إعلامي مصري يعتذر عن قراءة «نكتة خارجة» في برنامجه الرياضي

ارتفاع نسبة التجاوزات في الإعلام الرياضي لقلة التدريب

TT

اعتذر إعلامي مصري للمشاهدين عن تجاوزه اللياقة الواجبة، وذلك بأن قرأ «دعابة» وردته على البريد الإلكتروني لبرنامجه، فيها خروج عن الآداب العامة على الهواء مباشرة مساء الاثنين الماضي.. وأحال وزير الإعلام المصري الحلقة إلى لجنة تقييم الأداء الإعلامي للتحقيق فيها واتخاذ عقوبة بشأنها، قد تصل إلى الإيقاف الجزئي أو التام للبرنامج.

وقال الإعلامي الرياضي، مدحت شلبي، في حلقة برنامجه «مساء الأنوار»، الذي تذيعه قناة «مودرن سبورت» الرياضية الفضائية، الليلة قبل الماضية «أرجو أن تتقبلوا اعتذاري عن هذه النكتة». وبرر فعلته بأن «النكتة كانت غامضة وبها طلاسم وأنه قرأها بحسن نية دون التنبه لما فيها من تلميحات غير مهذبة»، مؤكدا أنه لو كان تنبه لمعاني هذه النكتة فإنه كان سيتجاهلها ولما كان قرأها، وأنه حتى بعد قراءتها لم يفطن إلى ما بها من مخالفة.

وأشار إلى أن مسؤولي القناة اجتمعوا به ووجهوا له لفت نظر بسبب تلك الواقعة، مؤكدا أنه تقبل لفت النظر هذا بصدر رحب، وأبدى قبوله لإحالة الحلقة إلى لجنة تقييم الأداء الإعلامي وتقبله لما سيصدر عنها من قرارات.

واعتبر أنس الفقي، وزير الإعلام المصري، أن النكتة التي قالها شلبي في حلقة برنامجه بها «تجاوز باللفظ والإيحاء في عبارات خارجة تعد خدشا للحياء العام، وتجاوزا مهنيا يتنافى مع قواعد وأخلاقيات المهنة وإساءة للرسالة الإعلامية والقناة ذاتها»، بحسب قرار الوزير. وناشد الفقي القائمين على القنوات الفضائية المصرية أن يمارسوا أدوارهم في الرقابة الذاتية، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على الأخلاقيات، وعدم خدش الحياء العام.. وشدد على أن أية تجاوزات تفتقد اللياقة أو المهنية «تعد نوعا من العبث لا ينبغي السكوت عنه».

من جانبه، أقر الدكتور فاروق أبو زيد رئيس لجنة تقييم الأداء الإعلامي بارتفاع نسبة التجاوزات في الإعلام الرياضي، مرجعا سبب تلك الظاهرة إلى تولي عدد من الأشخاص غير المؤهلين إعلاميا تقديم تلك البرامج.

وقال أبو زيد لـ«الشرق الأوسط»: «أصبح شيئا عاديا أن يتجه أي لاعب فور اعتزاله لتقديم البرامج الرياضية دون أن يكون مؤهلا لذلك من الناحية الإعلامية أو الأخلاقية أو المهنية». وطالب أبو زيد بإنشاء مدونة أخلاقية للإعلاميين الرياضيين، تضع ميثاق شرف للإعلام الرياضي لحمايته من أن يتحول لساحة للتجاوزات أو تصفية الحسابات.

ودعا لإخضاع مقدمي البرامج الرياضية لدورات تدريبية مكثفة قبل بدء عملهم، لضمان وجود حد أدنى من المهنية لديهم، وقال «في كل التجاوزات التي أحيلت إلى اللجنة اتخذنا عقوبات صارمة بحق المخالفين، وفي حالة تكرار المخالفات سنشدد العقوبة التي قد تصل إلى غلق القناة وسحب ترخيصها».

وحذر من خطورة ترك الساحة الإعلامية الرياضية دون قيود مهنية، وقال «خطورة البرامج الرياضية أنها تخاطب الشباب الذين ينظرون للنجوم الذين يقدمون تلك البرامج على أنهم قدوة، فإذا كانت القدوة غير صالحة سيفسد الشباب»، مضيفا «القنوات التي تذيع تلك البرامج فضائية أي أن كل العالم يشاهدها، ولها نسبة مشاهدة عالية، وبالتالي فإن الأمر به تشويه لصورة مصر في الخارج».

وطالب أبو زيد بضبط المجال الإعلامي. وقال «هناك عدة مجالات في الإعلام تحتاج إلى مواثيق مهنية وشرفية منها الإعلام الرياضي والاقتصادي، وتغطية الجرائم والحوادث، ونأمل أن نبدأ في تطبيق ذلك الأمر في مصر».