مصريون يستغلون «فيس بوك» في التسوق

أضافوا أنشطة البيع والشراء إلى موقع التواصل الاجتماعي

إحدى صفحات «فيس بوك» وتبدو فيها عينات مما هو معروض للبيع («الشرق الأوسط»)
TT

استغل مستخدمو الموقع الاجتماعي الشهير «فيس بوك» في مصر، ما يتيحه من إمكانات للتواصل ورواجه بين مختلف القطاعات، فحولوه إلى سوق لعرض بضائعهم أو منتجاتهم، سواء كانت ملابس أو أطعمة أو حتى حيوانات أليفة.. حتى إنه صار أحد طرق زيادة الدخل لكثير من الناس، خاصة السيدات والفتيات غير العاملات.

واستغل هؤلاء شعبية الموقع لإنشاء مجموعات خاصة بهم، يعرضون من خلالها صور منتجاتهم وأسعارها، وتوالي إعلام الأعضاء بأحدث الأخبار عن المنتجات الجديدة والتخفيضات والعروض الخاصة التي يقدمونها.. لتوفر للأعضاء اختيار ما يريدونه، مما يعفيهم من عناء التجول بين المتاجر.

كما أن التسوق عبر مجموعات الـ«فيس بوك» يمتاز بكونه لا يتطلب أن يكون لديك كروت ائتمان أو رصيد في البنك، ولكن يكفي اختيار المنتج المطلوب، وإرسال رسالة إلى منظم المجموعة، لكي يقوم بعدها بإرسال المنتج المطلوب مع مندوب حتى المنزل وتحصيل الثمن.

هبة مغازي، صاحبة إحدى المجموعات المتخصصة في بيع الملابس على «فيس بوك»، تحكي عن تجربتها فتقول: «فكرت في إنشاء (غروب) لبيع الملابس على (فيس بوك) من أجل شغل وقت فراغي.. فرغم أنني كنت أعمل موظفة بإحدى الشركات صباحا، فإنني كنت أعاني من فراغ كبير في فترة المساء.. لذا فكرت في استيراد أحدث موديلات الملابس من الخارج، وأسست الـ(غروب) لأقوم ببيعها من خلاله».

الفكرة بدأت مع هبة كوسيلة للتسلية وقتل الوقت، إلا أنها نجحت ولاقت إقبالا كبيرا، حيث وصل عدد أعضاء الـ«غروب» إلى 5 آلاف عضو. وهو الأمر الذي دفعها لترك عملها والتفرغ لإدارة مشروعها الجديد من المنزل، وهو ما علقت عليه قائلة: «العمل من خلال المنزل أفضل كثيرا، لأنه وفر لي وقتا أكبر لمراعاة بيتي والاهتمام بزوجي وأولادي».

ولكن بيع الملابس عن طريق «فيس بوك» به مجازفة كبيرة، فالبعض قد تعجبه صورة قطعة ملابس، ولكن عند تجربتها قد لا تناسبه.. لذا تشترط بعض المجموعات تحصيل جزء من الثمن كعربون لتفادي هذه المشكلات، إلا أن هبة ترفض هذا الأمر فتقول: «المجازفة ليست في البيع من خلال فيس بوك، وإنما في العمل في مجال الملابس في حد ذاته، فشكل قطعة الملابس على الجسد قد يختلف تماما عن شكلها في الصور.. لذا أرفض الحصول على عربون من زبائني لأنني لا أستطيع أن أفرض عليهم أخذ قطعة ملابس غير مناسبة لهم.. فبعض زبائني يتركون قطع الملابس بعد شرائها لأنها غير ملائمة لهم، وهذا الأمر لا يضايقني لأنه بالتأكيد هناك زبونة أخرى ستلائمها هذه القطعة».

وتتابع: «المشكلة الحقيقية التي تواجهني هي المعاكسات الهاتفية، لأن رقم هاتفي موجود على الـ(غروب) لتلقي طلبات الأعضاء، وبالتالي فهو متاح لأي شخص».

