رحيل أول طبيبة تونسية عن 100 سنة

حصلت على شهادة الطب من فرنسا عام 1937

TT

توفيت أول من أمس في العاصمة التونسية تونس، الدكتورة توحيدة بنت الشيخ، أول طبيبة تونسية عن عمر يناهز المائة سنة.

الفقيدة ولدت يوم 2 يناير (كانون الثاني) من عام 1909 في مدينة رأس الجبل، التي تبعد نحو 60 كلم، شمال العاصمة التونسية. ولقد حصلت على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) عام 1928، وكانت بذلك أول فتاة تونسية مسلمة تحصل على هذه الشهادة. ثم تابعت دراستها الجامعية في العاصمة الفرنسية باريس، حيث اختارت دراسة الطب، وكانت أيضا أول تونسية تختار دراسة الطب في تاريخ البلاد الحديث. ولقد نالت شهادة الدكتوراه في الطب من باريس عام 1937 بموجب أطروحة حول «صحة الطفل وأمراض الطفولة»، وجاء نيلها شهادة الطب بتفوق. ومن ثم عادت إلى تونس وفتحت لها عيادة طبية في العاصمة التونسية بنهج باب منارة رقم 37. ومما يذكر أنه لم تحصل تونسية بعدها على شهادة في الطب إلا عام 1950، وكانت الطبيبة الثانية هي الدكتورة حسيبة غلاب.

هذا، وكانت توحيدة بنت الشيخ قد انضمت عام 1931 إلى «جمعية طلبة شمال أفريقيا» في فرنسا، ونشطت في قضايا نهضة المرأة والمجتمع. ومما يذكر عن نشاطاتها في تونس أنها أسهمت في بعث «الجمعية التونسية للتنظيم العائلي» وأحدثت أول مصحة عام 1968. كما أسهمت بعدد كبير من المقالات في الصحافة التونسية، ووجهت اهتماماتها الصحافية نحو قضايا المرأة والحياة الاجتماعية والصحية في تونس، سواء قبل استقلال البلاد عام 1956، أو بعد الاستقلال، وبداية بناء الدولة الحديثة.