اليونان تعد مجددا ببناء مسجد في أثينا

رغم المعارضة المزمنة من الكنيسة الأرثوذكسية

TT

أعلن رئيس وزراء اليونان جورج باباندريو، مساء أول من أمس، أن مسجدا للمسلمين سيشيد قريبا في العاصمة اليونانية أثينا.. يأتي إعلان باباندريو بعد نحو 25 سنة على الوعد الذي قطعه والده أندرياس باباندريو، رئيس الحكومة حينذاك، لكنه جوبه، باستمرار، بمعارضة من الكنيسة الأرثوذكسية.

باباندريو، زعيم الحزب الاشتراكي (باسوك) قال، في سياق إعلانه، إن حكومته ستؤمن مكانا مؤقتا للعبادة للمهاجرين المسلمين المقيمين في العاصمة إلى حين انتهاء أعمال بناء المسجد، مضيفا: «من المعيب أننا لم نتمكن خلال 25 سنة، وربما أكثر، من تشييد مسجد». تجدر الإشارة إلى أنه سبق أن طلب من اليونان المباشرة ببناء مسجد قبيل إقامة الألعاب الأولمبية التي استضافتها أثينا عام 2004، غير أن السلطات اليونانية اليمينية يومذاك، مدعومة من الكنيسة ذات النفوذ الواسع في البلاد، تمكنت من التغلب على هذا الأمر بإعدادها مخيما كبيرا داخل القرية الأولمبية كمسجد، غير أنه أزيل فور انتهاء الألعاب.

هذا، ويعيش في أثينا حاليا آلاف المسلمين الذين يتحدرون من أصول عربية وأفريقية، وكذلك من شبه القارة الهندية، من دون أن يكون لديهم مكان رسمي للعبادة أو مدافن خاصة بالمسلمين على الرغم من الوعود المتكررة للحكومات المتعاقبة منذ سنوات. ولكن يرجح المتابعون أن الضغوط الدولية، التي تواجهها اليونان في ملف حماية حقوق الإنسان، ستثمر هذه المرة عن بناء المسجد الموعود، أمام معارضة قوية من قوى اليمين اليوناني. أما المسجد الموجود في منطقة مونستراكي، بوسط أثينا، الذي كان قد شيده العاهل السعودي السابق الراحل الملك سعود بن عبد العزيز، يرحمه الله، على نفقته الخاصة قبيل زيارته لأثينا في الستينات، فقد أغلق بعد انتهاء الزيارة، وحولته السلطات بمرور الوقت إلى متحف.

وراهنا، لا يوجد في اليونان مساجد إلا قرب الحدود التركية، بشمال البلاد، في إقليم تراكيا؛ حيث تعيش أقلية مسلمة من أصول تركية.