الإسباني بينيتيز ينفجر في أبوظبي ويفسد فرحة اللقب الغائب عن الإنتر منذ 45 عاما

طالب بدعم الفريق وحسم موقفه مع الإنتر.. ورئيس النادي يرى أن الوقت لم يكن مناسبا للحديث

TT

قلب الإسباني رافائيل بينيتيز، المدير الفني للإنتر الإيطالي الطاولة في وجه الجميع يوم أول من أمس وأفسد فرحة الاحتفال بالإنجاز العظيم لنادي إنتر ميلان إثر حصوله على كأس العالم للأندية في أبوظبي عقب فوزه على فريق مازيمبي الكونغولي بطل أفريقيا بثلاثة أهداف نظيفة ضمنت له اللقب الخامس هذا العام من أصل ست بطولات خاضها الفريق. وجاءت صدمة المونديال حينما كان اللاعبون يلفون أرجاء الملعب حاملين كأس البطولة، حيث كان يكيل كلمات وكلمات ظلت بداخله شهورا. رافائيل يفوز، يبوح وينفجر. لم يُرَ هكذا أبدا. يبدو الأمر وكأنه رحيل ثقيل الوطأة، وقد هاجم بينيتيز قائلا: «حينما جئت إلى هنا قالوا لي ووعدوني بضم ثلاثة لاعبين من أجل الفوز في المستقبل، ولم يصل أحد. في الأعوام الماضية أنفقوا 80 مليونا، ولا داعي للقول 50 مليونا منها في الموسم الماضي. إنني لا أعلم الجوانب المالية للنادي، لكنني حصلت على صفر منها. الأندية الأخرى أنفقت أموالا، ونحن صفر لضم لاعبين من أجل مدرب جديد، وبالتالي أنا في حاجة للمساندة، وقد أصبت بخيبة أمل بنسبة 100% في فترة الانتقالات الصيفية وأقول ذلك باحترام لأنني استخدمت الاحترام دائما».

المدير الفني الإسباني يرقص على قمة العالم، وهو لم يكن ينتظر ذلك من أجل الانفجار، حيث يتابع: «لم يرق لي وضع عملي في مهب الريح فأنا أقوم بهذه المهنة منذ 25 عاما، وقد فزت كثيرا والشعور بأشياء بعينها ليس جميلا. أريد دعم إدارة النادي وسيطرة اللاعبين داخل الملعب وخارجه». ماذا يعني هذا بالضبط؟ يعني أنه «إذا كانوا قد وعدوا في الصيف بضم ثلاثة لاعبين، الآن مع إصابة صامويل أريد 4، مساندتي تعني أنه لا ينبغي دائما البحث عن المذنب، والذي لا يكون دائما هو المدرب. أنا سعيد بالفوز لكن ليس جميلا أن يتحدث البعض حولي عن مدرب أو عن آخر في مكاني. لا أعرف إذا كان النادي قد اتصل ببعض المدربين الآخرين لكن لا يمكن المضي قدما هكذا. لا بد أن تتغير الأمور في المستقبل، فلو تحدثوا كل أسبوع عن مدرب مختلف فإن وكيل أعمالي على استعداد للتحدث مع الإدارة».

وماذا عن سيطرة اللاعبين؟ «أريد أن أفهم ماذا يفعل اللاعبون. هؤلاء اللاعبون قادمون من عامين دون استخدام صالة الألعاب الرياضية ومن أجل القيام بالجانب البدني لا بد أن يذهبوا هناك ومن ثم تختفي المشكلات والإصابات». فعليا، بحسب قوله، قد يذهب لاعبو الإنتر إلى الصالة الرياضية من دون إبلاغه بذلك وكانوا يفعلون الشيء ذاته أيضا في الماضي. ويتابع: «هل يتعرض اللاعبون للإصابات وأكون أنا المذنب؟ الأمر سهل هكذا. لقد قمنا بدراسات والإصابات تحدث لأن 15 لاعبا تزيد أعمارهم على 30 عاما، لأن 60 أو 70% تعرض بالفعل لإصابة من قبل ولأن – أكرر - هناك هذا الجانب المتعلق بصالة الألعاب الرياضية. ولو صرنا هكذا فهناك عوامل عالية بل عالية جدا من المجازفة. أشياء بعينها لا ينبغي إخفاؤها، و...».

