عسكري أميركي بارز في «أفريكوم» يطلب من صحافيين جزائريين عدم سؤاله عن اختراق صفوف «القاعدة»

قال لهم أيضا: لا تحدثوني عن «ويكيليكس» لدي أوامر بعدم الخوض في الموضوع

TT

قال مسؤول عسكري أميركي بارز إن القوات الأميركية «لا ترغب في التدخل عسكريا» بمنطقة الساحل الأفريقي التي تشهد نشاطا لافتا لتنظيم القاعدة «إلا إذا طلبت منا دول المنطقة أن نتدخل». ورفض المسؤول، أثناء لقاء مع صحافيين بالعاصمة الجزائرية، الخوض في قضايا أمنية على درجة عالية من الأهمية، تتعلق بالتعاون الاستخباراتي بين الجزائر وواشنطن، كشف عنها موقع «ويكيليكس».

وبحث الميجور جنرال ديفيد هوغ، قائد القوات البرية بالقيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، يومي الأحد والاثنين الماضيين بالجزائر، ملفات عسكرية وأمنية مهمة مع قائد القوات البرية الجزائرية اللواء حسن طافر، وأمين عام وزارة الدفاع، اللواء أحمد صنهاجي، ومستشار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المكلف قضايا الإرهاب، كمال رزاق بارة.

وذكر بيان للسفارة الأميركية بالجزائر، أن زيارة مسؤول «أفريكوم» تعتبر «فرصة لتأكيد دعم الولايات المتحدة للجهود التي تبذلها الجزائر في مجال محاربة الإرهاب».

وقال اللواء هوغ، في مؤتمر صحافي عقده بمقر السفارة الأميركية مساء أول من أمس، إن البلدين «يريدان تكثيف تعاونهما من خلال إجراء تمارين عسكرية بمنطقة المتوسط، وأخرى خاصة بالإنقاذ في حال وقوع كوارث طبيعية». وسئل عن اهتمام الولايات المتحدة المتزايد بمنطقة الساحل الأفريقي، التي تشهد نشاطا لافتا لعناصر «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، وما إذا كان هذا الاهتمام سيتحول إلى تدخل عسكري مباشر لمحاربة الإرهاب بالمنطقة، فقال: «لا توجد نية لدى مسؤولي (أفريكوم) في نقل القوات إلى هذه المنطقة، إلا إذا وصلنا طلب في هذا الشأن من الحكومات المعنية بمحاربة الإرهاب».

ونفى المسؤول العسكري الأنباء التي تداولتها وسائل إعلام، حول رغبة مفترضة من الولايات المتحدة لنقل مقر «أفريكوم» من شتوتغارت بألمانيا إلى أحد البلدان الأفريقية. وأضاف في نفس الموضوع: «انشغالنا الكبير حاليا، هو أن نجد أفضل طريقة لمساعدة الجيوش الأفريقية على اكتساب الاحترافية التي تمكنها من مواجهة كافة المخاطر، خاصة الإرهاب».

وتحدث الميجور جنرال هوغ عن أنشطة عسكرية تجري حاليا بمنطقة الساحل «بفضل دور ريادي للقوات العسكرية الجزائرية»، في إشارة إلى قيادة عسكرية مشتركة بين الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر، قامت في تمنراست بأقصى جنوب الجزائر في مايو (أيار) الماضي، لتكون منطلقا لحملات عسكرية ضد مواقع محتلمة لـ«القاعدة» بالساحل.

وتحفظ قائد القوات البرية بـ«أفريكوم»، عن الخوض في تفاصيل وثائق سربها موقع «ويكيليكس» تتعلق بالتعاون الأمني بين الجزائر وواشنطن بشأن اختراق صفوف «القاعدة»، وقال في الموضوع: «لا تحدثوني عن (ويكيليكس). لقد تلقيت أوامر من قيادتي بأن لا أخوض في هذا الشأن». أما المتحدث باسم سفارة أميركا، جون براون، فصرح للصحافيين أن كشف وثائق سرية عن مراسلات السفارات الأميركية «عمل غير مسؤول لأن ذلك يشكل خطرا كبيرا على حياة الكثير من الأشخاص، سواء كانوا أميركيين أو من الحلفاء».

وأضاف «تسريبات (ويكيليكس) تمثل النشاط اليومي للدبلوماسيين عبر كل مناطق العالم، ولا يهم إن كان الأمر يتعلق بأميركيين أو دبلوماسيين من بلدان أخرى. إنه من المهم أن نلتقي مع أصدقائنا وشركائنا وأن ننقل آراءهم إلى واشنطن.. إن ذلك من صميم عملنا».

وجاء في وثائق منشورة بالموقع، أرسلها مسؤولو السفارة إلى واشنطن في 2008، أن استخبارات البلدين اشتغلا معا لاختراق خلايا تخصصت في البحث عن جهاديين لضمهم إلى صفوف الجماعات المسلحة بالعراق. وتذكر الوثائق أيضا أن الجزائريين «يفضلون عدم إعلان مشاركتنا في أنشطة ضد (القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي)، ويصرحون بدلا عن ذلك بأنهم يتعاونون مع الولايات المتحدة وبقية الدول لمحاربة شبكات (القاعدة) الدولية».