدجان في محاولة إيجاد حل للأزمة الخطيرة التي تلت الانتخابات الرئاسية. ويريد مبيكي الاجتماع مع طرفي الأزمة الناجمة عن نتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو وخصمه الحسن وتارا المدعوم من المجتمع الدولي، حيث يدعي كل منهما أنه رئيس الجمهورية. ومن مصادفات التاريخ أن غباغبو وافق سنة 2005 نزولا على ضغط مبيكي الذي كان وسيطا، على ترشيح رئيس الوزراء السابق الحسن وتارا إلى الانتخابات الرئاسية بعد إقصائه من انتخابات سنة 2000 بدعوى «الاشتباه في جنسيته» العاجية، مما أثار أزمة خطيرة. وأعلن المجلس الدستوري أن غباغبو فائز في الانتخابات الرئاسية بنسبة 51.45 في المائة من الأصوات بعد إبطال نتائج اللجنة الانتخابية المستقلة التي أعلنت أن خصمه رئيس بنسبة 54.1 في المائة من الأصوات.

وقال مبيكي بعد وصوله إلى أبيدجان أمس: «نريد أن نستمع إلى جميع وجهات النظر بشأن هذا الأمر قبل أن نتمكن من إصدار أي توصيات». وتظاهر عشرات الآلاف من أنصار وتارا في مدينة بواكيه الشمالية معقل المتمردين المعارضين لغباغبو خارج المقر المحلي لبعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، مطالبين بتنحي غباغبو. وهتف أنصار وتارا قائلين: «ادو رئيسا»، مستخدمين الأحرف الأولى من اسمه الثلاثي التي يعرف بها على نطاق واسع. وكانت الاحتجاجات هادئة بشكل عام.

وقالت زودوا لالاي، سفيرة جنوب أفريقيا لدى ساحل العاج، لوكالة «رويترز»، إن «أي وضع مثل رواندا وكينيا سيكون كابوسا وهو ما نعمل دون كلل لتفاديه»، مشيرة إلى أوجه شبه مع انتخابات جرت في كينيا عام 2007، حيث سرعان ما أدى التنازع حول نتيجتها إلى أعمال عنف عرقية أودت بحياة 1300 شخص على الأقل. وتوسط مبيكي في الأزمة التي اندلعت في أعقاب الحرب وفي عدة اتفاقات سلام تم توقيعها لكن العملية تجمدت في النهاية.

وبعد تنصيبه في حفل رسمي في القصر الرئاسي أعلن غباغبو أنه من يضمن «القانون» و«الحقوق»، وأنه المدافع عن سيادة البلاد التي يحكمها منذ عشر سنوات. لكن خصمه لم يستسلم وفي خطوة مفاجئة أخرى أدى هو أيضا اليمين أول من أمس وأبلغ رئيس المجلس الدستوري بذلك في رسالة وجهها إليه.

ويرتكز الحسن وتارا على الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا والاتحاد الأفريقي، حيث صادقت جميعا على نتائج اللجنة الانتخابية المستقلة واعترفت بفوزه. كما تسانده حركة التمرد السابقة «القوات الجديدة» التي تسيطر على شمال البلاد منذ الانقلاب الفاشل في سبتمبر (أيلول) 2002.

ودانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا تنصيب غباغبو رئيسا لساحل العاج وأعلنت عقد اجتماع طارئ لقادتها حول الوضع في ذلك البلد. وأفاد بيان بأن القمة ستعقد الثلاثاء في أبوجا، عاصمة نيجيريا، لتقرر ما يجب اتخاذه من خطوات. وفي مؤشر على القلق الذي تثيره الأزمة في الخارج دعت وزارة الخارجية الأميركية أول من أمس الأميركيين إلى تجنب السفر إلى ساحل العاج حاليا بسبب «احتمال متزايد بحدوث اضطرابات سياسية وإمكانية وقوع أعمال عنف».