السؤال الآن هو: ماذا يحدث لو لم تكن إدارة النادي مستمعة إليه؟ يرد: «هناك ثلاث طرق، الأولى، أن يساندوني ويضموا 4 أو 5 لاعبين، وبعضهم على الأقل قبل 29 ديسمبر (كانون الأول) الحالي لأن هناك مواجهة نابولي في 6 يناير (كانون الثاني). الثانية، هو أن نواصل هكذا من دون مشروع وبمذنب وحيد. الثالثة، أن أتحدث إلى وكيل أعمالي حتى يتوصل لحل مع النادي». وتحديدا، ماذا لو لم يصل أي لاعب حتى 31 يناير؟ يرد: «اختر أنت أي الطرق الثلاث هو المناسب...»، وهو الثالث. ثم يضيف: «هل أفكر في توديع الفريق؟ إنني أواصل عملي الذي جعلني أفوز بالكثير عبر 25 عاما، فهو قرار يعود إلى النادي، النادي فقط. ولو أردنا تحقيق المزيد من الانتصارات فلا بد من شراء لاعبين، أريد المساندة التي لم أحظ بها إلى يومنا هذا».

معذرة رافائيل، لكن ماذا عن علاقتك بموراتي؟ يجيب: «إنها علاقة طيبة، لكنني أريد احتراما لأنني دائما ما قمت بعملي بجدية. تحدثت مع رئيس النادي بعد مباراة فيردر بريمن، وهو يعلم من قبل ماذا أريد وما الوعد الذي يجب الوفاء به. ماذا لو لم أنجح في السيطرة على كل شيء؟ لنر أين سنصل، لكن لو ذهبنا دائما للبحث عن مذنب فالفريق لن يتطور أبدا». وسط كل هذا، هناك بسمة، حيث يقول: «أهدي هذا الكأس إلى عائلتي، إلى من كان قريبا مني، إلى إسبانيا، إلى جماهير ليفربول الذين لم يتسن لهم الاحتفال معي في عام 2005، إلى الطاقم، إلى اللاعبين، إلى صامويل». هل غاب أحدهم عن القائمة؟ أجل، إدارة النادي.

إلى ذلك، عاش الرئيس ماسيمو موراتي 45 عاما في ليلة واحدة، إنها ليلة من الحرارة العذبة مثلما كانت ليلة مدريد تلك التي حملت فريقه الإنتر إلى هنا، كي ينافس على زعامة العالم. وبعدها ستة أشهر - فترة بينيتيز مع الفريق - عاشها مرة أخرى في لحظات معدودة، وقت أن علم ماذا قال المدير الفني للتو وإدراكه أنه لا فوز يمكنه معالجة جرح مفتوح، وأن هناك اختلافا مع المدرب الإسباني والكرة الآن في ملعبه ليقرر – أي موراتي – هل سيعيد الأمور إلى نصابها أم سيترك الأحوال تتدهور حتى لا يكون هناك شيء يمكن فعله. إنها فرضية احتلت حيزا يوم أول من أمس، لأنه كان قد كتب منذ فترة أن يوم أول من أمس حتى لن يكون فرحة حتى النهاية.

في الملعب، عانق موراتي بينيتيز، ويقول عن ذلك: «لأن في هذا الفوز كانت بصمته موجودة، فقد أدار الفريق جيدا جدا، خططيا أيضا، ولم يسمح للاعبي الخصم بالركض». لكنه أهدى فرحته العارمة للاعبين، وتابع: «لقد لعبوا بشخصية وقوة وحسم، وقاموا بالكثير حتى يعودوا بهذا الفوز المهم لمسيرتهم ولتاريخ الإنتر، والآن يحتفلون كالمجانين».

