مئات الطلبة يتظاهرون في طهران بمناسبة «يوم الطالب».. وإيرانيون يصفون خامنئي بـ«الجرثومة»

صهر أحمدي نجاد ينفي نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة

TT

نظم مئات من الطلبة الإيرانيين مظاهرات احتجاج، أمس، ضد السلطات بمناسبة يوم الطالب (7 ديسمبر (كانون الثاني) في عدة مدن إيرانية ورددوا شعارات «الموت للدكتاتور». وقالت مصادر إيرانية إن قوات مكافحة الشغب أطبقت حصارا على جامعة طهران، فيما كتبت شعارات مناوئة على الجدران وصفت المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي بـ«الجرثومة».

وتتأجج المظاهرات في إيران بين حين وآخر منذ انطلاقتها الأولى في أعقاب إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في يونيو (حزيران) 2009 ورفض المعارضة نتائج تلك الانتخابات التي وصفتها بالمزورة.

وتزامن الاحتفال بعيد الطالب مع بدء العام الهجري الجديد (الأول من محرم) واقتراب العاشر من الشهر ذاته، حيث يحيي الشيعة كل عام ذكرى مقتل الإمام الحسين، إذ تتاهب السلطات في مثل هذه المناسبة خشية استغلالها لإثارة الاحتجاجات.

وقال بيان أصدرته أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنه «احتشد ظهر اليوم (أمس) مئات من طلبة جامعة شريف التكنولوجية ومعهم المواطنون الذين عبروا عن تضامنهم معهم أمام الجامعة ورددوا هتاف «الموت للدكتاتور».

وأضاف البيان أن جامعة طهران كانت تحت «حصار أحكمته قوات مكافحة الشغب والعناصر القمعية الأخرى التابعة للنظام، وأن آلافا من أهالى طهران تجمعوا في شوارع منطقة الجامعة من أجل التضامن مع الطلبة».

ويعتبر طلبة الجامعات جزءا حيويا من المعارضة الإيرانية التي يقودها مير حسين موسوي، رئيس الوزراء الإيراني الأسبق، ومهدي كروبي، رئيس البرلمان الأسبق، وأطلقت على حركتهم اسم «الحركة الخضراء» وقد تعرض عدد من عناصرها إلى الملاحقة والاعتقال منذ التجديد للرئيس الإيراني. وكان الاحتفال بعيد الطالب في طهران العام الماضي قد شهد احتجاجات واسعة ومظاهرات كسروا خلالها أحد المحرمات في السياسة الإيرانية من خلال إحراق صور المرشد الأعلى.

وقال البيان إن القوات الإيرانية، مزودة بالهراوات الكهربائية والسترات الواقية للرصاص، منعت الدخول إلى الجامعة أو الخروج منها وقامت باعتقال عدد من الشبان الذين كانوا يعبرون من أمام الجامعة، وإن قوات الحرس الثوري الإيراني ومتنكرين بالزي المدني و«شتى صنوف عملاء النظام» انتشروا في الشوارع منذ بضعة أيام، وأن الانتشار تكثف أمس بشكل أوسع.

وقال البيان إن أعدادا كبيرة من «قوات القمع» انتشرت في مختلف أحياء العاصمة، خاصة في محطات قطارات الأنفاق الواقعة في النقاط المركزية للمدينة ومنها محطة مترو ساحات «توبخانه» و«إمام حسين» و«انقلاب» و«جمهوري» و«فردوسي» وكذلك في ساحة 7 تير (ساحة رضائيها الشهداء سابقا) ومحطة جامعة «العلوم والصناعات»، وقد قامت قوات الباسيج (التعبئة الشعبية) والمتنكرون بالزي المدني بتسيير دوريات آلية (بالدراجات النارية) وراجلة في الأحياء المحيطة بالجامعات ولا سيما جامعة طهران وساحة الانقلاب. وكان طلبة من جامعة تكنولوجيا وجامعة طهران وجامعة الفنون قد نظموا مظاهرة أول من أمس رددوا خلالها هتاف «الموت للدكتاتور» و«الله أكبر»، وخلال هذه الاحتجاجات تم اعتقال ما لا يقل عن ثلاثة من طلاب جامعة تكنولوجيا وطالبة من جامعة الفنون. وقامت قوات القمع بغلق بوابات الدخول الرئيسية للجامعات وتطويق الطلبة فيها للحيلولة دون التحاق الموطنين بهم. وانطلقت المظاهرات أول من أمس من القسم الداخلي لجامعة شريف وحي نيروهوايي و«طهران نو» وشوارع «نواب» و«هاشمي» و«فردوسي» و«سلسبيل» و«مصدق» وساحة «ولي عصر» و«راه آهن» و«جوادية» و«آذري» بهتافي «الله أكبر» و«الموت للدكتاتور». كما شوهدت شعارات كتبت على الجدران في مدن طهران وشيراز وهمدان وقزوين وأهواز وأردبيل وكذلك ملصقات على الجدران نددت بالنظام الإيراني، ثم قامت قوات من الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني بمسح الجدران في المدن المذكورة.

وبحسب المصادر الإيرانية، فقد تبادل إيرانيون عملات نقدية كتب عليها «أنت الجرثومة» وذلك ردا على خامنئي الذي كان قد وصف المعارضين بـ«الجراثيم».

وتزامنت هذه الأحداث مع نفي أسفنديار رحيم مشائي، مساعد أحمدي نجاد، وصهره ومدير مكتبه، نيته الترشيح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ونقلت الصحيفة الإلكترونية الإيرانية «عصر إيران» عن وكالات محلية، أن مشائي قال للصحافيين ردا على سؤال هل ستترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة؟ فقال: «إن الشعب الإيراني العظيم أكبر قدرا من أن أقدم نفسي كمرشح».

وكانت وسائل الإعلام التابعة للتيارات السياسية المختلفة في إيران قد أبدت منذ فترة اهتماما باحتمال أن يرشح مشائي نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة.

ورغم أن نجاد يحظى بدعم المرشد الأعلى وتيار المحافظين، فإن مشائي أثار استهجان ذلك التيار إثر تصريحاته المثيرة للجدل مثل إن إيران «صديقة الشعب الأميركي والشعب الإسرائيلي»، مناقضا بذلك الهجمات الخطابية التي تشنها طهران على إسرائيل وأميركا، ناهيك عن دعوته إلى مايسمى بـ«المدرسة الإيرانية في الإسلام»، الأمر الذي أثار سخط المحافظين الذين اعتبروا تصريحاته «وثنية» وأنها دعوة لتعزيز القومية على حساب الدين.

وفي السياق ذاته، قال آية الله محمد يزدي رئيس رابطة مدرسي الحوزة العلمية في قم: «إذا تم طرح مشائي للترشح لرئاسة الجمهورية، فإن رابطة مدرسي الحوزة العلمية ستكون أول تنظيم يعارض ذلك رسميا وبصراحة.. لن نوافق على أن يصبح مشائي رئيسا للجمهورية».