«الجهاد» ترد على تصريحات هنية: الاستفتاء الشعبي ليس وطنيا ولا دينيا ولا منطقيا

حبيب: من غير المنطقي والواقعي أن يتم طرحه من حركات إسلامية ومقاومة

إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة يؤدي صلاة الاستسقاء إلى جانب المواطنين الفلسطينيين، أمس (أ.ف.ب)
TT

انتقدت حركة الجهاد الإسلامي، تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني المقال، إسماعيل هنية، التي أبدى فيها موافقة حركته على إجراء استفتاء شعبي بشأن اتفاق سلام محتمل، والقبول بنتائجه حتى لو كانت تتعارض مع قناعات حركته.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي، التي طالما اختلفت مع المفاهيم السياسية لحماس: «إن الاستفتاء على قضايا مصيرية أمر غير وطني وغير ديني».

وقال القيادي في حركة الجهاد، خضر حبيب: «إنه (الاستفتاء) غير وطني وديني ولا منطقي»، وأضاف «من غير المنطقي والواقعي أن يتم طرح الاستفتاء من حركات إسلامية ومقاومة»، في إشارة إلى حماس.

وكان هنية أكد في تصريحات لمجموعة من الصحافيين الأجانب، في غزة، أن حماس التي يدعو ميثاقها للقضاء على إسرائيل، ستقبل بنتيجة استفتاء فلسطيني على أي اتفاقية سلام تبرم مع إسرائيل في المستقبل، مضيفا أن حركته «لا تعارض إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، وحل قضية اللاجئين، بما في ذلك الإفراج عن الأسرى في السجون الإسرائيلية».

وزاد قائلا: «عرض الموضوع على الشعب الفلسطيني للاستفتاء يعني أن حماس ستحترم نتائجه، حتى إن خالفت قناعاتها»، لكن هنية أوضح أن الاستفتاء الذي يتحدث عنه يجب أن يضم جميع الفلسطينيين القاطنين في غزة والضفة الغربية والدول الأخرى.

ومع ذلك، أبدى هنية شكوكا كبيرة في إمكانية الوصول إلى هذه المرحلة، قائلا إن إسرائيل غير معنية بتمكين الفلسطينيين من إقامة دولة تتمتع بسيادة كاملة، وإنه لا أمل لديه في أن تتكلل بالنجاح الجهود الرامية لإحياء العملية التفاوضية.

وعقب حبيب على كلام هنية، بالقول في حديث مع إذاعة تابعة للجهاد في غزة: «إن الثوابت الفلسطينية لا يُستفتى عليها»، وغمز في قناة حماس قائلا: «إن الشعب انتخب قياداته لاتخاذ القرارات المصيرية؛ فكيف يستفتي في هذه القضايا؟».

وتساءل حبيب: «ماذا لو قال الشعب الفلسطيني (نعم) للاعتراف بـ(إسرائيل) كدولة على الأراضي الفلسطينية؛ هل سنقبل بهذا الاعتراف؟»، وزاد قائلا: «إن الشعب الذي يُحاصَر ويُذبح ويُقتل يتعرض في أي لحظة من اللحظات من خلال تضليل إعلامي وسعي من شياطين الإنس والجن، لأن يقول (نعم)، وربما تمس هذه القضايا الشعب الفلسطيني».

وجاءت انتقادات الجهاد لهذه التصريحات بعد هجوم كبير شنته فتح، معتبرة التصريحات خير دليل على تنازل حماس عن ميثاقها، واستعدادها للاعتراف بإسرائيل «بعدما رفضت فكرة الاستفتاء قبل 4 سنوات».

والتزمت حماس الصمت إزاء تصريحات هنية، لكن مستشاريه والعاملين معه حاولوا تفسير التصريحات، بقولهم إنها استندت إلى قناعات باستحالة الوصول إلى اتفاق سلام، واستحالة أن يوافق الشعب الفلسطيني على التنازل.

وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية في غزة، طاهر النونو، ردا على حبيب: «هناك اجتزاء من حديث رئيس الوزراء في غزة»، وأضاف: «إن الاستفتاء موجود في وثيقة الوفاق الوطني التي حازت على توقيع كافة الفصائل الفلسطينية»، وتابع قائلا: «إن استفتاء على قضية عودة اللاجئين بالتأكيد سيتم الاتفاق عليه مع كل شرائح المجتمع دون النظر ما إذا كانت حماس أو فتح»، مضيفا أنه لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يعترف بإسرائيل إذا أجري استفتاء حول الاعتراف بدولة الاحتلال.

وأكد النونو أنه «من حق الشعب الفلسطيني أن يشارك ويعبر عن موقفه في كافة القضايا التي تمس القضايا المصيرية».

وجاءت تصريحات النونو لتعزز تصريحات أخرى كان أطلقها يوسف رزقة، مستشار هنية، الذي قال فيما يشبه مقالا نشرته مواقع تابعة لحماس أمس، إن هنية لم يخرج عن مرجعية «لا استفتاء على الثوابت، ولا استفتاء في العقائد».

وأضاف رزقة: «لم يكن الحديث عن (الاستفتاء) جزءا من المحاور الثمانية التي تحدث حولها هنية للإعلام الأجنبي، وإنما جاء في ثنايا إجابته عن سؤال افتراضي مجادل لأحد الصحافيين الأجانب حول (حل الدولتين) وموقف حماس إذا نجحت مفاوضات التسوية، وهنا أكد هنية أن حل الدولتين وهم، وأنه كلام نظري، ولا وجود له على أرض الواقع.