السعودية: مجلس الغرف يطرح فرصا تجارية للمستثمرين الأستراليين لرفع التبادل التجاري بين البلدين

رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق لـ«الشرق الأوسط»: لم نتأثر بالأزمة المالية.. وذلك لتطبيق حزم مالية ومصرفية واقتصادية صارمة

رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق والوفد المرافق له لدى حديثه للجانب السعودي أمس بمجلس الغرف السعودي («الشرق الأوسط»)
TT

بحث مجلس الغرف السعودية أمس مع وفد أسترالي رفيع المستوى، يترأسه بوب هوك، رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق، سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين السعودية وأستراليا في عدد من المجالات، في حضور عدد من القيادات التنفيذية بالمجلس وأصحاب الأعمال السعوديين.

جاءت مباحثات تعزيز الشراكة التجارية بين السعودية وأستراليا من خلال طرح فرص استثمارية أمام رجال الأعمال من البلدين، وذلك في خطوة لرفع حجم التبادل التجاري بينهما، الذي بلغ العام الماضي 2009 نحو 7.347 مليار ريال (1.9 مليار دولار) في الوقت الذي وصل فيه عدد المشاريع الاستثمارية بنهاية الربع الثاني من العام الحالي إلى نحو 39 مشروعا بإجمالي تمويل يصل إلى 1.104 مليار ريال (294.4 مليون دولار) موزعة ما بين مشاريع صناعية وغير صناعية.

واستعرض بوب هوك، الرئيس الأسبق للوزراء في أستراليا، القدرات الطبيعية والمشاريع الاستثمارية الكبيرة في أستراليا، مؤكدا ثقته في مقدرات السعودية المالية الضخمة، التي من شأنها بث الروح في المشاريع الاستثمارية المتوافرة في بلاده، مشيرا إلى أن أستراليا زاخرة الفحم الحجري وأكسيد الألومنيوم واللحوم والصوف والذهب، غير أنها تستورد النفط الخام ومشتقاته، وباستطاعتها بناء شراكة استثمارية في أجهزة الحاسب الآلي والمكتبات والاتصالات، بجانب أجهزة النقل والمعدات.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده لم تتأثر بانعكاسات الأزمة المالية العالمية، معزيا ذلك لاتباع بلاده حزما وخططا مالية ومصرفية واقتصادية تختلف تماما عما عليه الحال في أميركا وغيرها من الدول التي طالتها الأزمة المالية العالمية.

وأضاف أن أستراليا غنية بالأراضي الزراعية الخصبة، التي يمكنها أن تكون أولى خطوات بناء هذه الشراكة التي يتطلع لتطويرها، بجانب مشاريع التقنية والمعدات التكنولوجية وبرامج التعليم، مشيرا إلى استفادة 12 ألف طالب سعودي من فرص الدراسة هناك، مما يعني فتح مزيد من فرص التعاون في مجال التعليم والصناعة والتكنولوجيا.

وقال: «أستراليا تمثل مكانا آمنا ومثاليا للاستثمارات والمستثمرين السعوديين، نتيجة للضمانات والحماية الكبيرة التي تقدمها في هذا الصدد». وأضاف أن «أستراليا كبيئة استثمارية نظيفة وقليلة المخاطر تحفزنا للدخول في شراكات واستثمارات ثنائية مع السعودية، كون السعودية تمثل مركز ثقل اقتصادي كبير، لا يمكن إغفاله، ليس فقط على مستوى المنطقة الخليجية أو العربية بل حتى على مستوى العالم».

من جهته، أكد كيفن ماغي، السفير الأسترالي لدى السعودية، متانة العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية بين الرياض وسيدني، موضحا جاهزية الوفد الأسترالي الزائر، الذي يضم 15 ممثلا عن مجموعة واسعة من الشركات العاملة في قطاعات التجارة والاستثمار المختلفة، للعمل مع نظرائهم من الشركات السعودية للتعرف على مجالات وفرص الشراكة بين الجانبين في عدد من القطاعات، للاستفادة من الفرص الاستثمارية الكبيرة في أهم الأسواق بمنطقة الشرق الأوسط وأولاها السعودية.

من جانبه، قال الدكتور فهد بن صالح السلطان، أمين عام مجلس الغرف السعودي: إن المجلس لديه 32 لجنة قطاعية تمثل سائر اهتمامات قطاع الأعمال على مختلف نشاطاته، داعيا إلى إقامة مجلس أعمال سعودي - أسترالي، موضحا وجود 32 مجلس أعمال سعوديا أجنبيا مشتركا، يناط به تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين قطاع الأعمال و23 بلدا أجنبيا.

الدكتور عبد الله سعيد المبطي، عضو مجلس إدارة مجلس الغرف السعودي ورئيس غرفة أبها، رئيس الجانب السعودي في هذا اللقاء، أوضح أن الحكومة السعودية رصدت 400 مليار دولار للاستثمار في مشاريع البنى التحتية والمدن الصناعية والاقتصادية، بما في ذلك مشاريع الطرق والسكك الحديدية، مما يعني فرصة طيبة للمستثمرين الأستراليين، بجانب فرص وحوافز استثمارية أخرى مغرية، وفق إجراءات ميسرة للمستثمرين، مؤكدا أن الشركات وقطاع الأعمال السعودي عامة كسبت خبرات طويلة حققت نجاحات وطفرات كبيرة، يمكن الاستفادة منها في هذه الشراكة، مشيرا إلى أن القطاع المالي والمصرفي السعودي يتميز بالقوة ويقدم خدمات كبيرة للمستثمرين بسبب اتساع قدراته الاستيعابية.