لاعبوه الذين، بوضعهم الكأس بين يديه، أشعروه بأنه رئيس قد أنهى حقبة لتوه، وهي بطولة أخرى كبيرة كي يضع كل شيء في مكانه بصفة نهائية ويرفع عينيه إلى السماء ويشعر حقا أنه ابن وخليفة لأبيه. ويستأنف رئيس النادي قائلا: «لا تقولوا أني هزمته، لأن هذا مستحيل، فأبي فاز بهذه الكأس مرتين متتاليتين، يمكننا محاولة القيام بذلك لكن بالطبع لم أهزمه».

كم هي طويلة 45 عاما، مرت وهو يحلم بربع تلك الكأس، مثلما فعل أبوه في 15 سبتمبر (أيلول) 1965 في أفيلانيدا، باستاد «لا دوبل فزيرا»، ملعب فريق إندبندينتي الأرجنتيني بطل أميركا الجنوبية حينها؟ كان جحيما من الجماهير المختلفة عن جماهير مساء أول من أمس، لكنها نفس الفرحة الكبيرة في النهاية، فماسيمو كان إلى جوار أنجيلو حينها، ويوم أول من أمس كان إلى جواره الابن أنجيلوماريو، لأنه في الإنتر هي مسألة عائلة دائما. بطل العالم باسم الأب، ماسيمو لم يكن يريد شيئا آخر، وكان يريد هذا اللقب أكثر من بينيتيز، وأكثر من اللاعبين، وأكثر من أي شخص يعيش من أجل الإنتر، فقد طلب البطولة التي كانت تسمى كأس الإنتركونتننتال في الماضي لأن فرصا بعينها تعود مرة واحدة ومن يعرف متى تتكرر بعدها، ومشاعر بعينها أيضا. إنها مشاعر قديمة كي يشعر بشبابه مجددا، فقد صرح موراتي في الأيام الماضية: «لكننا الآن نبدأ من أول السطر، فهذه نهاية لحظة عظيمة، الفوز كان أساسيا، ونحتفل، لكننا نرى هذا الانتصار مهما جدا لمواجهة قوة باقي الدوري المحلي. سيكون رهانا جميلا الصعود على السلم مجددا من أجل استعادة النقاط التي تفصلنا عن الميلان».

هل سيحاول بينيتيز ذلك؟ للقيام بذلك، طلب المدير الفني الدعم الكامل وطلب إبرام صفقات في فترة الانتقالات الشتوية. موراتي على علم ببوح المدرب الساخن، لكن رده كان جامدا، فقد قال: «فترة الانتقالات؟ سنرى ذلك فيما بعد، أعتقد وأتمنى ذلك، لكن هذه ليست اللحظة المناسبة لطلب أشياء بعينها أو الحديث في أمور معينة». موراتي وبينيتيز سيتحدثان معا لكن ربما في وقت متأخر جدا، لأن هذه قصة حب لم يولد قط وشعور مجهد للمدير الفني ليس فقط مع رئيس النادي لكن مع الفريق أيضا، كما أن مشكلتي ماتيراتزي وستانكوفيتش كانتا أول من أمس شقوقا أخرى رآها رئيس النادي تنفتح. لأن 10 أيام من شهر عسل، بحثا عن الاستقرار للفوز بهذا المونديال، لم تمح الأسباب التي قد تقود الطرفين إلى الانفصال. كما أن الصعود إلى قمة العالم لا تكفي من أجل عودة الأمور إلى طبيعتها والبدء مجددا كأن شيئا لم يحدث، فبالنسبة لبينيتيز يعد هذا فوزا، لكن لموراتي أيضا، وأي منهما لا يبدو مستعدا للنسيان.