«أوبك» تبقي على معروض النفط الحالي دون تغيير

وسط تضارب في الآراء بين الأعضاء على سعر مناسب للبرميل

وزير البترول السعودي علي النعيمي يتحدث للصحافيين خلال المؤتمر غير العادي لـ«أوبك» في الإكوادور أمس (رويترز)
TT

أعدت «أوبك» أمس اتفاقا للإبقاء على قيود إنتاج النفط دون تغيير رغم صعود أسعار الخام في الآونة الأخيرة إلى 90 دولارا للبرميل.

وتضاربت الآراء بين عدد من أعضاء «أوبك» حول السعر العادل للنفط في الوقت الحالي.

وقال وزير نفط الإكوادور ولسون باستور أمس إن أسعار النفط الحالية عادلة لمنتجي ومستهلكي النفط وإنها تستمد دعما من الدولار الأميركي الضعيف.

بينما أشار وزير البترول السعودي علي النعيمي إلى أنه يفضل نطاقا لأسعار النفط بين 70 و80 دولارا للبرميل.

وقال النعيمي ردا على أسئلة الصحافيين قبيل اجتماع «أوبك» في كيتو عن مستوى الأسعار الذي يفضله إن «70 - 80 دولارا سعر جيد».

وقال وزير النفط الفنزويلي رفاييل راميريز إن 100 دولار هو سعر «مناسب». وقال وزير النفط الإيراني مسعود مير كاظمي إن الطلب العالمي على النفط «ليس جيدا» وإن «الأسعار الاسمية جيدة لكن الأسعار الحقيقية ليست كذلك».

وقال باستور في كلمة أمام مندوبي منظمة «أوبك» خلال اجتماع المنظمة في كيتو: «ارتفاع سعر سلة (أوبك) في الآونة الأخيرة مدفوع بمعنويات إيجابية ترجع بالأساس إلى الدولار الأميركي الآخذ بالضعف. لكن هناك شعورا عاما في السوق بأن مستويات اليوم مريحة للمنتجين والمستهلكين على حد سواء». واتفق معه في الرأي وزير النفط الجزائري يوسف يوسفي. وأبلغ الصحافيين: «في الوقت الحالي فإن الأسعار عادلة جدا».

وقال وزير النفط الإيراني مسعود مير كاظمي: «نظرا لوضع السوق والركود الاقتصادي، ونظرا لحجم الاحتياطيات ورغم بدء موسم الطقس البارد فإن من المتوقع عدم تغيير الحصص ولن تكون هناك زيادة في الإنتاج».

كان وزير البترول السعودي علي النعيمي قال أول من أمس الجمعة إنه لا حاجة «بالتأكيد» لرفع الإنتاج مما أثار مخاوف بشأن متى ستعمد «أوبك» إلى ضخ المزيد لمنع تضخم أسعار الوقود من تقويض التعافي الاقتصادي.

وأغلق الخام الأميركي عند 87.79 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضية بعدما لامس في وقت سابق من الأسبوع أعلى مستوى في عامين عند 90.76 دولار. ووصل السعر القياسي للخام الأميركي، المعروف بخام غرب تكساس الوسيط، لأعلى مستوى في 26 شهرا مسجلا 89.38 دولار للبرميل الاثنين الماضي، على الرغم من أنه تراجع إلى 88.58 دولار أمس الجمعة.

وارتفع السعر القياسي لنفط برنت بحر الشمال 25 سنتا من الخميس إلى الجمعة ليسجل 91.24 دولار للبرميل. وعزا الخبراء هذا الارتفاع إلى ضعف الدولار الأميركي، وحدوث تحسن طفيف في الاقتصاد العالمي وزيادة الطلب خلال فترة الشتاء للتدفئة.

كان النعيمي قال في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) إن المستهلكين يتأقلمون على ما يبدو مع أسعار في نطاق 70 إلى 90 دولارا. لكن من غير الواضح إن كانت الرياض راضية عن سعر يبلغ 90 دولارا أو أكثر لفترة مستدامة.

وقال مندوب خليجي في «أوبك»: «من الواضح أن أسعارا أعلى من اللازم لن تساعدنا في الأجل الطويل كما رأينا في 2008». وكان النفط بلغ مستوى قياسيا مرتفعا عندما سجل 147 دولارا للبرميل في 2008 الأمر الذي نال من الطلب في نفس الوقت الذي تسبب فيه ركود اقتصادي في تقويض السوق ودفع سعر الخام للانخفاض إلى أقل من 34 دولارا للبرميل.

وفي أواخر 2008 اتفقت «أوبك» على أكبر خفض في المعروض على الإطلاق ولم تغير سياستها منذ ذلك الحين. ويقول وزراء نفط دول «أوبك» إن الإمدادات والمخزونات تكفي ويقول البعض إن اللوم يقع على المضاربين في دفع الأسعار للصعود. في المقابل قالت وكالة الطاقة الدولية الجمعة إن الطلب العالمي يرتفع أسرع من المتوقع بفعل موجة مبكرة من الطقس البارد.

ويقول مندوبون إنها لن تجتمع قبل يونيو (حزيران) وهو ما سيكون فترة توقف أطول من المعتاد بين اجتماعين.