شركات المقاولات المصرية تستعد لمشاريع عملاقة بالداخل والخارج في 2011

عدد منها يسعى لإقامة «مكاتب تمثيل» في قطر.. وأخرى تتجه لليبيا وتونس

TT

بداية من العام القادم ستكون أمام شركات المقاولات المصرية العديد من المشاريع العملاقة بداخل البلاد وخارجها، وهو ما يرى خبراء السوق أنه سيعزز أرباحها على مدار السنوات القادمة، وسيدعم أداء أسهم الشركات المدرجة بالبورصة المصرية منها.

وفي الوقت الذي تستعد فيه شركات المقاولات المصرية للعمل بالعديد من المشاريع الذي ستنفذها قطر بداية من العام القادم استعدادا لاستضافة كأس العالم 2022، تسعى الحكومة المصرية لإيجاد فرص لشركات المقاولات المصرية بليبيا وتونس، خاصة مع قيام الدولتين بطرح العديد من مشاريع تتعلق بالبنية الأساسية والعقارات لتنفيذها خلال الفترة القادمة، فيما تراهن الشركات الأجنبية العاملة بمصر على المشاريع الداخلية.

ويبدأ يوم غد الخميس المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة المصري زيارة إلى كل من ليبيا وتونس تستمر إلى يوم السبت المقبل، يرافقه وفد كبير يضم نحو 150 من رجال الأعمال ورؤساء وممثلي الشركات المصرية في قطاعات المقاولات لبحث الفرص المتاحة أمام مشاركة شركات المقاولات المصرية في تنفيذ المشروعات الجديدة التي تعتزم الحكومتان طرحها، خاصة الجماهيرية الليبية التي ترصد نحو 150 مليار دولار لتنفيذ برنامج تنموي خلال 4 سنوات، مر منها عامان، لبناء وحدات سكنية في ليبيا، ومطارات حديثة، وخطوط سكك حديدية وغيرها.

وعلى الرغم من عزم مصر إقامة العديد من مشروعات البنية الأساسية محليا خلال الفترة القادمة بنظام المشاركة بين القطاعين العام والخاص، يرى خبراء أن هذا قد يؤثر بشكل كبير على أعمال شركات المقاولات الحكومية التي كانت تعتمد عليها مصر في تنفيذ تلك المشاريع، إلا أن المشاريع العملاقة المطروحة خارج البلاد خلال الفترة القادمة قد تعوض تراجع حجم أعمالها بالداخل.

وإلى جانب مشاريع البنية الأساسية في الدول العربية التي تسعى الشركات لنيل نصيب منها، تنتظر الشركات المصرية الخطط الرئيسية لدولة قطر المتعلقة بالمشاريع التي تعتزم إقامتها تمهيدا لاستضافة كأس العالم 2020، والتي ستبدأ في تنفيذها بحلول العام القادم، حيث سافر عدد من رؤساء الشركات التابعة للحكومة المصرية لدولة قطر لإقامة مكاتب تمثيل لشركاتهم في الدوحة.

وقال أحمد السيد رئيس الشركة القومية للتشييد والبناء الحكومية لـ«الشرق الأوسط»: «توقعنا فوز قطر بتنظيم نهائيات كأس العالم عام 2022، وكان استعدادنا قبل الإعلان عن هذا الفوز. وحاليا يقوم مجموعة من رؤساء الشركات التابعة للحكومة بعمل مكاتب تمثيل لهم بقطر، وهي: شركة مختار إبراهيم، والنصر العامة للمقاولات، وشركة النصر - إيجيكو، وشركة مصر للأسمنت المسلح، وذلك بهدف الاستعداد لطرح مشاريع استضافة كأس العالم». وأضاف: هناك العديد من الشركات العالمية التي ستتجه إلى قطر للفوز بمناقصات تعتزم الدولة طرحها وستكون المنافسة كبيرة وصعبة بين الشركات على حد تعبيره.

وترى «شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة» أن فوز قطر بتنظيم نهائيات كأس العالم، سيؤثر إيجابا بشكل كبير على أعمالها خلال الفترة القادمة. ويقول عمرو دروذة مدير علاقات المستثمرين بالشركة إن 18 في المائة من إجمالي أعمال قطاع المقاولات تحت التنفيذ لشركته تقام بدولة قطر.

وقال: «ننتظر الآن الخطة الرئيسية للدولة بخصوص مشاريع البنية الأساسية هناك، نستعد للحصول على عقود بقطر خاصة في المشاريع الكبرى التي تعتزم تنفيذها خلال العشر سنوات القادمة».

وأضاف دروذة في حدثه مع «الشرق الأوسط»: «لدينا خبرة كبيرة هناك، فشيدنا استاد الشيخ خليفة، ونقوم حاليا ببناء أكبر مستشفى بالعالم هناك، إلى جانب العديد من المشاريع تحت التنفيذ والتي تقدر تكلفتها بأكثر من مليار دولار تقريبا».

وبالنسبة للشركات المصرية التي يمتلكها الأجانب بمصر، فلا تزال المشاريع الداخلة هي رهانها الرابح، فيقول ماثيو دوف مدير التسويق لشركة «لافارج مصر للخرسانة الجاهزة» إن هناك العديد من المشاريع العملاقة داخل مصر ينتظر المقاولون تنفيذها، وتلك المشاريع من المقرر أن تؤتي ثمارها على كافة الشركات العاملة بالبلاد، فهناك نظامان تسعى الدولة لتطبيقهما، وهما نظام المشاركة بين القطاع العام والخاص (PPP)، ونظام (IPP) وهو يتعلق بقيام شركات القطاع الخاصة بإقامة مشاريع للطاقة وبيعها للجمهور، وهو ما سيرفع حجم أعمال شركات المقاولات خلال الفترة القادمة.