عراقي يقتل ابنته بعد أن اكتشف تجنيدها من «القاعدة» ونيتها تنفيذ هجوم انتحاري

مسلحون يفجرون منزلين أحدهما لقيادي في «جيش المهدي».. ومقتل شرطيين في كمين

TT

قالت الشرطة العراقية: إن رجلا، من سكان ناحية مندلي، شمال شرقي بغداد، أقدم على قتل ابنته خنقا، بعد أن ورد اسمها في اعترافات أحد عناصر تنظيم القاعدة في محافظة ديالى، التي جاء فيها أن الفتاة، تدعى شهلاء محمد نجم العنبكي (19 عاما)، جهزت من قبل التنظيم لتفجر نفسها، وأنها ستعمل خلال الأيام القلائل المقبلة على تنفيذ مهمتها.

وتشير التحقيقات الأولية إلى أن والد شهلاء خشي من افتضاح أمر انتماء ابنته إلى تنظيم القاعدة، مما دفعه إلى قتلها ثم حاول إخفاء معالم جريمته، وذلك بتقطيع جثة ابنته المراهقة إلى عدة أجزاء ليقوم بعدها بدفنها في ساقية مياه تقع خلف منزله.

وبحسب التحقيقات فإن لوالد شهلاء، المدعو محمد نجم، وهو من عشيرة العنبكي ذات الغالبية الشيعية في ناحية مندلي، 70 كم شمال شرقي مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، وهي من النواحي التي تضم خليطا من الشيعة والسنة «سوابق إجرامية؛ إذ أقدم قبل أعوام عدة على قتل شقيقته بدعوى غسل العار».

وقال قائد شرطة ديالى، اللواء عبد الحسين الشمري لـ«الشرق الأوسط»: «إن قيادة عمليات ديالى تحركت بالفعل لإلقاء القبض على شهلاء بعد الاعترافات التي أدلى بها أحد عناصر تنظيم القاعدة وأنها قد تفجر نفسها خلال أيام، إلا أنهم لم يجدوها في محل سكنها؛ لذلك قاموا باعتقال والدها». وأضاف أنه «بعد التعمق في التحقيق معه اعترف بقتلها بباعث غسل العار، إلا أن ذلك لم يقنع المحققين؛ لذلك تمت مواجهته بحقيقة ابنته وأنها أحد عناصر تنظيم القاعدة، ليعترف بعدها بأنه قتلها بسبب انتمائها للتنظيم».

ويعتقد اللواء الشمري أن والد شهلاء ربما قام بقتل ابنته بعد أن علم، بطريقة أو بأخرى، أن اسم ابنته ورد في اعترافات أحد عناصر تنظيم القاعدة، أو أن يكون قد خشي من افتضاح أمر ابنته من خلال إلقاء القبض عليها لعلمه بانتمائها لتنظيم القاعدة، خاصة بعد أن قامت عمليات ديالى قبل أسبوعين باعتقال 4 انتحاريات إحداهن كانت معدة للتفجير. وبين الشمري أن «التحقيقات ما زالت أولية ومن الصعب التكهن بهذه الأمور حاليا». وبحسب وكالة «أسوشييتد برس» فإن والد شهلاء ما زال رهن الاعتقال، بيد أن السلطات لم توجه له أي تهمة بعد.

وبرزت عمليات تجنيد النساء ضمن تنظيم القاعدة في محافظة ديالى، وكانت الحكومة العراقية والقوات الأميركية قد عمدت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008 إلى محاربة ظهور النساء الانتحاريات من خلال تأسيس تشكيلة أمنية نسوية أطلق عليها اسم (بنات العراق)، وكانت حينها محاولة لمحاربة ظاهرة انتشار العمليات الانتحارية المنفذة من قبل خلايا نسوية جندت من قبل تنظيم القاعدة. وتصنف محافظة ديالى حتى الآن ضمن المحافظات الساخنة، خاصة أنها تعتبر إحدى كبريات قواعد تنظيم القاعدة في العراق.. يأتي ذلك على الرغم من تنفيذ الكثير من العمليات العسكرية في المحافظة خلال الأعوام الأربعة الماضية.

إلى ذلك، أعلنت الشرطة العراقية مقتل 5 أشخاص بينهم 3 أطفال وجرح 4 آخرين بينهم طفلان في تفجير منزلين في القرية العصرية الواقعة على بعد 50 كم جنوب بغداد.

وقال مسؤول في شرطة الحلة لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن امرأة ورجلا و3 أطفال أحدهم لا يتجاوز عمره عاما واحدا قتلوا في تفجير منزلين في القرية العصرية». وأضاف أن «امرأة أخرى وشابا وطفلين أصيبوا بجروح إثر التفجيرين»، مشيرا إلى أن «التفجير الأول وقع عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل (20.00 تغ)، والثاني عند الخامسة (2.00 تغ) فجر الجمعة (أمس)». وأكد أن «المسلحين زرعوا عبوات ناسفة حول المنازل، مما أدى إلى انهيارها انهيارا شبه كامل على ساكنيها».

وتتبع القرية العصرية، التي يسكنها خليط من السنة والشيعة لناحية الإسكندرية، الواقعة ضمن ما يسمى سابقا مثلث الموت؛ لكثرة الهجمات التي شهدها.

وذكرت مصادر أخرى أن الهدف كان منزل قيادي في ميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين مقتدى الصدر.

وفي سامراء، شمال بغداد، أعلنت الشرطة العراقية مقتل اثنين من عناصرها في كمين نصبه مسلحون صباح أمس، وقال مصدر أمني: «إن مسلحين مجهولين اعترضوا دورية للشرطة الاتحادية تقل شخصين في حي القادسية شمال شرقي (سامراء) وأطلقوا النار على الشرطة وأردوهما قتيلين». وأضاف أن «المسلحين أقدموا على حرق العربة واحترقت جثة أحد العنصرين بداخلها». ووقع الحادث عند الساعة 8.30 (5.30 تغ) ونقل الضحايا إلى المستشفى.

وفي الكوت (170 كم جنوب شرقي بغداد)، أكد مصدر في الشرطة أن «مسلحا أصيب بجروح بليغة أثناء صناعته عبوة ناسفة داخل منزله في منطقة الفلاحيات». وأوضح أن «الانفجار أدى إلى بتر كفيه ونقل إثرها للمستشفى». وأضاف المصدر نفسه أن «التحقيقات ما زالت جارية لمعرفة الجهة التي ينتمي إليها».