القوات المسلحة: حرب الحوثيين من أكثر العمليات الإغاثية صعوبة بسبب الجبال ووعورة الطرق

المشاركون في مؤتمر للطب العسكري يقفون على مستشفى ميداني «محمول» مكون من 11 شاحنة

TT

في أقل من ساعة فقط، يتم في السعودية إنشاء مستشفى ميداني تتوافر فيه كل المستلزمات الطبية، من غرف عمليات وصيدلية ومختبر وتنويم وجهاز إفاقة للحالات الحرجة، سواء كان ذلك في حالات الحروب أو الحالات الإغاثية في داخل السعودية أو خارجها، من خلال شاحنات ضخمة تتصل مع بعضها البعض، وتكون مستشفى ميدانيا يوفر العلاج للمئات من الجرحى.

وأسهم المستشفى الميداني بالعلاج في أكثر من 9 دول، كما أسهم في علاج 74330 سعوديا في المناطق النائية من خلال حملات سنوية، إضافة إلى المساهمة في الإغاثة الطبية للنازحين في حرب السعودية مع الحوثيين.

«الشرق الأوسط» تجولت داخل المستشفى الميداني، الذي عرض في المؤتمر الثاني للمجموعة الإقليمية العربية للطب العسكري بمشاركة أكثر من 70 دولة، حيث يمكن تشكيله حسب طبيعة المكان والمهمة، ويتكون المستشفى من 11 شاحنة، كل شاحنة تمثل قسما طبيا مجهزا بكل المستلزمات الطبية الحديثة من أسرة وأجهزة مختبر وغرف للعناية المركزة وللطوارئ.

وأوضح المقدم مشعل العتيبي، مدير الطب الميداني بالقوات المسلحة، لـ«الشرق الأوسط» أن المستشفى يستخدم في نوعين من الحالات، أولاهما الحروب، والثانية العمليات الإنسانية في الكوارث الطبيعية، مبينا أن المستشفى استخدم بالفعل في الكثير من دول العالم التي تعرضت للكوارث، حتى غدت السعودية رائدة في هذا المجال.

وأضاف أن المستشفى يتكون من عدة شاحنات، تلتصق ببعضها لتشكل ممرات بين الشاحنات التي بداخلها أقسام طبية، يمثل كل قسم جناحا طبيا تتوفر فيه كل المستلزمات الطبية التي يحتاجها أي مستشفى، ويمكن لهذا المستشفى أن يقوم بعمليات والمساهمة في إنقاذ الحالات الحرجة، مع توفير الأدوية للحالات المرضية.

وأشار العتيبي إلى أن المستشفى أسهم في 16 حملة داخل السعودية، أطلق عليها حملة الأمير سلطان للرعاية الأولية، التي تسهم في زيارة الهجر التي لا تتوافر فيها مستشفيات كبرى، والقيام بصرف أدوية للمرضى، وتحويل بعض الحالات التي تستدعي متابعة طبية للمستشفيات بالمدن والمحافظات الكبرى بشكل عاجل.

وزاد: «المستشفى تميز وعرف في المساهمة بعمليات الإغاثة في دول العالم، التي خلفت ضحايا وجرحى من كوارث طبيعية وحروب، كما أسهم في علاج آلاف المرضى في دول كإيران والعراق ولبنان وباكستان والسودان».

ولا يختلف التصميم الداخلي للمستشفى الميداني عن المستشفيات العادية، من حيث الجدران والأجهزة الموجودة بمجرد دخول الشخص الشاحنات بعد اتصالها ببعضها، ولا يشعر من بداخلها أنها موضوعة فوق عجلات السيارة.

وكان اللواء الطبيب كتاب بن عيد العتيبي، مدير عام الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة، قد أعلن في كلمته أمام المؤتمر الدولي الثاني للمجموعة الإقليمية العربية للطب العسكري أمس عن مساهمة المستشفى الميداني في علاج 74330 سعوديا بالهجر والقرى النائية في السعودية، إضافة إلى المساهمة في إعداد مسوحات ميدانية ودراسات لقياس مؤشرات طبية بالتنسيق مع وزارة الصحة لرصد الأمراض والاحتياجات الطبية بالمناطق الصغيرة في كل مناطق السعودية.

وأشار إلى أن المستشفى واجه صعوبات كبيرة خلال عمليات الإغاثة للنازحين عبر الحدود اليمنية والسعودية، خلال الحرب الأخيرة مع المتمردين الحوثيين، في منطقة جبل النار، حيث يعتبر العمل في تلك المنطقة من أصعب أعمال الإغاثة لوقوعها بين الجبال، ووعورة الطرق، واستدرك «إلا أن المستشفى قام بدوره بالتنسيق مع كل المستشفيات في جميع المناطق الجنوبية».

وأضاف اللواء طبيب كتاب العتيبي أن المستشفى عالج 74330 مريضا في جميع مناطق السعودية من خلال 4 حملات سنوية للهجر والمناطق النائية، وقال إن هناك دورات يتم الإعداد لها لتدريب عدد من الكوادر بدول مجلس التعاون الخليجي في هذا المجال، معتبرا المستشفى هو الأول من نوعه كمستشفى محمول، حيث تم ترحيله إلى قاعدة «شاكلالا» الجوية بمطار إسلام آباد، وحملته ثماني طائرات متتابعة من نوع «سي – 130» تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية، لتقديم أعمال الإغاثة في باكستان، وهي آخر أعمال المستشفى الذي عمل هناك حسب توجيه خادم الحرمين الشريفين بإرسال مستشفيين ميدانيين إلى باكستان لتقديم الخدمات العلاجية والإنسانية للمتضررين من الفيضانات التي تعرضت لها البلاد، وتم علاج أكثر من 160 حالة في اليوم الأول من إنشاء المستشفى.