«بنك الطعام السعودي».. مشروع فريد في منظومة العمل الخيري والاجتماعي والتطوعي

الأمير سلمان أقر المشروع بالرياض في حدث غير مسبوق على مستوى العالم

الأمير سلمان بن عبد العزيز أضاف إلى منظومة الأعمال الخيرية أول بنك للطعام على مستوى العالم
TT

أقر في السعودية إنشاء «بنك الطعام»، الذي يعد أول تجربة في العالم، لتوفير الغذاء للأسر المحتاجة وإيجاد فرص عمل لذوي الدخل المنخفض.

وسجل الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، اسمه كصاحب فكرة البنك، امتدادا لدعمه المتواصل للأعمال الخيرية، ومضيفا إلى سجله الحافل في الأعمال الإنسانية والخيرية طيلة أكثر من نصف القرن شملت الداخل والخارج، عملا غير مسبوق.

وسيمارس «بنك الطعام» نشاطه في الرياض تحت مظلة جمعية البر بالرياض، التي يرأس الأمير سلمان مجلس إدارتها، ويعد أول رئيس لها منذ إنشائها قبل نحو ستة عقود.

وجاءت موافقة الأمير سلمان بن عبد العزيز على إنشاء «بنك الطعام» في العاصمة السعودية، التي تولى إماراتها منذ 58 عاما في عهد الملك سعود، ثاني ملوك الدولة السعودية الحديثة، بهدف تقديم الغذاء للفقراء بطريقة علمية ومستدامة وتمكين مختلف شرائح المجتمع من الإسهام في دعم الفقراء والمحتاجين، وفقا للدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن، أمين منطقة الرياض رئيس اللجنة التنفيذية لجمعية البر بالرياض، الذي شدد على أن البنك سيكمل نشاط جمعية «البر» في استقبال الأطعمة وتوزيعها، حيث سيقوم البنك بجمع الفائض من طعام الحفلات والمناسبات التي تقام في الأفراح أو الفنادق في مدينة الرياض وإعادة تجهيزه وتغليفه بطرق صحية وتوزيعه على الأسر الفقيرة والمحتاجة في نفس اليوم.

كما سيقوم «بنك الطعام» في الرياض باستقبال التبرعات من فاعلي الخير من خلال فروع البنك بطرق عدة، منها شراء بطاقات إطعام الفقراء والمساكين، بحيث يتم مقابل تلك البطاقات الحصول على المواد الغذائية من المحلات والمراكز المعروفة في الرياض وإيصالها لتلك الأسر المحتاجة من خلال الجمعية.

وراهن الدكتور عبد الله آل بشر، الأمين العام لجمعية البر بالرياض، على نجاح مشروع «بنك الطعام» بالرياض تحت مظلة الجمعية، لافتا إلى أن وجود الأمير سلمان على رأس هرم الجمعية منذ تأسيسها إلى الآن، والنجاحات التي تحققت في مجال نشاطها وأهدافها وانتشارها في الرياض والمحافظات التابعة لها، والتطورات التي طالت أعمال الجمعية يجعلنا نتفاءل بنجاح البنك في تحقيق أهدافه والغرض الذي أنشئ من أجله في إعادة ترتيب جزء من العمل الخيري والاجتماعي، وإيجاد آليات جديدة بعيدة عن النمطية والتقليدية وحفظ كرامة المستحقين. معتبرا أن تأمين الطعام يأتي ضمن أولويات المحتاجين، لافتا إلى أن هناك أعمالا أخرى للجمعية تتعلق بتقديم المساعدات للأسر المحتاجة، لافتا في هذا الصدد إلى أن البنك يهدف لتأمين الغذاء للمحتاجين، فالمحتاج قد يستغني عن اللباس والأدوات المنزلية والكماليات، لكنه حتما لن يستغني عن الطعام.

