تمريرة كافاني تعيد وهج ماجيو نجم نابولي بهدف قاتل في مرمى باليرمو

زامباريني يعبر عن غضبه من لاعبيه وينتقد مستوى باستوري

TT

حقق فريق نابولي فوزا ثمينا وصعبا على فريق باليرمو في اللقاء الذي جرى بينهما على ملعب سان باولو بنابولي مساء أول من أمس الاثنين في ختام لقاءات الجولة الـ15 للدوري الإيطالي لكرة القدم، لينتزع بذلك قمة جنوب إيطاليا. وجاء الفوز في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع بقدم اللاعب ماجيو الذي منح فريقه 3 نقاط هامة وغالية.

إن الفوز الذي ضاع الأمل فيه لا يمكن أن يأتي إلا عن طريق مَن فقدَ كل شيء ويسعى لاستعادته. وقد لعب كريستيان ماجيو أولا مع فريق سمبدوريا وانتقل بعدها إلى فريق نابولي وأحرز 5 أهداف خلال الموسم الماضي، ثم انضم إلى المنتخب لكنه لم يلعب سوى شوط واحد أمام سلوفاكيا. وطاردته لعنة المونديال فبدأ الموسم الحالي بشكل سيئ ولم يشارك إلا لفترات قصيرة، لكنه ظل يحتفظ بمعدن اللاعب الجيد بداخله، وهو ما ظهر في لقاء فريق باليرمو حيث أحرز هدف الفوز قبل 10 ثوانٍ فقط على نهاية أحداث المباراة من تمريرة لعملاق آخر في الفريق هو إيدينسون كافاني الذي تولى قيادة هجوم فريق نابولي، حيث لم يظهر فريق باليرمو بشكل جيد في ظل تراجع شديد في مستوى نجمه باستوري خلال اللقاء.

الروح: وأوضح ماجيو صاحب الهدف سر نجاح فريقه في تحقيق الفوز قائلا: «لقد بذلنا جهدا كبيرا ولعبنا بروح عالية حتى نهاية اللقاء. لم نكن نستحق التعادل وحققنا فوزا مستحقا». وكان ماجيو نفسه قد أهدر هدفا محققا عندما فقدَ توازنه وسقط دون أن يلمس الكرة والمرمى خالٍ من حارسه، وذلك قبل دقائق قليلة من الهدف القاتل الذي أحرزه. وأضاف اللاعب قائلا بعد اللقاء: «الهدف الذي جاء في نهاية المباراة؟ إننا معتادون على هذه العقلية، وهي الثقة بتحقيق الفوز وعدم الاستسلام مطلقا. إنه هدف هام ضمن لنا فوزا مؤثرا في جدول ترتيب الدوري، ونشعر جميعا بالسعادة». وعند سؤاله عن العودة إلى صفوف المنتخب أجاب ماجيو قائلا: «إنني أحرص على هذا كثيرا، لكن الأمر منوط بأدائي مع فريق نابولي. وإذا سنحت لي الفرصة فلن أتركها تفلت. لقد بدأت الموسم بشكل سيئ لكنني أستعيد مستواي حاليا ولا أريد التوقف».

الحلم: وكان لا بد بالطبع من التطرق إلى الحديث عن دوري أبطال أوروبا. وقال ماجيو في هذا الصدد: «يتبقى الكثير من المباريات على نهاية بطولة الدوري، وبالتالي ليس هناك شيء مؤكد، لكن وجودنا في المراكز المتقدمة المؤهلة للعب في دوري أبطال أوروبا أمر هام. لقد أثبتنا أمام فريق باليرمو مدى قوتنا وأننا قادرون على تحقيق مركز متقدم». وتحدث أيضا مدرب فريق نابولي والتر ماتزاري عن بطولة دوري أبطال أوروبا، لكنه كان أكثر حذرا من ماجيو، فقال: «إننا لا نفكر في ترتيبنا في الدوري في الوقت الحالي، ونحن نتقدم إلى الأمام مباراة بعد أخرى». وأشاد ماتزاري بماجيو قائلا: «إنه واحد من أسهل اللاعبين قيادة ويمتلك شخصية رائعة. ليس من السهل تحمل ضغط مدينة مثل مدينة نابولي، فالكثير من الجماهير يقومون بدور الناقد. وقد شعر اللاعب بهزة كبيرة عندما أطلقت جماهير استاد سان باولو صفارات الاستهجان ضده في الفترات التي لم يظهر فيها بشكل جيد. لكننا جميعا وقفنا بجانبه ومنحناه الثقة وبدأت نتائج هذا الأمر تظهر».

