ميزانية

علي المزيد

TT

أسرنا العربية تتميز بأنها تصرف بالبركة ودون تخطيط، لذلك قل أن تجد أسرة عربية لديها ميزانية وإن وجدت الميزانية فستجدها كثيرا ما تخرق. وتخرق تارة بدعوى الظروف وتارة لقوة سلطات الزوجة التي تكثر تكرير المطالبات حتى تصل لما تريد أو بسبب ديكتاتورية الزوج الذي يصرف أحيانا على نزواته ويريد ألا تعلم الأسرة عنه شيئا، لذلك يخلط كل أوراق الميزانية. يأتي بعد ذلك دور الابن الذي ليس له سلطات على الميزانية فيلجأ للسرقة عبر مجموعة طرق، أولها الكذب فتجده يقول لأهله ضاع مصروفي ليأخذ مصروفا بدلا عنه وهو يكذب. وتتعدد طرق السرقة، منها بيع بعض موجودات البيت أو إضافة سعر إضافي لمشتريات البيت وبعض الأبناء يعللها بأنها أتعاب أو كمسيون لذلك تجد الميزانية تنهب قبل أن يبدأ صرفها على الأوجه المخصصة لها.

لذلك يلجأ رب الأسرة للفرار من هذا المأزق لما يعرف بالميزانية الذهنية، أي غير المكتوبة وهي ميزانية غير منضبطة لأنها في ميزانية غير مكتوبة وبنودها غير واضحة.

لذلك تقول الدكتورة منيرة الضحيان وكيلة كلية الاقتصاد المنزلي للتطوير والجودة الشاملة في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن وهي قد أعدت دراسة وافية حول ميزانية الأسرة وأنه يجب أن تكون بنود الصرف محددة ومكتوبة ويجب الالتزام بها وتكون المناقلات في أضيق الحدود.

وتشير الدكتورة الضحيان إلى أن الأسر العربية تخرق بنود الميزانية ولا تلتزم ببنودها، وتحمل المرأة مسؤولية كبيرة في خرق الميزانية لعدم مقاومتها رغبة الشراء، خاصة في أدوات الزينة والملابس. الغريب أن الأسر الغربية لديها انضباط شديد تجاه ميزانية الأسرة وإذا رغبت في السفر لجهة معينة من العالم تخطط له مسبقا وتبدأ بالتوفير مبكرا لجمع ميزانية السفر بعيدا عن الإضرار ببنود الميزانية. كما أن الأسرة الغربية تنفق على تعليم الأبناء وتخصص له الأموال مهما بلغت تكاليفه، عكس الأسرة العربية التي تنفق على الاستهلاك أكثر من التعليم والمشاريع الجادة، لكن يا ترى هل حكوماتنا أرشد من مجتمعاتنا؟.

* كاتب اقتصادي