استطاع «فيس بوك» أيضا أن يوفر لأصحاب المواهب والمهارات الفنية والإبداعات اليدوية مكانا لعرض فنهم والتسويق لمنتجاتهم، ومنهم نسرين حجاج، صاحبة إحدى المجموعات المتخصصة في بيع الحلي الفضية، التي تقول: «عملت كمصممة غرافيك لفترة، ولكن بعد أن تزوجت وأنجبت تركت العمل وجلست في المنزل، ثم حضرت إحدى دورات تصميم الحلي مصادفة، ولاقت التصميمات التي نفذتها قبولا، فاقترح بعض المقربين أن أستمر في هذا النشاط، وأن أوسع من مجال الدعاية عبر (فيس بوك).. ومن وقتها والمجموعة تحقق نجاحا، حيث وصل عدد أعضائها إلى 2800 عضو».

وعلى الرغم من النجاح الذي حققته نسرين، فإنها فكرت في إلغاء المجموعة لأكثر من مرة، فتروي: «الـ(غروب) سبب لي الكثير من المشكلات، حيث تتم سرقة تصميماتي من بعض (الغروبات) الأخرى.. ومشكلة أخرى هي عدم جدية بعض الأشخاص، حيث يطلبون بعض التصميمات وعندما أنتهي من تنفيذها وأكلمهم لتسلمها يتهربون مني، لذا قررت أن آخذ مقدما ماليا قبل البدء في تنفيذ أي طلب».

نشاط آخر يجد صدى طيبا، وهو إعداد الطعام بمختلف أشكاله وبيعه من خلال المجموعات، ومن أشهر رواده هند غنام، التي تقول: «أحب المطبخ جدا، وأقوم بصناعة تورتات بأشكال مبتكرة لأسرتي وأصدقائي، ولكن لم يخطر ببالي مطلقا أن أقوم ببيعها. ولكن صديقاتي شجعنني وبدأن في التسويق لي، واقترح زوجي فكرة إنشاء (غروب) على (فيس بوك)، لأنه موقع واسع الانتشار. وكنت خائفة في البداية، ولكني وجدت إقبالا وتعليقات مشجعة من أعضاء الـ(غروب) الذين وصل عددهم إلى 5 آلاف وخمسمائة عضو».

وتشير هند إلى أن زوجها سعيد لأنها تعمل من المنزل، مما يمكنها من مراعاة بيتها وأولادها وعدم التقصير في واجباتها.

وعن رأي أعضاء «فيس بوك» في التسوق من خلال «الغروبات»، تقول منة حاتم «هناك أشياء محدودة يمكن شراؤها من خلال (فيس بوك) مثل الإكسسوارات والشنط، وهي الأشياء التي لا تحتاج إلى قياس». وتضيف: «مشكلة التسوق الإلكتروني أنه في بعض الأحيان تكون جودة الأشياء مختلفة عن الصورة الموجودة على الإنترنت، لذا فأنا أفضل أن أتابع غروبات المحلات التجارية، ثم أنزل وأشتري من المحل».

في حين أكدت نادية مؤمن سعادتها من التسوق عبر «فيس بوك»، فتحكي: «قمت بشراء عدة أشياء من على (فيس بوك) من أكثر من (غروب)، حيث قمت بشراء إكسسوارات فضية ومفرش ونظارة شمس، وكانت كلها مطابقة تماما للصور التي شاهدتها».

وترجع نادية اضطرارها للشراء عن طريق الـ«فيس بوك» إلى ضيق الوقت، فهي لا تملك وقتا للنزول والتسوق في المحلات، لذا تقوم بالتسوق الإلكتروني، وتدلل على رأيها قائلة: «عندما قررت الزواج، اخترت أكثر من تصميم لفستان الزفاف من على إحدى المجموعات في (فيس بوك)، ثم ذهبت إلى المتجر نفسه، وقمت بتجربة الفساتين واختيار المناسب لي، مما وفر عليّ الكثير من الوقت الذي يضيع في التجول من أجل الانتقاء».