اتهامات متبادلة بين المرجعية والأدباء على خلفية غلق النوادي الليلية

رئيس اتحاد الأدباء: الحكومة مسؤولة عن وأد الحريات الشخصية

TT

بعد قرار الحكومة المحلية للعاصمة بغداد بغلق النوادي الليلية ومحال بيع الخمور، وصدور بيان عن المرجع الديني الشيعي محمد اليعقوبي، مهاجما وبشدة اتحاد الأدباء والكتاب العراقي الذي نظم تظاهرة سلمية في شارع المتنبي، احتجاجا على قرارات الغلق، وعدوها مصادرة علنية للحريات، اتخذ هذا الأمر منعطفا جديدا ما بين مدافع عن قرارات الغلق ومعارض لها، وتبادل اتهامات، بينها اتهام رئيس اتحاد الأدباء فاضل ثامر للحكومة العراقية، بأنها وراء السماح للحكومات المحلية، التي تمتلك أجندات خاصة تؤثر على طبيعة عملها واستغلال سلطاتها، بهدف وأد الثقافة العراقية والحريات الشخصية في هذا البلد.

وحمل فاضل ثامر، رئيس اتحاد الأدباء العراقي، الحكومة العراقية مسؤولية فسح المجال لمجالس المحافظات التي تمتلك أجندات لوأد الثقافة والحريات الشخصية، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «العراق مجتمع متنوع ويضم مجموعة من الإثنيات والأديان والطوائف والشرائح الاجتماعية، ويجب الاعتراف بذلك التنوع ويجب عدم تقليص مساحة الحرية الشخصية للمواطن العراقي، وبالتالي تحويل الناس إلى صفة واحدة، وأدعو إلى احترام ذلك قبل حدوث فجوة كبيرة بين شريحة المثقفين والأكاديميين من جهة، والدولة العراقية التي ينبغي لها أن تمثل جموع الأطياف العراقية من جهة ثانية».

وسبق لمجلس محافظة بغداد أن أصدر قرارا يوم الخميس الماضي بتفعيل قرار سابق كان قد صدر في عام 2009 بغلق كل النوادي الليلية والملاهي ومحال بيع الخمور، لحين حصولها على إجازة رسمية من الجهات المعنية، ممثلة في هيئة السياحة. ودافع رئيس المجلس كامل الزيدي، عن القرار مؤكدا أن ظاهرة افتتاح الملاهي ومحال بيع الخمور داخل الأحياء السكنية باتت «أمرا مثيرا للامتعاض، ويجب وضع حد لهذا الأمر، وهي مطالبات سكان بغداد أنفسهم».

وأضاف فاضل ثامر: «إننا لا ندافع عن قضية كبيرة أو صغيرة، وإنما ندافع عن الحقوق الشخصية للديمقراطية وللفرد العراقي بشكل خاص، نعتقد أن أي محاولة لقضم أي جزئية من الحريات الشخصية ستقود في النهاية إلى سلسلة لا تنتهي من التداعيات ومن عمليات القضم».

وأشار رئيس اتحاد الأدباء العراقي إلى أنه «من الأسف وجدت تصلبا لدى بعض المسؤولين، خاصة رئيس مجلس محافظة بغداد، الذي أعلن عدة مرات أن هذا القرار لا رجعة فيه، لذا أدعوه وأدعو وزير الداخلية ورئيس الوزراء إلى النظر في مطلبنا، لأنه أصبح مطلبا شعبيا للجماهير الواسعة».

ونظم اتحاد الأدباء تظاهرة سلمية يوم الجمعة الماضي في شارع المتنبي، مطالبين بإيقاف تطبيق القرار، وعدوه «محاولة للعودة للوراء وتحريضا على تشجيع الشباب للبحث عن بدائل أكثر خطورة بما في ذلك المخدرات». هذه التظاهرة أثارت استياء جهات دينية وتطورت إلى صدور بيانات من المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي الذي شن هجوما لاذعا على اتحاد الأدباء وعده «جهة تشجع على الفجور والفسق».