يبدو أن روبرتو مانشيني بدأ الآن فقط يشعر باللامبالاة تجاه ردود فعل وتصرفات بعض لاعبيه مع اقتراب مرور السنة الأولى على توليه منصب المدير الفني لفريق مانشستر سيتي.
كما يبدو أن المشكلات التي يواجها مانشيني في الوقت الحالي قد ازدادت، وكانت آخرها مغادرة كارلوس تيفيز، وهو متجهم الوجه، لأرض الملعب، بعد استبداله في الدقيقة 90 من المباراة التي شهدت فوز مانشستر سيتي على بولتون وأندرارز.
وكان إعلان تيفيز الحاد عن عدم رضاه على قرار استبداله، الذي جاء بعد 24 ساعة فقط من المشاجرة التي وقعت خلال تدريب الفريق بين ماريو بالوتيللي وجيرومي بواتينغ، زميلا تيفيز في الفريق، سلوكا لم يكن يتوقعه مانشيني على الإطلاق من قائد فريقه.
ولكن رد الفعل الرافض لتصرف تيفيز، الذي قام به المدرب الإيطالي وقتها عندما هز كتفيه ليظهر عدم رضاه عن هذا التصرف، ربما يكون قد كشف عن حقيقة الوضع، وهي أن مانشيني كان يعلم تماما ما سيحدث. وأفضل وصف للعلاقة القائمة بين مانشيني وتيفيز هي أنها «باردة جدا»، ولكن تيفيز يبدو متضايقا بشكل أكبر، بفعل غياب الدفء في العلاقة، مقارنة بمانشيني، الذي يعطي انطباعا بأنه لا يمكنه أن يبالي بما إذا كان أكبر هدافيه يحب أو يكره أسلوبه في العمل.
وكان تيفيز قد اشتكى بشكل متكرر من مانشيني، وتشاجر مع مديره الفني خلال فترة الاستراحة في المباراة، التي شهدت فوز مانشستر سيتي، على نيوكاسيل بنتيجة 2 – 1، خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وعندما تم استبداله خلال المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي مع برمنغهام خلال الشهر الماضي، غادر تيفيز الملعب على غرار الطفل الذي يقال له إن وقته في اللعب قد انتهى. وقد كرر تيفيز هذا التصرف تماما يوم السبت الماضي في الحقيقة.
وكان مانشيني قد قلل من أهمية تصرف تيفيز، وهو يرفض معانقته قبل أن يلقي قفازيه على الأرض. «ويبدو أن المدرب يشعر بسعادة عندما يرى لاعبيه غير سعداء حال استبدالهم». ولكن كيفين ديفيز، قائد فريق بولتون أصر على أن «فورة الغضب هذه تلقي الضوء على التصدعات وبذور الشقاق الموجودة داخل معسكر مانشستر سيتي».
وقال ديفيز، عبر موقع «تويتر»: «رؤية رد فعل تيفيز على استبداله تؤكد لي أن هناك مشكلات داخل فريق مانشستر سيتي. وأعتقد أن قرار استبدال اللاعبين حق أصيل للمدير الفني، وأن اللاعب يجب أن يظهر قدرا من الاحترام للاعب البديل. ويبدو أن ثمة مشكلات هناك، ويبدو أنهم لا يحتفلون بالأهداف التي يسجلونها معا. وإذا كانت لديك مشكلة، فمن الأفضل حلها خلف الأبواب المغلقة، بدلا من أن تجعل منها قضية أمام الملايين».
والمفارقة هي أن نادي مانشستر سيتي يبدو أنه بصدد نشر مقابلة بالفيديو مع تيفيز، ولكنها كانت قد صورت خلال الأسبوع الماضي، يتحدث خلالها بحماس متقد عن علاقته مع مانشيني. ويقول تيفيز: «بالطبع، علاقتي جيدة مع روبرتو، وأنا أؤيده بنسبة 100 في المائة. ولكني كنت محبطا من أن استبدالي في مباراة برمنغهام جاء متأخرا، كما أن القرار أدى إلى إظهار بعض من مشجعينا لعلامات الاستياء. وما لا يعلمه الناس هو أني لعبت المباريات الثلاث السابقة متغلبا على بعض الألم، وكان المدير الفني يعلم ذلك. وقد كنت على وشك التعرض لإصابة أكثر خطورة من خلال اللعب عندما كان لا يتعين علي ذلك، لذا فقد كان مصدر قلقه الرئيسي هو الحفاظ علي من الإصابة».
وأضاف بقوله: «علاقتي أنا وروبرتو جيدة جدا. ونحن نناقش الكثير من الأشياء في السر والعلن. ونحن شخصان حماسيان، وكلانا يرغب في نجاح نادي مانشستر سيتي». إذن كل شيء على ما يرام، وماذا بعد؟ وعلى الرغم من كلمات تيفيز، فإن تصرفاته تشير إلى وجود شيء آخر.
وعلى الرغم من الاشتباكات التي تجرى بينهما، فإنه ليس ثمة شك في أن أهداف تيفيز تبقي مانشستر سيتي على الطريق تجاه التأهل لبطولة دوري أبطال أوروبا. وقد رفع المهاجم السابق لفريق مانشستر يونايتد رصيده من الأهداف إلى 10 أهداف خلال الموسم الحالي، بهدفه الذي سجله في الدقيقة الرابعة أمام بولتون، ولكن البطاقة الصفراء التي حصل عليها في الشوط الأول من المباراة تضمن أنه سوف يتم إيقافه في المباراة التي يخوضها فريقه أمام وستهام خارج ملعبه خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالي.
وسوف يحاول مانشستر سيتي أن يتكيف مع الوضع في ظل غياب تيفيز، وإذا نجح الفريق في ذلك، فإن محاولات اللاعب للفوز في معركته مع مانشيني سوف تتعرض لضربة موجعة.
ولكن مانشستر سيتي لا يزال يحتل وضعية جيدة، حيث لا يزال التأهل في بطولة دوري أبطال أوروبا في متناوله، بل إن إمكانية الفوز باللقب ليست بعيدة أيضا. ولكن من أجل أن يتجاوز مانشستر سيتي التوقعات، فإنهم يحتاجون إلى إظهار جبهة موحدة. وليس هناك ناد تحدث فيه خلافات داخل غرفة تغيير الملابس، ولكن غسيل مانشستر سيتي المتسخ هو الوحيد الذي ينشر أمام العامة بشكل مستمر. ويجب أن يتغير هذا، كما أن تيفيز، كقائد للفريق، يجب أن يعلم أن انتهاج سلوك مثل ذلك الذي سلكه السبت الماضي لن يكون في مصلحة الفريق.