«تراحم جدة» تستجيب لاستغاثة أم وتتدخل لإنقاذ شاب سعودي من السجن

أطلقت سراح 12 سجينا وأهلت 830 نزيلة

TT

تجاوبت لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم في جدة (تراحم) مع استغاثة أم مكلومة وتدخلت لإنقاذ ابنها الفقير من السجن، حيث تكفلت بسداد التلفيات الناجمة عن حادث تصادم سيارتين أمام المحكمة العامة في جدة، ضمن الدور الوقائي الذي تقوم به لمنع بعض المخطئين من الحصول على لقب (سجين).

بدأت القصة عندما تسبب الزحام في شوارع جدة في وقوع حادث تصادم داخل أحد الميادين العامة، وأدان تقرير المرور شابا من أسرة متواضعة بعد أن تسبب في تلفيات في السيارة الأخرى، ولم يتمكن الشاب نفسه من دفع المبلغ الذي قدرته إدارة المرور عليه بـ3075 ريالا، الأمر الذي دفعها إلى إيداعه التوقيف.

وتدخلت «تراحم جدة» بعد إحالة قضية الشاب إلى المحكمة العامة بجدة، واستجابت لدموع واستغاثة والدته التي لجأت إلى مقر لجنة رعاية السجناء بجدة، طالبة المساعدة وقامت اللجنة على وجه الاستعجال بدراسة وضع الأسرة المادي والاجتماعي، ثم قامت لجنة رعاية السجناء بجدة بدفع المبلغ على وجه السرعة أمام المحكمة لفك قيد ابنها قبل أن يتم إيداعه السجن، انسجاما مع الدور الإنساني الذي تقوم به لمنع البعض من دخول السجن، خصوصا في القضايا التي لا يتعمد أصحابها ارتكابها وتخص أشخاصا بسطاء لا يستطيعون الوفاء بالتزاماتهم.

وكشف الدكتور عبد الله مرعي بن محفوظ، رئيس «تراحم جدة» عن أن السعادة غمرت الجميع بعد عودة الابتسامة إلى وجه الأم الحزينة عقب خروج ابنها من التوقيف وبعد حالة القلق النفسي التي مرت بها، خشية أن يتم تحويله إلى السجن، وأكد أن اللجنة بعد أن علمت بالأمر تدخلت على وجه السرعة لإنقاذ الشاب والحيلولة بينه وبين السجن، وأرسلت مندوبا لسداد المبلغ وإعادته إلى أسرته.

وشدد الدكتور عبد الله مرعي بن محفوظ على أن الدور الوقائي للجنة لا يقل أهمية عن الأدوار الأخرى التي تقوم بها لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم. وقال: «في الوقت الذي تتركز فيه أغلب برامجنا لتأهيل وتدريب السجناء وتوظيف أبنائهم، فإننا نرى أن منع دخول أحد الأشخاص إلى السجن يعتبر عملا كبيرا، إيمانا منا بأن وقف الضرر أفضل من وقوعه»، منوها بمساهمات رجال الأعمال لدعم برامج اللجنة.

ونوهت جواهر النهاري، رئيسة القسم النسائي في اللجنة الوطنية لرعاية السجناء وأسرهم بمحافظة جدة (تراحم) بالجهود الكبيرة التي بذلت على مدار العام الماضي والتي توجت بإطلاق 12 سجينا من سجناء الحقوق بعد تكفل اللجنة بسداد المبالغ المالية المستحقة عليهم، وكذلك سداد إيجارات السكن عن 28 أسرة من أسر السجناء، كما تم توفير سلال غذائية بالتعاون مع جمعيات خيرية لدعم عدد كبير من أسر السجناء بمواد عينية وإعانات مادية، إضافة إلى تقديم إعانات مادية مباشرة لأسر السجناء، وتأهيل 830 نزيلة عبر إخضاعهن لدورات متخصصة ومحاضرات مكثفة في علم النفس والاجتماع، والتكفل بإرسال 256 من أبناء وبنات السجناء إلى معاهد تدريبية في الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية والخياطة والتطريز بهدف مساعدتهم على إيجاد فرصة عمل شريفة والرفع من مستواهم الاقتصادي والاجتماعي.