وعلى الجانب الآخر شعرت جماهير فريق باليرمو ومسؤولوه بخيبة أمل شديدة عقب الهزيمة في نابولي، لا سيما أن الهدف جاء في اللحظات الأخيرة من اللقاء. وكان من شأن التعادل أن يدعم مسيرة الفريق الإيجابية بعد تحقيق الفريق للفوز في آخر 3 لقاءات له بالدوري الإيطالي. وتحدث ماوريتسيو زامباريني رئيس نادي باليرمو بمرارة شديدة عقب اللقاء قائلا: «لقد كان الحارس سيريجو شديد البراعة وأظهر مدى تألقه في اللقاء، لكن فريق باليرمو بهذا الشكل لن يحقق شيئا. لقد تعلمنا درسا جيدا من هذا اللقاء وتعرضنا لهزيمة مستحقة». واسترجع رئيس نادي باليرمو اللحظات الأخيرة من اللقاء بعصبية شديدة قائلا: «لقد كان التسلل الذي طالب به لاعبو فريقي في لعبة الهدف صحيحا، لكن بعض اللاعبين كانوا بعيدين للغاية عن التركيز. لم يفعل باستوري شيئا يذكر طوال اللقاء. ولولا الخطأ الذي ارتكبه في وسط الملعب في اللحظات الأخيرة لما أجبر ميلياتشو على ارتكاب خطأ هو الآخر. لقد كانت مباراة سيئة الحظ بالنسبة لنا، وقد أطلنا نحن مدتها لمدة 30 ثانية عندما قمنا باستبدال بينيا في الوقت بدل الضائع».

خيبة الأمل: وكان خافيير باستوري لاعب خط وسط فريق باليرمو الذي تعرض لانتقاد شديد من رئيس ناديه هو الذي ألقى الضوء على الأداء المتميز لفريق نابولي، قائلا: «لقد كانت مباراة صعبة، ولعب فريق نابولي بشكل رائع للغاية، وقد حاولت أنا دون جدوى. قد أكون بقيت أنا وإيليتشيتش وميكولي بمفردنا في الأمام، فنحن نلعب بشكل جيد عندما نكون متقاربين ومتعاونين. لم يظهر فريق باليرمو بمستواه المعتاد في هذا اللقاء. لكنني أكرر أن فريق نابولي قرأ المباراة بشكل جيد للغاية، والدليل على ذلك كثرة تسديداتهم على مرمانا. سنستعيد مستوانا سريعا، ويجب أن نحتفظ بهدوئنا. ويجب أيضا أن نستخلص الدروس الصحيحة من هذا اللقاء حتى ننطلق مجددا بأفضل طريقة ممكنة قبل اللقاء القادم أمام فريق بارما. لقد حاولنا تطبيق تعليمات المدرب، ومن الواضح أن الأمور لم تَسِر هذه المرة وفق ما نشتهي». وكان فيديريكو بالزاريتي ظهير فريق باليرمو آخر المتحدثين، حيث صرح قائلا: «من الممكن خسارة مباراة، وقد لعب فريق نابولي أفضل منا. إن الهزيمة في الثانية الأخيرة أمر يبعث على الأسف، لكن فوز فريق نابولي كان مستحقا. المدرب روسي لا يتحدث؟ إنه يشعر بمرارة شديدة مثلنا بسبب النتيجة».