النجم الكاميروني إيتو: اللعب في نهائي كأس العالم أشبه بالسباحة وسط المحيط من دون قارب

أبطال الإنتر السابقون يطالبون بتكرار الإنجاز.. وستانكوفيتش يعتبر استبعاده جرحا وإهانة

TT

رأى صامويل إيتو الشاطئ ولم تكن قد مضت حتى 17 دقيقة بعد، فقد لمس الأرض وكان بالفعل على قمة العالم. مرة أخرى مثل 12 عاما من قبل، حينما فاز مع ريال مدريد الإسباني بكأس الإنتركونتننتال في طوكيو، لكنه هذه المرة بثياب القائد الذي يجر الفريق خلفه، وليس كفتى شاب يحلم في المقصورة.

لقد قاد الإنتر، ويقول: «الذي رأيناه اليوم هو فريق الإنتر الحقيقي، فقد كانت لدينا الروح السليمة دائما، الأمر فقط أنه قبل ذلك كانت هناك غيابات كثيرة جدا. لكن هذا غير كاف، علينا الآن المواصلة هكذا».

لعب لقاء نهائي كهذا (مثلما قال إيتو) أشبه بأن تجد نفسك وسط المحيط من دون قارب وعليك الوصول إلى الشاطئ، حينها ينبغي عليك إنقاذ حياتك بشتى الطرق. لعب المهاجم الكاميروني مرة أخرى منطلقا من الجهة اليسرى، «لأنه لا بد من معرفة إيجاد التوازن بين ما تجيد فعله وما يمكن إعطاؤه للفريق»؛ بعدها مرر الكرة التي سجل منها بانديف الهدف، الذي فتح المباراة، ثم سجل هو الهدف الذي رفع النتيجة، وهو رقم 19 له مع الإنتر هذا الموسم، إضافة إلى الأهداف التي أحرزها مع منتخب الكاميرون، ويقول: «حتى وإن كنت أنا لا أحرص على العد». ثم واصل الركض ما دام لم يمنحوه بعد ميدالية في رقبته، وكل عائلة موراتي عانقته بقوة بينما هو يواصل مصافحة 100 يد.

توقف طويلا مع إخوانه الأفارقة في فريق مازيمبي، وشكرهم لأنهم أهدوه هذا النهائي الرائع، هو في مواجهة إحدى فرق قارته السمراء، ويتابع: «إنني سعيد بوصولهم لأول مرة إلى نهائي مونديال العالم، وأثبتوا أنه بقليل من الثقة يمكن الوصول لأي هدف».

الأمر كان أن إيتو عاد أعواما إلى الوراء لبعض اللحظات، «بدأت الركض منذ طفولتي، ولم أتوقف ثانية»، هكذا كتب إيتو في كتابه. أول من أمس كان مع إيتو كيس في يديه، بل كيسان، بداخلهما زجاجتا مياه، وكانا جاهزين على مقعد البدلاء، لأنه لا حصر لأهداف إيتو في أي مباراة نهائية، ومباراة أول من أمس كانت العاشرة التي تحمل بصمته. أمسك صامويل بهما بقوة، في شكل جديد للرقصة القديمة التي درسها مع ماتيراتزي من أجل أهدافه. إيتو يحتفل معه «لأنه لاعب محترف كبير يحب الإنتر، ويوم أول من أمس تحديدا كنا نذكر الرسالة التي أرسلها لي وكنت لا أزال في برشلونة، وكانت تتحدث عن الإنتر». كتب له ماتيراتزي تقريبا: «لتأت حيث سنفوز بكل شيء». والآن فاز إيتو مع الإنتر بكل شيء، ولا يزال يتمنى الفوز بلقب دوري آخر، ويشرح: «أتمنى ذلك لأننا أقوياء للغاية وإن كان الميلان يسير بقوة، نحن متأخرون عنه بنقاط كثيرة لكن بطولة الدوري طويلة وإن لم تكن لدينا إصابات فبإمكاننا تصعيب الأمور على جميع الفرق التي نواجهها».

من جهة أخرى، يرقص ستانكوفيتش لكن وجهه غاضب، فقد اعتبر استبعاده من القائمة الأساسية التي بدأت المباراة بمثابة إهانة، وقال بينيتيز: «أحزنني ذلك، فاتخاذ القرار لم يكن سهلا، لكنه كان مجهدا». ويرد اللاعب الصربي: «إنه جرح مفتوح باعتباري لم أشارك في المباراة من بدايتها. إنني سعيد بالبطولة التي غابت عنا منذ فترة طويلة، إنها من أجل الرئيس، والطاقم الطبي، ولكل الأشخاص القريبين، لكن لا يمكنني أخفاء حزني على الجانب الشخصي، فدائما ما لعبت بقلبي وقدمت نفسي بحب وإخلاص. إنني جندي للإنتر، وحينما يستدعونني أكون جاهزا فورا، وهذه المرة كنت أود اللعب من البداية». كما لعب غوران بانديف مباراة قوية وجميلة، وقال: «أظهرنا أننا فريق حقيقي، فنحن لا نخطئ المباريات المهمة مطلقا، وفي حال اكتمالنا نكون فريقا كبيرا. الفضل يرجع لمورينهو أيضا الذي عمل جيدا لعامين، هذا فوز للإنتر كله، لكن علي التوجه بالشكر للجماهير التي ساندتني دائما».

ويقول خافيير زانيتي قائد الفريق: «هذا الانتصار ينهي عاما مذهلا؛ فقد حملنا الإنتر وإيطاليا إلى قمة العالم، لكنني دائما ما أكدت أن هذا الفريق في حال اكتمال صفوفه يمكنه القتال مع أي فريق. هذه المرة، كنا موجودين جميعا، بخلاف صامويل الذي نهدي إليه الفوز. الفريق متماسك ويمكنه مواصلة الانتصارات».

دييغو ميليتو هو الذي حمل الإنتر إلى هنا أكثر من أي لاعب آخر، ويقول: «إنه عام غير عادي، انتهى كما كنا نود. بينيتيز؟ دائما ما منحنا الهدوء، وقد كان هناك الكثير من عمل مورينهو في هذا الفوز».