أميركا اللاتينية تتبنى آلية عقوبات ضد أي انقلاب في دولها

خلال قمة أقرت أيضا إنشاء صندوق بـ100 مليار دولار من أجل تحقيق الاندماج التربوي

TT

تبنت أميركا اللاتينية وإسبانيا والبرتغال آلية عقوبات يمكن تطبيقها على الدول التي تشهد انقلابات، في قمة أيبيرية - أميركية اتسمت بغياب عدد كبير من القادة في الأرجنتين. وقالت الرئيسة الأرجنتينية كريستينا كيرشنر، مضيفة القمة، التي عقدت في منتجع مار ديل بلاتا (400 كم جنوب بيونس آيرس)، أول من أمس، بعد موافقة نظرائها إلكترونيا على النص: إن «الإعلان أقر». وأوضحت كيرشنر أن الأمر يتعلق «بقطع كل العلاقات مع أي دولة عضو تشهد محاولة لتدمير الديمقراطية».

ويؤكد الإعلان أن الدولة التي تتعرض للخطر يمكنها إبلاغ المؤتمر الأيبيري - الأميركي للتوصل إلى «تبني إجراءات ملموسة بالتشاور» بين بلدانها. ويمكن لهذه الدول «تعليق» عضوية بلد «بحرمانه من كل الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها كعضو في المؤتمر الأيبيري - الأميركي، حتى إعادة دولة القانون». وعبر الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية خوسيه ميغل أينسولزا عن أنه «أصبح بالإمكان تطويق أي محاولة لإقامة نظام دكتاتوري».

كان رؤساء دول أميركا الجنوبية قد ردوا بسرعة في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعد محاولة الانقلاب على الرئيس الإكوادوري رافايل كوريا. فقد اجتمعوا في بيونس آيرس ودعوا إلى إدانة المسؤولين عنه. لكن رد فعلهم جاء أقوى عندما اعتقل العسكريون رئيس هندوراس مانويل سيلايا وأقالوه ونفوه في 28 يونيو (حزيران) 2009.

فبورفيريو لوبو، الذي انتخب رئيسا للدولة بعد 5 أشهر من ذلك، لم يُدع إلى مار ديل بلاتا؛ لأن معظم دول أميركا اللاتينية، خصوصا البرازيل والأرجنتين، اعتبرته رئيسا غير شرعي. في المقابل، اعترفت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بلوبو. وتبنت القمة التي عقدت تحت شعار «التربية لإنجاح التكامل الاجتماعي»، بيانا يقضي بإنشاء صندوق برأسمال قدره 100 مليار دولار بحلول عام 2021 في هذا المجال. وقال رئيس الوزراء البرتغالي جوزيه سوكراتيس: «إن ملايين الأشخاص ينتظرون تلبية مطالبهم العادلة من أجل الأجيال الجديدة». إلا أن غياب عدد كبير من رؤساء الدول أضعف هذه القمة. وكان يفترض أن يلقي الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز كلمة أول من أمس في استاد في مار ديل بلاتا، لكنه قرر إلغاء رحلته بسبب الفيضانات التي تضرب بلده. ولم يشارك في القمة أيضا نظيره البوليفي إيفو موراليس ولا دانيال أورتيغا رئيس نيكاراغوا التي تشتبه بأن كوستاريكا تريد استخدام القمة لطرح خلاف بين البلدين على طاولة البحث.

والأمر الأهم هو أن رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو علق مشاركته، لكن ملك إسبانيا خوان كارلوس حضر القمة، ترافقه زوجته الملكة صوفيا. وقال المحلل غابريل بوريتشيلي: «إنه أمر سلبي لإسبانيا محرك هذه القمة، بأنها لا تستطيع ضمان حضور رئيس الحكومة». من جهته، قال المحلل روسيندو فراغا من معهد «نويفا مايوريا»: «إن الجديد هو غياب رئيس الحكومة الإسبانية». وأضاف أن رئيس الوزراء الإسباني «حضر دائما القمة نظرا لأهميتها لمدريد».