الزهار: حماس ملتزمة بالتهدئة مع إسرائيل

وسط توتر في غزة بسبب إطلاق صواريخ

متظاهرون ضد جدار الفصل في قرية الولجة قرب بيت لحم، يساعدون شابا من اجل رفع العلم على الجدار امس (إ ب أ)
TT

أكد محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس أمس «التزام» حركته والفصائل الفلسطينية الأخرى بالتهدئة مع إسرائيل في ظل تصاعد التوتر في الأيام الأخيرة مع سقوط صواريخ فلسطينية جنوب إسرائيل وشن غارات إسرائيلية في قطاع غزة.

وأكدت مصادر طبية فلسطينية إصابة مزارع فلسطيني أمس بجروح متوسطة برصاص الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة. ويأتي ذلك غداة مقتل فلسطيني وجرح ثلاثة آخرين أول من أمس بينهم فتى في الرابعة عشرة من العمر أصيب في الرأس برصاص إسرائيلي في المنطقة عينها.

وقال الزهار خلال مسيرة في مدينة خان يونس جنوب القطاع: «إننا ومن واقع القوة وبحجم التضحيات التي قدمناها نعلن في هذه المرحلة التزامنا بالتهدئة بيننا وبين الاحتلال».

وتابع مخاطبا الإسرائيليين: «ملتزمون بالتهدئة ما التزمتم بها إذا أوقفتم الاجتياح إذا أوقفتم الاغتيالات لأي فرد من فلسطين. ملتزمون بها ما التزمتم برفح الحصار ملتزمون بضبط النفس هذا هو اتفاقنا مع فصائل المقاومة».

وأضاف: «نقول بوضوح إن التهدئة ليست دليل ضعف وإنما دليل قوة نحن ملتزمون بها ما التزم العدو الإسرائيلي».

وتصاعد التوتر بين قطاع غزة وإسرائيل نتيجة تكثف إطلاق القذائف والصواريخ من القطاع على إسرائيل في الأيام الماضية وسلسلة الغارات التي نفذتها إسرائيل ردا عليها.

وأبدى رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال غابي اشكينازي الثلاثاء قلقه إزاء «التوتر» الذي يتسبب به تكثف إطلاق الصواريخ.

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي الأربعاء الماضي أن الجيش سيبدأ بحماية دباباته المنتشرة في محيط قطاع غزة بواسطة نظام مضاد للصواريخ.

وجرى اتخاذ هذا التدبير بعد إطلاق الفلسطينيين للمرة الأولى صاروخا روسي الصنع من نوع كورنت قبل أسبوعين على دبابة إسرائيلية من نوع «مركافا 3» كانت تشارك في دورية في محيط غزة حسب وسائل الإعلام.

وتقدمت إسرائيل الأربعاء الماضي بشكوى لدى الأمم المتحدة بعد تزايد إطلاق الصواريخ والقذائف من قطاع غزة على جنوب إسرائيل في الأيام الأخيرة.

وأعلن المتحدث باسم حكومة حماس المقالة في غزة طاهر النونو أول من أمس أن حكومته أرسلت «شكوى خطية إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول التصعيد الإسرائيلي والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني خصوصا في قطاع غزة».

من جهته أدان المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط الأربعاء الماضي في بيان «إطلاق مجموعات ناشطة في غزة قذائف هاون وصواريخ على إسرائيل والتي تكثفت في الأيام الأخيرة».

وأضاف روبرت سيري أن «هذه الهجمات انتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني».

وقال إن «لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها بموجب القانون الدولي».

واستنكر طاهر النونو المتحدث باسم حكومة حماس هذه التصريحات وطالب الأمم المتحدة «بتصريح واضح إن كانت تصريحات سيري تمثلها أو لا» داعيا إياها أيضا إلى «تصحيح هذا الموقف الذي أطلقه سيري واحترام حقوق الشعب الفلسطيني».

وندد المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري في بيان بمقتل فلسطيني وإصابة ثلاثة بجروح داعيا إسرائيل إلى أكبر قدر من ضبط النفس.

وقال سيري: «أشعر بالحزن لاستمرار الحوادث في غزة والأسف لمقتل مدني فلسطيني أعزل على ما يبدو وجرح آخرين برصاص إسرائيلي».

وأضاف: «أدعو إلى أقصى حد من ضبط النفس الإسرائيلي وحماية المدنيين وأكرر دعوتي إلى الهدوء وإنهاء العنف من أجل تخفيف التصعيد الذي تقول كل الإطراف إنها تريده».

ومنذ الحرب التي شنتها إسرائيل قبل عامين على قطاع غزة بهدف معلن هو وقف إطلاق صواريخ من القطاع انخفض عدد هذه الصواريخ التي تطلق باتجاه إسرائيل بشكل ملحوظ. لكن مع ذلك تم إطلاق أكثر من مائتي صاروخ وقذيفة هاون باتجاه إسرائيل منذ مطلع عام 2010 بحسب الدولة العبرية. وقد أدت إلى مقتل شخص واحد هو مزارع تايلاندي.

وتمارس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ يناير (كانون الثاني) 2009 هدنة عسكرية بحكم الأمر الواقع. إلا أن هذا لا يمنع بعض الجماعات المسلحة الأكثر تشددا من إطلاق صواريخ وقذائف بشكل مستمر.

وبشأن المفاوضات الجارية بصورة غير مباشرة لمبادلة آلاف المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مع الجندي جلعاد شاليط المحتجز منذ 2006 في قطاع غزة قال الزهار: «إذا كانت هناك نية لأي طرف بصفقة تبادل فليعلم أننا نبادل ليس من أجل العدو إنما من أجل أبنائنا وبناتنا! إن من يقرر في صفقة التبادل ليس الحكومة الإسرائيلية إنما ما نريده نحن ونتفق عليه».