مكة المكرمة: مخاوف من «ولادة متعسرة» لعشوائيات جديدة في 7 مناطق

على الرغم من شروع «الأمانة» في إنشاء الضواحي الجديدة للسكن

TT

دفعت المشاريع التطويرية والتنموية في العاصمة المقدسة المخالفين وساكني المناطق العشوائية إلى النزوح إلى مناطق جنوب مكة المكرمة وشمالها، بعد أن ضيقت عليهم الجرافات أوكارهم وحاصرتهم في خطط تنتهجها السعودية، بغية النهوض بمكة المكرمة نحو العالم الأول.

وتحولت مجاميع سكانية كبيرة للتملك في المنطقة الشمالية المحاذية لمناطق عين شمس، النورية، أم الجود، الشميسي، والبعض الآخر منهم نزح نحو منطقة الحسينية وملكان وطريق الخواجات حيث نهج كثير منهم امتلاكها بوضع اليد لتأمين مساكن بديلة لتلك التي كانوا يقطنون بها في أحياء المنصور وعشوائية الرصيفة وجبل الغراب وحوش بكر، قبل نحو 30 عاما، وغادروها مطلع العام الحالي.

وبدا المشهد في جولة استطلاعية قامت بها «الشرق الأوسط» نحو المناطق المستهدفة، أن أمانة العاصمة المقدسة بصدد القضاء على ثكنات عشوائية جديدة تضاف لاسم العاصمة المقدسة، حيث سجلت تلك المناطق حضورا للأفارقة بمختلف جنسياتهم كأعلى نسبة نازحة، بعد أن قصت مشاريع الطرق الموازية «شارع منصور»، الذي يعتبر التجمع الأكبر للأفارقة منذ عقود، لتحل طائفة «البرماوية» ثانية بفارق توقيت انتقالها نحو طريق الخواجات، حيث أحدثوا ضربات إنعاشية على امتداد طريق الخواجات في القطاع الجنوبي الغربي من العاصمة المقدسة.

واعتبر من جانبه المهندس زياد عبد الله ظفر، رئيس بلدية العمرة الفرعية، أن أكثر المواقع التي تشهد تعديات على الأراضي الحكومية داخل حرم البلدية هي منطقة الشميسي، النوارية، الوسيعة، أبو مراغ وطريق بئر الغنم، مبينا في ذات السياق أن البلدية تشرف على ما يعادل سدس مساحة مكة المكرمة، عبر إشرافها على مساحة كبيرة بين طريق مكة - المدينة السريع، وطريق جدة القديم، ومؤكدا كذلك أن نقص المراقبين الذين لا يتجاوز عددهم عشرة مراقبين لا يمكن أن يقاوم التعديات المتفاقمة بشكل ملحوظ.

وأعلن الدكتور أسامة البار، أمين عام العاصمة المقدسة، لـ«الشرق الأوسط» أن إدارته استشرفت المستقبل، وعملت على تخطيط دؤوب لحل مشكلات العشوائيات, التي تعتبر من أهم المشكلات التي تعتري أي قطاع ينهج المنهاج التنموي في عمله، وقال: «شركة (البلد الأمين) تعمل على أربعة محاور لتطوير مكة المكرمة؛ محور الضواحي خاص بالضاحية الواقعة غرب مكة المكرمة، المعروفة بضاحية البوابة، وسوف يكون هناك مجمع للدوائر الحكومية على مساحة تقارب ثلاثة ملايين متر مربع، والمنتزه الوطني على مساحة 26 مليون متر مربع، إضافة إلى مجموعة من مشاريع البنية التحتية لدعم التنمية العمرانية لتلك المنطقة، مثل الطرق وخدمات الصرف الصحي والمياه والكهرباء».

وزاد البار بالقول: «وستكون هناك أحياء سكنية وتجارية حديثة تليق بالعاصمة المقدسة، وعدد من المشاريع ذات النفع العام، وكذلك أرض مخصصة لجامعة في غرب العاصمة المقدسة، وهناك نية لبناء مستشفى تخصصي كبير غرب مكة المكرمة يخدم تلك المنطقة، بالتنسيق مع وزارة الصحة، وتوجد نية أيضا لاستضافة بعض المؤسسات الطبية الراقية في مدينة طبية متكاملة في تلك المنطقة».

وأبان أمين العاصمة المقدسة أن هناك جزءا يخص الجزء التراثي المتحفي، يضم عددا من المتاحف والأسواق التراثية ومجمعا للصناعات والحرف اليدوية البسيطة، وهناك مشاريع للإسكان؛ سواء لإسكان ما يسمى بـ«الدوبلكسات» أو مشاريع إسكان العمائر، بعضها سيكون مخصصا للشباب حديثي التخرج، وكذلك الأسر حديثة التكوين، وهناك الكثير من المشاريع التي ستنفذها الشركة. الشركة لها كيان اسمه البوابة، لها مجلس مديرين، ورئيس تنفيذي، ولهم خطط واضحة.

وعلق بدوره عبد المنعم بخاري، مدير العلاقات العامة والإعلام بالغرفة التجارية والصناعية لـ«الشرق الأوسط» بأن مكة على أعتاب توديع المناطق العشوائية كلية، وأن المشاريع التي تنطلق منها أمانة العاصمة المقدسة هي نتاج للعمل الدؤوب والشاق، وزاد: «شكلت تلك المجاميع في العقود المنصرمة عراقيل نحو التنمية في المناطق المحيطة بالحرم المكي الشريف، وتوسعة الشوارع وتهيئتها إحدى المهام الأساسية التي تشرف عليها الأمانة للارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدم لسكان أم القرى وزائريها، وفيما يتعلق بحاجة بعض الشوارع إلى التوسعة، فإنه تتم دراستها بواسطة مكاتب استشارية متخصصة».