وشدد آل البشر على أن توجيهات الأمير سلمان ودعمه لكل عمل خيري وإنساني يعطي القائمين على البنك، دافعية للعمل على أن يكون «بنك الطعام» مثالا ليس في الهدف، بل في التطبيق، لذا فإن فريق العمل في البنك سيحرص على أن يبدأ البنك بصورة متكاملة، ليكون نموذجا في منظومة العمل الخيري والاجتماعي والتطوعي ويكمل مسيرة هذه المنظومة بصورة لافتة, وذكر الأمين العام لجمعية البر بالرياض أنه يتم حاليا وضع الخطط الرئيسية للبنك، لينطلق وفق أسس وأهداف محددة واضحة، مشيرا إلى أن البنك سيكون في البداية بنكا مركزيا في العاصمة، وسيتم تجهيز متطلباته من حفظ وتغليف وتوزيع ونقل وسوف يغطي جميع محافظات منطقة الرياض ومراكزها، كما سيوفر البنك فرص عمل جديدة تكون الأولوية فيها لأبناء الأسر المحتاجة. وقال إن الجميع يتطلع باهتمام إلى بدء البنك في ممارسة نشاطه، كما لمسنا استعداد الجميع للمساهمة في دعمه بقوة، مشيرا إلى أن البنك سيضيف ثقافة تربوية ومفهوما جديدا يعزز أهمية عدم الإسراف، وتوجيه الأعمال الخيرية نحو مزيد من التعاضد والتكافل الذي عرف به المجتمع السعودي.

وأوضح الدكتور عبد الله آل بشر، الأمين العام لجمعية البر بالرياض، أن «بنك الطعام» جاءت فكرته من الأمير سلمان بن عبد العزيز، الذي دائما ما يتحسس احتياجات المواطنين في منطقة الرياض وغيرها. وجاءت موافقة الأمير على إنشاء «بنك الطعام» نظرا لقناعته بأن شريحة من المحتاجين الذين يعانون من نقص في الغذاء والاحتياجات المنزلية تأتي في طليعة الأولويات والأهداف، نظرا لأن هناك فائضا في الأطعمة من خلال الولائم في الفنادق وقصور الأفراح والمنازل وغيرها. فقد أقر البنك ليعمل وفق آليات جديدة وبطرق صحية ومرتبة، حيث اجتمعت لجنة متخصصة ناقشت الموضوع، وتم بتوجيه وموافقة من الأمير سلمان إنشاء البنك الذي سيعمل وفق أهداف واضحة وبشفافية متناهية.

ورفع الدكتور عبد الله آل بشر شكره للأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الجمعية، على موافقته الكريمة بإنشاء «بنك الطعام السعودي»، وقال إن الأمير سلمان يوجه ويدعم خلال أكثر من خمسين عاما كل ما يساعد على سد الحاجة ومساعدة المحتاجين. وتأتي فكرة إنشاء «بنك الطعام» لتكمل مسيرة منظومة الأعمال الخيرية والاجتماعية التي تبناها الأمير، ليقوم على أساسات متينة وركائز عميقة، نابعة من قيم ديننا الإسلامي الحنيف، وليسهم في تحسين مستوى معيشة الفرد بأسلوب عصري فريد، حيث يهدف هذا البنك إلى إيصال المعونات الغذائية وفائض أطعمة الولائم، والأغذية الجافة والإعانات الغذائية إلى مستحقيها وفق استراتيجية ومعايير حديثة. لافتا إلى أن عمل البنك لا يقتصر على المفهوم الإغاثي فقط، وإنما سيتجاوز ذلك لتكوين منظومة متكاملة من العمل الخيري والاجتماعي والتطوعي، تكون نواته التدريب والـتأهيل والتوظيف ودمج الأسر المحتاجة بالمجتمع، لتصبح من الأسر الفاعلة والمنتجة في المجتمع، وفق أساليب الإدارة الحديثة ومعايير الأداء في تنفيذ الأعمال المناطة به والحفاظ على الجودة في جميع مراحل العمل والتوسع في كسب الشركاء الاستراتيجيين والداعمين لمسيرة البنك الخيرية. كما أنه ستكون هناك استراتيجية جديدة وفق الدراسات والخطط الاستراتيجية في مجال استقبال وإيصال المعونات الغذائية والمالية إلى المستفيدين من خدمات البنك.

واعتبر أن البنك سيسهم في تحفيز العمل التطوعي، وذلك من خلال استثمار طاقات الشباب والممارسات العملية، كما سيتم فتح باب التطوع والتعاون مع عدد من الجامعات والمعاهد ذات الاختصاص، وذلك من أجل تقديم الدراسات والمقترحات التطويرية والاستفادة من ذوي الخبرة والاختصاص في هذا المجال، وسيسهم البنك كذلك في بث روح التكافل في المجتمع الذي أصبح صفة وميزة تميز بها هذا البلد، حكومة وشعبا، والشعور بحال ومعاناة الآخرين من الضعفاء والمساكين والمحتاجين.

