غوارديولا مدرب برشلونة حائر بين تشيلسي والإنتر.. والقرار في شهر فبراير

الفريق الإيطالي وصل أبوظبي بكامل نجومه.. وموراتي رهينة لبينيتيز وأشباح الماضي

TT

يمر جوسيب غوارديولا، مدرب فريق برشلونة الإسباني، حاليا بموقف متناقض: فهو يقضي ما يشبه شهر العسل مع لاعبي فريقه وجماهير البارسا، غير أنه منفصل في الوقت ذاته عن المسؤولين في النادي. ورغم أن الرحيل عن مقعد تدريب أقوى فريق في العالم يعد ضربا من ضروب الجنون، فإن مستقبل بيب مع البارسا سيتم تحديده، في الواقع، ما بين شهري فبراير (شباط) ومارس (آذار) المقبلين. ومن أجل هذا، فضلا عن موقف بينيتيز، المدرب الحالي لفريق الإنتر، يظل موراتي، رئيس النادي الإيطالي، سجين مدربه المفضل. يذكر أن محاولة موراتي، عندما تأكد له رحيل مورينهو عن الإنتر، مع غوارديولا في يونيو (حزيران) المنصرم كانت بلا جدوى. لكن رئيس نادي الإنتر متحير، هل يقوم بتعيين مدرب مؤقت انتظارا لتحرر بيب من البارسا، أم يصوب وجهته نحو مدرب كبير؟

وقد ظل موراتي رهينة للمطر وللماضي، ولبينيتيز أيضا. وفي يوم الأربعاء الماضي بقي موراتي طوال اليوم في منزله وهو يفكر غير مصدق كيف يمكن أن تتغير صورة النادي في شهور قليلة. وكان رئيس الإنتر يشعر بندم وتشتت شديد بين ما كان يستطيع القيام به قبل ثلاثة أسابيع، والشكوك التي تساوره حاليا حول التصرف السليم. لقد وصلت العلاقة بين الإسباني رافا بينيتيز مدرب الإنتر ورئيس النادي إلى أدنى مستوياتها، ويمكننا القول إنها قد انتهت. لكن المشكلة هي أن العلاقة بين المدرب الإسباني ولاعبي الفريق سيئة للغاية أيضا، وأن المدرب نفسه يشعر بأنه تعرض للخيانة من جانب اللاعبين - الكبار والشباب - الذين يعانون نفسيا أكثر من معاناتهم الكبيرة بسبب الإصابات. وهو ما جعل بينيتيز لا يستطيع التعبير عن غضبه في وجوه اللاعبين بعد الهزيمة أمام فريق فيردر بريمن في ألمانيا. فاللاعبون لديهم ما يكفيهم من المشكلات والحالة النفسية السيئة.

درس لوتشيسكو: لقد كان من شأن موراتي القديم أن يجري بالفعل تغييرات كبيرة على الفريق وجهازه عند هذا الحد. لكن موراتي الجديد - بغض النظر عن موعد بطولة كأس العالم للأندية في أبو ظبي - يتذكر جيدا أنه عندما تعجل في الماضي وأجرى تغييرات سريعة على صفوف الفريق زادت الأمور سوءا. وأكبر مثال على ذلك هو ما حدث في موسم 1998/1999 عندما استجاب موراتي لحدسه وأطاح بالمدرب جيجي سيموني، بعد فترة قصيرة من فوزه بكأس الاتحاد الأوروبي، وجاء بالمدرب الروماني ميركيا لوتشيسكو بدلا منه. وكانت النتيجة تغيير النادي لعدة مدربين في فترة قصيرة للغاية (كاستيلليني خلفا للمدرب الروماني، وبعد ذلك هودجسون بدلا من كاستيلليني)، وتدهورا كبيرا في نتائج الفريق، لأن الإعلان عن تولي ليبي تدريب الفريق في شهر يونيو من ذلك العام لم ينجح في بث الالتزام في نفوس اللاعبين.

ويساعد هذا الأمر على تفهم بقاء الإنتر ورئيسه رهينة للمدرب الإسباني بينيتيز في الوقت الحالي. فالرئيس موراتي كان مضطرا للذهاب إلى مونديال الأندية بمدير فني ما زال يقدره من الناحية المهنية، لكنه أدرك أنه ليس مناسبا لقيادة فريق لا يحتاج لدروس خططية، بل يحتاج إلى دفعة نفسية كبيرة. وجاء حديث المدرب الذي صرح به يوم الأربعاء الفائت «سنرى بعد كأس العالم للأندية» ليبعد عن الفريق شبح المشاركة في البطولة بمدرب فقد شرعيته، لكن هذا التصريح يوضح أيضا أن مصير بينيتيز - باستثناء حدوث معجزات أصبحت نادرة في عالم كرة القدم - قد تحدد بالفعل حتى في حالة فوزه بالبطولة في أبوظبي.

