المتحف المصري بالقاهرة يفتح أبوابه أمام الزائرين 13 ساعة يوميا

بعد تطوير مخزنه وتحويل حديقته إلى متحف مفتوح

TT

أصبح في وسع الزائرين للمتحف المصري في قلب القاهرة زيارته على مدار 13 ساعة يوميا، حيث استقر مسؤولو الآثار في مصر بالتفاهم مع الجهات الأمنية على هذه الزيادة في الوقت ليصبح المتحف متاحا أمام زائريه من مختلف جنسيات العالم من التاسعة صباحا وحتى العاشرة مساء، حسب التوقيت المحلي.

وتأتي هذه الزيادة في عدد ساعات زيارة المتحف بعدما فرغ مسؤولوه من إقامة أول متحف مفتوح من نوعه في الجانب الشرقي منه، يضم عددا من التوابيت والتماثيل وبعض الأجزاء المعمارية من المعابد والمقابر المصرية القديمة وتم عرضها عرضا متحفيا وإضاءتها ليلا.

وقال الدكتور زاهي حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر إن «الزيادة الجديدة في عدد ساعات زيارات المتحف تأتي بزيادة ساعتين عما كان قائما من قبل، في الوقت الذي أصبح فيه المتحف يرتدي حلل التطوير والصيانة ضمن المراحل التي يعكف عليها مختصون حاليا لصيانة المتحف».

وأوضح حواس أن التطوير الجديد للمتحف سيتضمن إقامة أول مركز للخدمات وبيع الكتب والهدايا التذكارية، وتحديد مواضع دخول وخروج الزائرين للمتحف. واصفا مركز الخدمات الجديد بأنه الأول من نوعه في تاريخ المتحف، ويقع في الساحة الغربية، التي صارت تضم بجانب مركز الخدمات متحفا للطفل، وهو المتحف الذي تم افتتاحه أوائل العام الحالي.

وقال إنه لأول مرة سيتم دخول السائحين والزائرين من البوابة الحالية في ميدان التحرير، الواقع فيه المتحف، وسيكون الخروج عبر البوابة المجاورة لضريح «مارييت باشا» الفرنسي، الذي اشتهر بالتنقيب عن الآثار المصرية خلال القرن الثامن عشر، حتى لقب بهذا اللقب، ويقع قبره في حديقة المتحف.

وأضاف حواس أن هذه المرحلة من تطوير المتحف تأتى ضمن عدة مراحل لتحويل المتحف إلى متحف للفن المصري القديم، لافتا إلى أن أعمال التطوير تضمنت حتى الآن صيانة بدروم المتحف وتحويله إلى مركز للأبحاث العلمية وتسجيل الآثار ومعمل لفحص المومياوات باستخدام الحمض النووي (دي إن إيه)، بالإضافة إلى نقل مكاتب الإدارة والأمناء من داخل قاعات المتحف إلى البدروم.

وشمل مشروع التطوير توفير أجهزة تبريد داخل المتحف وعزل أسقفه، إضافة إلى تغيير شبابيك المخزن، وتركيب «فلاتر» حديثة تتيح حجب الأشعة البنفسجية الضارة بالآثار، مع التحكم في درجات الحرارة، تبعا للتغيرات المناخية.

واستهدف التطوير جعل المتحف مقصدا علميا وثقافيا، بإقامة متحف للطفل داخل المتحف المصري، يقوم فيه الأطفال بمحاكاة آثار أجدادهم، وبما يليق بعراقة ما يحتضنه من آثار، كذلك إنشاء مركز ثقافي وملحق إداري تجاري بالجانب الغربي من المتحف ليحل مكان العشوائيات التي تمت إزالتها ضمن خطة التطوير.

ومن المقرر خفض عدد القطع المعروضة داخل المتحف لإعادة صياغة العرض داخل قاعاته، وهو تقليد جديد سيتم اتباعه في المتاحف الجديدة التي ستقام وتفتتح خلال الفترة المقبلة بالقاهرة والمحافظات المصرية، بما يتيح لزائريها فرصة الاستمتاع برؤية المعروضات، التي تم عرضها وفق أساليب العرض المتبعة في المتاحف الكبرى بالعالم.

وفي ظل التطوير الجديد للمتحف ومخزنه، ستصبح جميع قطعه معلومة للأثريين ومسجلة لديهم، ومنها الآثار المكدسة في مخزنه، بعد معاناتها من الفوضى وعدم تسجيلها على مدى أكثر من نصف قرن.

يأتي تجميل المتحف، في الوقت الذي أصبح فيه من ينافسه، وهو ما يطلق عليه التسمية نفسها، ولكن يتم نعته بالكبير، وهو المتحف المصري الكبير، الجاري إنشاؤه في طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي، بالقرب من منطقة أهرامات الجيزة، حيث يقع على مساحة 117 فدانا، ويضم 100 ألف قطعة أثرية.

وحسب الأثريين، فإن المتحف الكبير لن يكون بديلا عن المتحف القديم، وأنه في الوقت الذي سيضم فيه الأول آلاف القطع الأثرية التي ترجع إلى عصور تاريخية متفاوتة، فإن الثاني سيضم أبرز هذه القطع الأثرية وروائعها.

يشار إلى أن المتحف المصري في ميدان التحرير يعتبر من أقدم متاحف الآثار في العالم، ويوصف بالعراقة، حيث يضم مجموعة كبيرة من آثار الحضارة الفرعونية المصرية القديمة، وإن نافسه المتحف البريطاني في لندن، واللوفر في باريس، ومتروبوليتان في نيويورك. ويقع المتحف في ميدان التحرير بقلب القاهرة منذ إنشائه عام 1906، وتضم مقتنياته 136 ألف أثر فرعوني، إضافة إلى مئات الآلاف من الآثار في مخازنه.

وتعود فكرة إنشاء المتحف إلى الوالي محمد علي، عندما أمر بمنع خروج الآثار القديمة من مصر، وللمحافظة عليها أنشأ دارا للآثار بضاحية الأزبكية، وتحديدا في منزل «الدفتردار»، إلا أن ذلك لم يمنع نجاح بعض الأثريين الأجانب في تهريب الآثار إلى الخارج. فكانوا ينقلون إلى بلادهم كثيرا من روائع الآثار المصرية، وهو ما تزدان به الآن متاحف أوروبا.

وظلت آثار مصر في هذه الدار، حتى انتقلت إلى دار أخرى بالجيزة، إلى أن استقر بها الحال في مبنى المتحف الحالي في ميدان التحرير، في قلب العاصمة المصرية القاهرة.