أوباما يتحضر لإعلان تعديلات واسعة في إدارته مطلع العام المقبل

أجرى استشارات موسعة مع كلينتون ومستشاريه السابقين.. وديفيد بلوف يعود إلى البيت الأبيض وغيبس قد يغادر

TT

يتحضر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى إجراء أكبر تعديلات على إدارته منذ دخوله البيت الأبيض، في محاولة لتقوية فريقه السياسي تحضيرا لانتخابات الرئاسية المقبلة، بحسب ما قالت صحيفة الـ«واشنطن بوست»، أمس. وقالت الصحيفة إنه يبحث، خلال عطلته التي بدأها قبل أيام في هاواي مع عائلته، التعديلات التي سيجريها، وإنه سيعلن عنها في أوائل أيام يناير (كانون الثاني) المقبل. وعلى أعلى سلم الأولويات، إعادة تشكيل فريقه من المستشارين الاقتصاديين، عبر تسمية رئيس جديد لمجلس الاقتصاد القومي. وأشارت الصحيفة إلى أن جين سبيرلينغ، وهو مستشار لوزير المالية، وكان قد تسلم المنصب في إدارة بيل كلينتون، هو من بين الأسماء النهائية الذي قد يحظى بالمنصب الذي يشغله حاليات لورانس سامرز. وأشارت الـ«واشنطن بوست» إلى أن روجيه آلتمان، مصرفي في الاستثمارات في «وول ستريت»، يتنافس أيضا على المنصب، وهو أيضا خدم في إدارة كلينتون.

وذكرت الصحيفة أنه مع سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب في 5 يناير، لينهوا بذلك 4 سنوات من سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس، فإن مقاربة للسياسات ستتغير في الكثير من المجالات. وأشارت إلى أن البيت الأبيض يوظف عددا أكبر من المحامين لكي يتولوا تحقيقات محتملة يفرضها الكونغرس الجديد. وقال ديفيد اكسلرويد، أحد كبار مستشاري الذي سيغادر منصبه العام المقبل: «لن نشهد تغييرات على جميع الأصعدة، ولكن ستكون هناك تغييرات كبيرة. وأعتقد أن هذا أمر مرغوب فيه». وأضاف: «الأمر يشبه الفقاعة.. من المفيد جلب أشخاص جدد بنفس جديد».

والتغيير الأول الكبير في البيت الأبيض سيكون عودة ديفيد بلوف الذي أدار حملة انتخابية، ليحل مكان اكسلرويد. وكان بلوف يعتبر خلال العامين الماضيين من أقرب المقربين الموثوق فيهم للرئيس، ولكنه لم يكن يحظى بأي منصب رسمي. وسيغادر أيضا نائب كبير الموظفين في البيت الأبيض، جيم مسينا، لكي يدير الحملة الانتخابية الرئاسية المقبلة في شيكاغو. ورحليه، إلى جانب عدد آخر من الموظفين في البيت الأبيض، خلق وظائف جديدة لعدد من المستشارين المقربين من الرئيس.

وقالت الـ«واشنطن بوست» إن المسؤولين في البيت الأبيض يعتقدون أن وزير الدفاع، روبرت غيتس، هو الوزير الوحيد الذي ينوي مغادرة منصبه العام المقبل، رغم أنه من الممكن أن يغادر وزير آخر. وأشارت الصحيفة إلى أن الكثير من المستشارين والمساعدين يبحثون في فرص عمل أخرى، من بينهم الناطق باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، الذي قد يصبح إما مستشارا خاصا للرئيس، أو يعمل خارج البيت الأبيض في الدفاع عنه في تصريحات تلفزيونية وبدء رسم خطوط المعركة للانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2012. وذكرت الصحيفة أن أبرز المرشحين للحلول مكانه كناطق باسم البيت الأبيض، هو جي كارني، ناطق باسم نائب الرئيس جو بايدن، أو بيل بورتن، نائب الناطق الرسمي.

وكان الرئيس أوباما قد خطط لإجراء تعديلات على إدارته قبل شهرين من إجراء الانتخابات التمهيدية الأخيرة التي فاز فيها الجمهوريون، حتى قبل أن يعرف مستوى خسارة حزبه. إلا أن المهمة توسعت بعد الفوز الساحق للجمهوريين. وذكرت الـ«واشنطن بوست» أنه شعر بالاستياء من البيروقراطية في الإدارة، بحسب ما قاله مساعدوه، وطلب من فريق يعمل على التعديلات وضع توصيات لكيفية تحسين التواصل الداخلي وتفعيله. وقد تم تسليم عدد من التوصيات قبل أن يغادر مع عائلته إلى هاواي في إجازة. وقالت الصحيفة إنه ناقش بشكل مطول مع الرئيس السابق بيل كلينتون، الفرص المتاحة والصعوبات، في لقاء مطول جمعهما خلال الشهر الحالي. كما أجرى مشاورات خاصة مع ليون بانيتا، مدير الـ«سي آي إيه» الذي كان كبير موظفي كلينتون، ومع جون باديستا، وهو أيضا شغل منصب كبير موظفي كلينتون، بالإضافة إلى كينيث دابرشتاين، كبير الموظفين السابق للرئيس رونالد ريغان.