صالح النعيمة: يا شلهوب لا تحزن.. وبيسيرو رائع.. وبعض المحللين أصبحوا «محلحلين»

الآراء الفنية تتباين حول خسارة السعودية.. وجاسم الحربي: المدرب جبان ويجب مساءلته

TT

تباينت الآراء الفنية حول خسارة الأخضر السعودي لقب «خليجي 20» أمام الكويت، أول من أمس، في المباراة النهائية بهدف نظيف، حيث شن البعض هجوما لاذعا على مدرب السعودية البرتغالي خوسيه بيسيرو ووصفوه بالجبان، وقالوا إنه يجب على اتحاد الكرة محاسبته ومساءلته في قراءته الفنية الضعيفة، وعدم قدرته على اختيار التشكيلة المناسبة، التي كانت تبعاتها خروجنا من تصفيات كأس العالم الأخيرة (2010) بجنوب أفريقيا، في حين أشاد البعض بقدرة المدرب، معتبرين وصوله للمباراة النهائية هو رد مباشر للآراء التي انتقدت عمله، والتي يمكن وصفها بـ«المحلحلين»، وذهب البعض الآخر إلى أن المكتسبات التي خرجنا بها في هذه البطولة هي ظهور أكثر من نجم يمكن الاستفادة منهم خلال الاستحقاقات المقبلة.

في البداية كان الحديث لقائد المنتخب السعودي السابق، صالح النعيمة، الذي وصف الخبراء الفنيين الذين كانوا يتسابقون عبر القنوات الفضائية أو عبر الإعلام المقروء، والذين دائما ما ينتقدون النهج وطريقة اللعب التي كان يعمل بها مدرب المنتخب البرتغالي خوسيه بيسيرو خلال مشاركة الأخضر في «خليجي 20» بـ«المحلحلين» وليس بالمحللين، لأنهم ينظرون إلى أسفل قدميهم وليس إلى أعلى، وبالتالي كانت نظرتهم خاطئة جدا.

وأضاف: «أنا أحيانا أستمع لآراء فنية بعد نهاية كل مباراة للمنتخب السعودي، وفي الحقيقة هذه الآراء تغيظني وتجعلني لا آكل طعامي، لأنه كلام فيه نوع من الاستفزاز، وتجد كل واحد يطرح ما هب ودب، وكان الأولى بهم إعطاء كل ذي حق حقه، أو الصمت حتى النهاية»، وقال النعيمة: «نحن لم نخسر في مشاركتنا في هذه البطولة، بل كسبنا وجوها جديدة، لذلك يجب أن يفهم كل من له صلة بالمنتخب كلمة (وجوه) التي أرى من وجهة نظري أنها هي التي ستجلب لنا البطولات المقبلة، ويجب علينا عدم قصر النظر، وإنما النظر للمستقبل من هذا الجانب، والكرة السعودية دائما ولادة، وهذا المطلوب في الوقت الراهن؛ أن نعطي بعض اللاعبين الشباب الفرصة للمشاركة، وما طلبناه من المدرب في وقت سابق تم تنفيذه، وأخرج لنا لاعبين في قمة النضوج وفي قمة الرجولية وفي قمة العطاء وفي قمة الوطنية، وأن أشكر الفريق فردا فردا».

وذكر النعيمة أن الأخضر السعودي لم يخسر اللقب كما يعتقد البعض، بل يجب علينا تهنئة اتحاد الكرة والجهاز الفني والإداري بالمنتخب بما قاموا به من جهود كبيرة وجبارة، وبالذات المدرب بيسيرو على جراءته وصراحته وتقديمه لهذه المجموعة التي لم نكن نتصور أن تظهر هذا الإبداع، وفي اعتقادي أنه هو الكاسب الأكبر، بغض النظر عن خسارة الكأس، ولكن في النهاية كسبنا فريقا يعطينا لعشر سنوات مقبلة، والمدرب كان عاقلا ومتعقلا في اختياره للعناصر التي شاركت في دورة الخليج التي كانت تجربة ناجحة بجميع المقاييس، وعندما صرح وتحدث المدرب البرتغالي بيسيرو كنت أستمع له، وعندما شاهدت المباراة النهائية تأكدت أن المدرب يعمل بكل شفافية وبكل نضوج، ويريد أن يكوّن لدى المنتخب السعودي فريقا ثانيا يمثلهم في أي دورة كانت، وليس الفريق الأساسي فقط، وفي الوقت الراهن نملك بنكا احتياطيا كاملا للاعبين الأساسيين في بطولة كأس آسيا المقبلة، ولو غاب أي لاعب لأي ظرف فلن نخاف إطلاقا، لأنه قدّم لنا، ولمع لنا لاعبين كانوا مختبئين بأنديتهم، ظهروا لنا بلباس الأبطال؛ ابتداء بالحارس إلى آخر مهاجم، فهم قدموا كل التضحيات وأقول لهم ألف مبروك على هذه الروح والمستوى المطمئن للكرة السعودية.