وذكر أمين عام جمعية البر بالرياض أن أهداف «بنك الطعام» تتمثل في إيصال المعونات الغذائية إلى مستحقيها بطريقة تضمن لهم كرامتهم وتتوافق مع خصوصية مجتمعنا السعودي، ولا يقوم ذلك إلا بإدارة العمل بطريقة احترافية تسهم في تسريع خطوات الدخول في منظومة الجمعيات الخيرية المختصة بالعمل الإغاثي المحلي، ولتساعد على تطوير بيئة العمل الخيري بشكل عام، كما يهدف البنك إلى إعادة تقييم ونقل مساعدة المحتاجين من النظام والطرق التقليدية إلى نظام غذائي جديد، يتماشى مع التقدم العلمي والمجتمعي الذي تعيشه السعودية وتقديم الخدمات الغذائية للمحتاجين بطريقة اقتصادية وعلمية مستدامة، وكذلك استخدام التقنية بما في ذلك الخدمات الغذائية لذوي الاحتياجات الخاصة والتخفيض من مشكلة رمي النعم بصورة غير مقبولة، والمساعدة في توفير بعض الوظائف لذوي الدخول المنخفضة في البنك، كما يهدف البنك كذلك إلى توعية الفقراء والمحتاجين في ما يخص السلامة الغذائية للتقليل من الأمراض المنقولة بالغذاء والمشاركة في دعم الفقراء والمحتاجين من خلال الخبرات التي يتم اكتسابها في هذا المجال وتطبيق الاشتراطات الصحية في إعداد وتجهيز وتداول وتوزيع الأغذية للحد من انتقال الأمراض المنقولة بالغذاء والتسممات الغذائية عند الفقراء والمحتاجين مع توفير غذاء دائم، وذلك من خلال البرامج التوعوية والتوجيهية التي يقدمها البنك.

وقال البشر عن فكرة المشروع إنها رائدة في مجال العمل الخيري، خاصة مجال مشروع استقبال فائض الولائم, مذكرا في هذا الصدد أن من أعظم ما نستطيع القيام به لإخواننا في هذا الوطن الغالي هو سد رمق الفقير وكف سؤال المسكين، التي أتت منها فكرة تأسيس البنك ليقوم على أساسات متينة وركائز عميقة، نابعة من قيم ديننا الإسلامي الحنيف، والإسهام في تحسين مستوى معيشة الفرد بأسلوب عصري فريد.

وزاد البشر أن عمل البنك سيقوم بإذن الله عند اكتماله ووضع البنية التحتية ووضع الخطط اللازمة وتجهيزه بالمواد وآلات التغليف الصحية وتوظيفه بالكامل بالكوادر المتدربة المتقنة بالعمل على الوجه المطلوب، وسوف يغطي البنك جميع مدن ومحافظات منطقة الرياض وسيتم لاحقا توضيح تفاصيل أكثر لنشاط هذا البنك وآلية عمله.

وعن مشاركة القطاع الخاص في دعم هذا البنك ذكر البشر أن هناك جهات مشاركة في هذا البنك والمتمثلة في شركات الأغذية والقطاعات الحكومية والأفراد, ونوعية مشاركتهم تتمثل في دعم البنك المادي والعيني وتقديم الاستشارات، مؤكدا أن البنك سيكون مكملا لمسيرة الأعمال الخيرية والاجتماعية التي يرعاها الأمير سلمان بن عبد العزيز منذ أكثر من خمسين عاما.

يشار إلى أن الأمير سلمان بن عبد العزيز، الذي تولى إمارة منطقة الرياض قبل 58 عاما وبالتحديد في 25/ 8/ 1374هـ عين في العام ذاته وبقرار من الملك سعود بن عبد العزيز ثاني ملوك الدولة السعودية الحديثة رئيسا لصندوق البر (جمعية البر الخيرية بالرياض حاليا) وقد انطلقت الجمعية في آفاق رحبة وحققت الكثير من النجاحات، وكان آخرها إقرار «بنك الطعام»، وقد وصل عدد فروعها إلى 97 فرعا، وستسعى الجمعية إلى تحقيق الرقم 100 في عدد فروعها بالرياض، بالإضافة إلى عشرات الجمعيات في محافظات ومراكز المنطقة.