حزمة أنشطة ثقافية جديدة في معرض القاهرة الدولي للكتاب

يحتفي بالعلماء المهاجرين ونجيب محفوظ وبيرم التونسي وصلاح جاهين

TT

أعلن معرض القاهرة الدولي للكتاب عن حزمة جديدة من الأنشطة الثقافية للمعرض الذي ستقام نسخته الثالثة والأربعين خلال الفترة من 26 يناير (كانون الثاني) إلى 6 فبراير (شباط) المقبلين.. فيما ستشهد الدورة ذاتها، التي ستقام لأول مرة في مركز القاهرة الدولي للمؤتمرات، عودة الوزراء لأنشطة ندوات المعرض بعد تجميد استضافتهم خلال دوراته الأخيرة.

ومن المقرر أن يحتفل المعرض بمرور خمسين عاما على وفاة الشاعر بيرم التونسي، ومرور 80 عاما على ميلاد رسام الكاريكاتير الشاعر المصري الراحل صلاح جاهين. كما يقدم عدد من الفائزين بجوائز الدولة شهاداتهم المختلفة لجمهور المعرض، باعتبارهم قدوة في مجالاتهم المختلفة. بجانب ما سيقدم المعرض من أمسيات شعرية لكافة المدارس، بمشاركة شعراء من الرواد والشباب.

وسوف يخصص المعرض محورا للاحتفاء بمئوية «أديب نوبل» الراحل نجيب محفوظ، وإقامة محور لمناقشة دور رموز الفكر والثقافة الذين رحلوا عن عالمنا خلال العام الحالي، وذلك تحت عنوان «حضور الغائبين»، على اعتبار أن تأثيرهم في عالم الإبداع متصل بلا انقطاع.

ومن المحاور الأساسية للنشاط الثقافي مناقشة حق المواطنة، والاحتفاء بمصريين نجحوا وبرزوا في الخارج، أمثال فاروق الباز وهاني عازر الذي صمم ونفذ أكبر محطة قطارات أوروبية في برلين، وأحمد زويل.

وبدوره، قال د. محمد صابر عرب، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، إن المعرض سوف يتيح لجمهوره قرابة 19 ندوة مفردة تناقش القضايا الملحة في مصر والعالم العربي بحضور عدد من المتخصصين، وبمشاركة عدد من الوزراء وكبار المسؤولين، وبحضور عدد من الرموز الفكرية. لافتا إلى أن الاتصالات تتم على قدم وساق لدعوة عدد من المفكرين العرب للمشاركة في فعاليات المعرض، باعتباره أهم تظاهرة ثقافية عربية. وتابع عرب أن رواد المعرض من المهتمين والمثقفين سيكونون على موعد مع عدة موائد مستديرة تناقش صناعة النشر في العالم العربي والصحافة الثقافية والملكية الفكرية، وأنه سيكون في إمكان الزوار الاستمتاع بأنشطة ثقافية تخاطب الشرائح المختلفة. وأوضح أن المقهى الثقافي سيقدم أنشطته لجمهور المعرض كما كان في السنوات الماضية، ولكن بمزيد من الانتقاء والتطوير، سواء على مستوى المشاركين أو العناوين التي يتم طرحها.

ولفت إلى أن كلا من فاروق حسني، وزير الثقافة المصري، والمهندس رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة المصري، اتفقا على تقديم كافة التسهيلات للمعرض، وتذليل أية عقبات من أجل الخروج بمعرض ناجح يليق باسم مصر.

ووصف عرب انتقال المعرض إلى مقره الجديد في قاعة المؤتمرات بأنه «يمثل تحديا نسعى للتكيف معه»، لافتا إلى أن «العرض سيقام على مسطح 40 ألف متر مربع ما بين صالات مغطاة ومنطقة عرض مكشوفة، وسوف يستمر المعرض حتى السادس من فبراير.. وتحل فيه الصين كضيف شرف، أسوة بما تم في المعارض السابقة باتخاذ إحدى دول العالم كضيف شرف في كل دورة». وأوضح أنه ستقام على هامش المعرض برامج ثقافية وفنية تخدم كافة الأعمار، «ليصبح المعرض متعة فكرية من خلال ندواته ومحاضراته، وأمسياته وأنشطته المختلفة» وقد تعهد فاروق حسني، وزير الثقافة المصري، بتوفير كافة الإمكانات وتذليل مختلف العقبات لإقامة المعرض بالشكل الذي يليق باسم مصر، «وبما يليق بكونه معرضا خرجت من رحمه كافة معارض الكتب العربية، والارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدم لزائريه».

يشار إلى أن الصين تشارك بنشاط ثقافي وفني مكثف باعتبارها دولة ضيف الشرف، ويتضمن نشاطها عروضا فنية، إضافة إلى العديد من الندوات المصرية - الصينية المشتركة في مجالات النشر والترجمة. وسبق أن ناقشت اللجنة العليا للمعرض خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، الضوابط الجديدة الخاصة بالمساحات الخاصة بالناشرين، في ضوء انخفاض مساحة المعرض في مكانه الجديد مقارنة بالموقع القديم.

وبحسب تصريحات لمسؤولي هيئة الكتاب، فإن دور النشر التي شاركت في معرض الدورة الماضية حققت مردودا اقتصاديا، ووصل الأمر إلى أن بعض الأجنحة العربية حققت مبيعات مائة في المائة في أول خمسة أيام. كما سبق أن أعلنت الهيئة ذاتها أنها حققت زيادة في مبيعات المعرض هذا العام (الدورة الثانية والأربعين) تجاوزت 30% مقارنة بدورة العام الماضي.

وقد ظل المعرض حريصا قبل سنوات على استضافة وزراء بالحكومة المصرية للوقوف على مشكلات رواده، إلى أن امتنع مسؤولو المعرض عن دعوة الوزراء، بعدما كانت تشهد الحوارات الجماهيرية ازدحاما شديدا، ولسخونة المشكلات التي كان يطرحها الرواد على مسؤوليهم. يذكر أن المعرض، الذي يعد من أكبر أسواق الكتاب في الوطن العربي، كان قد عقد دورته الأولى عام 1969 برئاسة الدكتورة سهير القلماوي، فيما تحرص إدارة المعرض على تحويله إلى مناسبة ثقافية، بدعوة كبار المبدعين والمثقفين والكتاب المصريين والعرب والأجانب لمناقشة القضايا الفكرية والثقافية المطروحة على الساحتين العربية والدولية.