وعلق النعيمة على بكاء الشلهوب، حيث قال: «عندما شاهدت دموعه بعد نهاية المباراة بكيت معه، وكنت أتمنى أن يحمل الكأس ويرفعها لأول مرة، وهو قائد للمنتخب، خاصة أن عمره الحالي 29 سنة، وهذا الرجل أكن له كل الاحترام والتقدير والحب، لأنه لاعب مميز، وقدم كل ما في جعبته في هذه البطولة، وكان فعلا هو الرجل المناسب في المكان المناسب»، وأقول للشلهوب: «لا تحزن، وبإذن الله سترفع كأس آسيا مع زملائك».

وعن المطلوب من الأخضر للمرحلة المقبلة التي ينتظر فيها المنافسة على لقب كأس آسيا، قال النعيمة: «لندع أهل الشأن يعملون بصمت ويستعملون الأسلوب المخطط له، وبإذن الله سنحقق نتائج إيجابية (100 في المائة)، متى ما استمروا على نهجهم، وعدم سماعهم لأصوات النشاز التي لا تقدم ولا تؤخر».

من جهته، شن المدرب الوطني جاسم الحربي هجومه على مدرب المنتخب البرتغالي بيسيرو الذي وصفه بالجبان، معتبرا أن إمكانيات بيسيرو ليست بحجم إمكانيات وسمعة وتاريخ الأخضر، وأضاف: «آن الأوان لمحاسبته ومساءلته على الأمور الفنية، خاصة السلبيات التي وضحت كثيرا بعدم استقراره على تشكيلة معينة، وعدم قراءته للمباريات، وهذه تبعات خروجنا من تصفيات كأس العالم بسبب قراءته الفنية الضعيفة وتغييراته غير الجيدة، وجميع هذه الأمور هي فرصة لنا لمعالجتها، باعتبار المدرب لن يتم تغييره على حد علمي، وإذا لم يتم تغييره لا بد من مساءلته وتبيين الأخطاء له، حتى يتم تفاديها مستقبلا، وإذا كانت مشاركتنا في (خليجي 20) هي مجرد تجريب، فيجب أن لا تكون على حساب تاريخ وسمعة المنتخب السعودي، وأعتقد أن سبب خسارتنا مواجهة النهائي هي نتيجة للتكتيك الخاطئ الذي انتهجه المدرب عندما لعب بمهاجم واحد في ظل المنهجية التي لعب بها المنتخب الكويتي الذي لعب بطريقة دفاعية بحتة بكامل فريقه، وكان لديه فرصة للضغط على الملعب، وأجرى المدرب تغييرا خاطئا عندما سحب لاعبا في الوسط الأيمن وزج بلاعب في الوسط الأيسر، وشاهدنا أن مفاتيح اللعب للمنتخب الكويتي دائما ما تكون عن طريق الأطراف بتقدم وليد علي من الجهة اليسرى، وفهد العنزي من الجهة اليمنى، وهل يعقل أن يتم إخراج أحمد عباس الذي كان يؤدي دوره الدفاعي بشكل جيد، وللمعلومة لم ينكشف مرمى الحارس عساف القرني إلا عندما خرج عباس، حيث أصبح وليد علي يهدد في الكثير من المرات المرمى، حتى نجح في تسجيل هدف فريقه».

وبين الحربي أن الطريقة التي يلعب بها المدرب تعتبر إيجابية، ولكن الاستراتيجية والخطة ليستا منطقيتين، وليست على قياس قدرات اللاعبين وهذه تعتبر مصيبة، وبالتالي المطلوب تصحيح الأخطاء التي وقع فيها، ولا بد من محاسبة المدرب، حتى يتعرفوا على الأسباب التي أدت إلى خسارتنا المباراة النهائية، ويتم مقارنتها بما ينقد ويطرح بالإعلام، وليس بعيب أن تستفيد من الإعلام الذي ربما تكون له مرآة لك لكشف جميع الأمور السلبية.