المسرح والسعادة والألم: جدد غوارديولا في فبراير (شباط) الفائت عقده مع فريق برشلونة لمدة موسم واحد، عندما أدرك أن الوضع أصبح لا يحتمل؛ لقد كان غوارديولا، لاعب بريشيا السابق، يوجد في المسرح مع زوجته، وحينها وقف الجمهور على قدميه وطلب من مدرب البارسا تجديد عقده مع النادي. وحتى ينجو بيب بنفسه من دائرة الضوء قام بالتوقيع لموسم جديد، فقط لمدة 12 شهرا، لأن لاعب بريشيا السابق كان على قناعة بان العلاقة بين الفريق ومدربه بعد مرور 3 سنوات تصبح شيئا فشيئا بالية. لكن على عكس ذلك، فمع رحيل «التفاحة الفاسدة» إبراهيموفيتش عن صفوف الفريق الإسباني باتت علاقة المدرب بلاعبي فريقه رائعة للغاية. الأمر الذي أكد عليه الملعب. لكننا الآن في شهر ديسمبر (كانون الأول)، والوجه الآخر للعملة يظهر غوارديولا الذي لا يلقى مساندة من جانب ساندرو روسيل، الرئيس الجديد لنادي برشلونة، والذي يشعر دائما بالضغط الزائد بهدف ضرورة الحفاظ على فريق البلدة التي ولد ونشأ بها في مصاف الفرق الكبرى. ومن أجل هذا يقوم غوارديولا بتحمل بعض الأعباء الإدارية التي ربما تكون خارج إطار مهامه كمدرب: فقد تعين على بيب الأسبوع السابق التصرف بصورة شخصية في محاولة الاتحاد الإسباني لكرة القدم تأجيل مباراة فريقه أمام أوساسونا بداعي إضراب المراقبين الجويين الذي اجتاح إسبانيا وعدم تمكن برشلونة من السفر إلى بامبلونا معقل أوساسونا، غير أن الاتحاد الإسباني لكرة القدم قام بعد ذلك بإبلاغ فريق البارسا بأن المباراة ستقام في ميعادها، وأنه في حالة عدم حضور برشلونة سيتم احتسابه خاسرا. وهذا كثير للغاية، لا سيما لمن يدير ليس فحسب كل تفصيلة للفريق الأول في النادي بل ويقوم بنفس الدور مع قطاع الناشئين.

المشروع وليس الأموال: من أجل هذا ليس من المتوقع أن يجدد غوارديولا عقده مع الفريق الإسباني. لكن ليس السبب في ذلك الأموال بل المشروع. إن بيب يرغب في إمكانية تشييد نموذج طويل المدى. وقد صرح مدرب البارسا بشأن ما تردد حول انتقاله لتدريب فريق الإنتر الإيطالي قائلا «هل سيمنحنني موراتي الوقت لتشييد فريق، أم أن ما يهم هو الفوز على الفور فحسب؟». إنه سؤال شخص يعرف الكرة الإيطالية، ويدرك إلى أي مدى تؤثر نتيجة المباريات على رؤساء الأندية. لكن المشكلة ذاتها ستتوافر عند أبراموفيتش، مالك نادي تشيلسي، الذي يسعى للتعاقد مع غوارديولا ليحل مكان الإيطالي أنشيلوتي، المدرب الحالي للفرق الإنجليزي.

تطبيقات وشهادات: وإلى هذا الحد، نحن بصدد تطبيقين بشهادتين واقعيتين: فقد أعلن نادي تشيلسي بالفعل الانفصال عن ارنيسين، مدير الكرة في النادي الإنجليزي، في شهر يونيو المقبل، على أن يحل بديلا له بيغويريساين الذي ستكون مهمته هي إقناع غوارديولا باختيار لندن كجبهة جديدة له. أما لصالح نادي الإنتر فـ«العمل» قام من جانب روبي باجيو، الصديق والرفيق السابق لبيبي، والذي على اتصال دائم بمدرب البارسا الحالي. إن المنافسة مفتوحة من أجل الفوز بخدمات غوارديولا مع وجود فكرة أساسية وهي أن المدرب الحالي لفريق البارسا لن يطالب بلاعبين في الـ30 من العمر وبراتب مستحيل، بل سيرغب في وجود شباب متعطش للعب ويتسم بالموهبة يمكنه الاستثمار فيه، لكن من دون أن يتخلى عن مبدأ الفوز على الفور.

جدير بالذكر أن فريق الإنتر الإيطالي قد وصلت بعثته إلى أبوظبي في الإمارات بكامل نجومه، ويأتي في مقدمتهم المهاجم الكاميروني صامويل إيتو، وصانع الألعاب الهولندي ويسلي شنايدر، وصخرة الدفاع الأرجنتيني خافيير زانيتي، والبرازيليان لوسيو وتياغو موتا، وماركو ماتيرازي واستيبان كامبياسو.

وسيلعب إنتر ميلان في نصف النهائي الأربعاء المقبل مع الفائز من الوحدة ممثل الإمارات وسيونغنام إيلهوا الكوري الجنوبي اللذين التقيا مساء أمس.