كافاني وغارغانو ولافيتسي.. الطيبة والصرامة والدهاء في فريق نابولي

أحدهم يبعث على الهدوء والثاني يحمل الجسارة والثالث لا يتسامح

TT

ضعوهم واحدا إلى جانب الآخر لتنظروا في أعينهم، فسوف تجدون تنوعا كبيرا في نظرات لاعبي فريق نابولي المنحدرين من أميركا الجنوبية. فهناك طيبة ادينسون كافاني الذي يسجل أهدافا مهمة، مع صرامة والتر غارغانو، ودهاء ومكر إيزيكيل لافيتسي، ومن حول الثلاثة هؤلاء يتطور المشروع الفني للمدرب والتر ماتزاري، المدير الفني لفريق نابولي. إنه شيء غير عادي بالنسبة للمدرب المنحدر من نابولي والذي يمسك جيدا بفريقه في المركز الثاني لترتيب دوري الدرجة الأولى الإيطالي في انتظار مواجهة الإنتر المرتقبة على استاد سان سيرو، عند استئناف بطولة الدوري الإيطالي. إذن، هناك الكثير من أميركا الجنوبية في مستقبل فريق نابولي، ومن يونيو (حزيران) المقبل سيزداد عددهم بوصول فيدريكو فيرنانديز الذي اشترته إدارة النادي للتو من فريق استوديانتس الأرجنتيني. من جهة أخرى، يستند الفريق في الحاضر إلى 10 أهداف سجلها كافاني، وإلى تحركات غارغانو التي لا تصدق، وإلى فنيات لافيتسي الشريرة وغيرها.

الطيب: ظهر كافاني قويا بدنيا وملتزما من الناحية السلوكية، لكن نابولي شتته إلى حد ما في هذه الفترة، حيث يقول بعدما سيطرت عليه النجاحات التي حققها «سيكون لدي وقت لتخصيصه للصلاة». كما أن جماهير نابولي تعشقه، فما يعجبهم فيه هو الهدوء الذي يبعث به، علاوة على مواهبه كهداف والتي تحظى بإشادة الجميع. وصرح المهاجم الأوروغواياني قبل سفره إلى بلده لقضاء عطلة أعياد الميلاد «أمام فريق نابولي هذا فرصة إنجاز أشياء عظيمة وعلينا الإيمان بذلك».

الصارم: في أوروغواي هناك أيضا غارغانو الذي تزوج قبل ثلاثة أيام بميسكا هامسيك، شقيقة مارك نجم نابولي، والتي ولدت له ماتياس الذي أتم للتو 7 أشهر. تحركاته، أي غارغانو، وتلك الجسارة التي يجيد ضمانها للفريق جعلت منه أحد من لا بديل عنهم في تشكيلات ماتزاري. وعلى مستوى مهارات الكرة، فقد تحسن لاعب الوسط كثيرا، والذي لا يترك انطباعا على الجانب البدني (طوله متر و68 سم)، لكنه يعد مثالا يحتذى به لشخصيته.

الداهية: إذا تحدثنا كرويا، بالطبع يعد إيزيكيل لافيتسي من بين من يهزمون الخصم وشيئا آخر أيضا. مشاجرته مع أحد سائقي السيارات، مثلا، كلفته بلاغا، لكن في الملعب يجيد البوتشو أن يكون مدمرا، وعن طريق انطلاقاته العكسية غالبا ما تولد الجمل التهديفية للفريق. سجل إلى الآن خمسة أهداف، لكن بصمته توجد تقريبا في كل الأهداف التي سجلها رفاقه، وتعرض للإصابة أمام باليرمو مما اضطره للغياب عن المباراتين الأخيرتين لنابولي واللتين فاز بهما فريقه على أي حال. لكن غيابه يؤثر كثيرا على الجانب الخططي، بمعنى أن سرعته في الهجمات العكسية تعد أساسية من أجل مباغتة الخصم. لكن في لحظات بعينها، من المفترض أن يكون أكثر التزاما، داخل الملعب وخارجه، حيث يكون طرفا في أحداث تضر بصورته. لكن مدينة نابولي راضية عن كل ما يفعله من تصرفات شيطانية، لأنها اختارته معشوق الجماهير غير القابل للنقد. ومن بعد مارادونا، هو اللاعب الذي نجح في إسعاد جماهير نابولي.

جدير بالذكر أن المهاجم ادينسون كافاني( 23 عاما) كان قد لفت الأنظار إليه بينما كان لاعبا في فريق دانوبيو مونتيفيديو بأوروغواي، وبعدها بعامين انتقل إلى صفوف باليرمو، ومنذ الصيف الماضي وهو لاعب في فريق نابولي. ووصل مع منتخب أوروغواي إلى المركز الثالث في بطولة أميركا الجنوبية تحت 20 عاما، ومع المنتخب الأول لعب ست مباريات في كأس العالم الأخيرة بجنوب أفريقيا وسجل هدفا وحيدا. في المقابل لعب غارغانو (26 عاما) لفريقين فقط، فبعدما كان في صفوف دانوبيو مونتيفيديو من عام 2003 حتى 2007 وفاز بلقبي دوري محلي، انتقل إلى صفوف نابولي في صيف 2007. وبدأ مسيرته مع منتخب أوروغواي في 31 مايو (أيار) 2006، وشارك ثلاث مرات في المونديال الأخير.

بينما انطلق لافيتسي مع المنتخب الأرجنتيني في مباراة الأرجنتين × تشيلي في 18 أبريل (نيسان) 2007، وفي الصيف الماضي لم يتم إدراجه في قائمة الـ23 لاعبا الذين استدعاهم مارادونا للمشاركة في المونديال الأخير. وبعدما خطا خطواته الأولى في ناشئي فريق بوكا جونيورز الأرجنتيني، لفت الأنظار إليه مع فريق استوديانتس في العاصمة بيونس آيرس، ثم مع سان لورنسو، قبل أن ينتقل إلى نابولي في صيف عام 2007.