وأضاف الحربي: «إن مرحلة الإعداد لمنافسات بطولة كأس آسيا تعتبر كافية، خاصة إذا كانت مرحلة إعداد اللاعبين في أنديتهم جيدة، بحكم أنه تبقى أكثر من شهر على أول مباراة للمنتخب في هذه البطولة، وبالتالي المدرب لديه الفرصة خاصة إذا عرفنا أن اللاعبين في أوروبا يتم تجميعهم قبل مباراتهم الرسمية بأسبوع واحد، وذكر الحربي أن بعض الأسماء في «خليجي 20» أثبتت جدارتها، وبإمكان المدرب الاستعانة بها في كأس آسيا، ويأتي أبرزها إبراهيم غالب وأسامة المولد وكامل الموسى وعبد العزيز الدوسري ومهند عسيري وأحمد عباس.

من جانبه، شدد المدرب الوطني، فؤاد أنور، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» على أن مشاركة الأخضر في هذه البطولة كسب من خلالها لاعبين ينتظرهم مستقبل مشرق، وكان أكثر المتفائلين، فلم يتوقع لهذا المنتخب الشاب أن يلعب على النهائي، وعندما وصل كان طموحنا كسعوديين انتزاع البطولة للمرة الرابعة، ولكن المنتخب الكويتي فريق جيد ومنظم، ولعب في بطولة غرب آسيا، واستفاد منها، ولعب في هذه البطولة من خلال خوض مباريات تحت ضغط جماهيري وإعلامي، واستطاع تحقيقها، ولديه خبرة كبيرة في التعامل مع دورات الخليج، أضف إلى ذلك أن الفترة قصيرة بين بطولة غرب آسيا وبطولة الخليج، وكان لديهم الخبرة والاستعداد والانسجام أكثر من المنتخب السعودي، ولكن أنا كسعودي وقائد في يوم من الأيام للمنتخب، فأنا راض شخصيا على ما قدمه هؤلاء الشباب خلال المباريات الخمس التي شاركوا فيها في البطولة، من خلال دعم واهتمام القيادة الرياضية، وحرصها على التخطيط وبناء جيل جديد للكرة السعودية، وأنا أتوقع أن الاستفادة الأولى من مشاركتنا في هذه البطولة هي ظهور هؤلاء اللاعبين وتميزهم. وعن تقييمه للأمور الفنية وقدرة المدرب في التعامل مع مباريات هذه البطولة، بما فيها النهائي، قال أنور: «ستكون هناك مناقشة مفصلة للاتحاد السعودي لكرة القدم مع المدرب، لتحديد الفائدة من هذه المشاركة، ولو تحدثنا عن الجانب الفني؛ فمن وجهة نظري هناك أخطاء فنية، وهذا يحصل مع جميع المنتخبات المشاركة، وهذا لا يقلل من قيمة المنتخب السعودي، ونحن شاهدنا أن المنتخب القطري لديه لاعبون ونجوم على مستوى عال، لهم أربع سنوات يشاركون مع بعضهم بعضا في الكثير من البطولات، وكذلك المنتخب العراقي نفس الحال، وكذلك المنتخب الإماراتي والمنتخب العماني حامل اللقب في «خليجي 19»، وهذا ليس بتبرير، ولكن جميع النقاد والفنيين يعرفون أن هذه المنتخبات لهم باع طويل، ولكنها لم تستطع الوصول للنهائي، إلا أن شباب الأخضر استطاعوا اللعب على النهائي، وطالما أنك تصل إلى منصة التتويج فأنت تعتبر بطلا، وإذا تحدثنا عن الأمور الفنية فإن هناك أخطاء فنية، وكنت أتمنى عدم الاستعجال بخروج أحمد عباس، إضافة إلى ذلك كنت أتمنى أن يكون الهدف القاتل الذي سجله الكويت جاء في وقت مبكر حتى يستطيع اللاعبون استعادة تركيزهم لتعديل النتيجة، ولكن الفريق الكويتي عرف كيف يحافظ على هدفه ويحقق اللقب الخليجي. وأضاف فؤاد أنور: «أنا لا أود الخوض أو التطرق إلى تفاصيل الأمور الفنية في جميع المباريات الخمس التي لعبها الأخضر السعودي، باعتبار الوقت الراهن لا يسمح بالتحدث، ويفترض أن نتحدث عن المكتسبات التي حققناها أفضل من حديثنا عن الأخطاء الفنية، وفي اعتقادي، فإن مثل هذه الأمور ستكون لها لجنة متخصصة للوقوف على جميع الأحداث التي حصلت في هذه البطولة.