تونس: نجوم الموسيقى العربية تحتشد في افتتاح أول دورة من أيام قرطاج الموسيقية

يتقدمهم المطرب المغربي عبد الوهاب الدوكالي

TT

وسط حضور غفير لعدد من نجوم الموسيقى العربية يتقدمهم المغربي عبد الوهاب الدوكالي والعراقي نصير شمة والتونسية نعمة، افتتحت الليلة الماضية الدورة الأولى من مهرجان أيام قرطاج الموسيقية، التي تهدف لإعادة بريق افتقدته الأغنية التونسية طيلة السنوات الماضية. أجواء احتفالية مميزة شهدها افتتاح الدورة الأولى لأيام قرطاج الموسيقية التي تنظمها وزارة الثقافة والمحافظة على التراث بالتعاون مع التلفزيون الحكومي حتى 25 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. قبل ساعتين من انطلاق الحفل ألهبت فرقة «تكدة» المغربية الأجواء في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة عندما عزفت وغنت موسيقى «الغناوة» التي رقص على إيقاعها المارة وتفاعلوا بحرارة متغلبين على البرد القارس. كما قدمت فرق موسيقية من مصر لوحات غنائية راقصة شدت انتباه الجمهور قبل أن يهب الجميع إلى داخل المسرح البلدي مع بدء تدفق عدد من نجوم الأغنية العربية والأفريقية الذين تبختروا على السجاد الأحمر. وحضر الحفل المغنية التونسية نعمة التي كرمها المهرجان، والنجم المغربي عبد الوهاب الدوكالي، وعازف العود العراقي نصير شمة، والمصري جمال سلامة، وصابر الرباعي، ومنيرة حمدي من تونس. كما استجاب لدعوة المهرجان عدد آخر من النجوم من بينهم المغني السوري حمام خيري، والمغني التركي محمد بتماز، والفنانة زهرة جويا من أفغانستان، والفنان باسيكو كوياتي من مالي، وغادة رجب من مصر. وقال المغني صابر الرباعي لـ«رويترز» «حضور نجوم فن كبار أمر يساعد على إعادة البريق ولفت الانتباه للأغنية التونسية.. الانفتاح واللقاء أمران مهمان». وافتقدت الأغنية التونسية بريقها منذ نحو عقدين من الزمن وتراجعت بشكل كبير لحساب الأغنية المشرقية التي أصبحت مسيطرة على المشهد الفني في البلاد. كانت الأغنية التونسية شهدت عصرها الذهبي نهاية الثمانينات وبداية التسعينات حين برز عدد من الأسماء مثل صابر الرباعي وذكرى محمد ونجاة عطية ونوال غشام قبل أن تتراجع الموسيقى التونسية بشكل لافت للاهتمام. وقال كمال الفرجاني مدير المهرجان لـ«رويترز» «تطلعاتنا أن تكون أيام قرطاج الموسيقية نافذة حقيقية لإعادة إشعاع الموسيقى التونسية كي تحتل مكانها الطبيعي في المشهد الفني العربي والأفريقي والمتوسطي». وستقام خلال المهرجان عدة مسابقات أبرزها مسابقة الأغاني، لكن عددا من العروض الفنية سيقدم أيضا خارج إطار المسابقات. وفي مسابقة العزف المنفرد على العود سيتنافس مشاركون من تونس وسورية والعراق وليبيا والأردن وسلطنة عمان، بينما ستقتصر مسابقة الأغاني على مشاركين من ليبيا والمغرب وموريتانيا وتونس والجزائر. وستمنح لجنة التحكيم التي سيشارك في عضويتها نجوم من تونس والعالم العربي الجائزة الكبرى وهي جائزة التانيت الذهبي وقيمتها 25 ألف دولار لأفضل أغنية في مسابقة الأغاني المغاربية. ولا تمثل المسابقات في المهرجان إلا جزءا منه، إذ ستقام عروض فنية وورش وندوات فكرية ومعارض. كما يشارك خبراء من تونس وأوروبا والعالم العربي في ندوة حول التقنيات الحديثة في الصناعات الموسيقية. وأكد النجم المغربي عبد الوهاب الدوكالي أنه يدعم مثل هذه اللقاءات الموسيقية، مضيفا لـ«رويترز» أن «أيام قرطاج الموسيقية ولدت كبيرة وهي تمتاز بخصوصية الانفتاح والتلاقي مع التركيز على الهوية الموسيقية الممتازة واستبعاد الفن الهابط».