اليمن: اعتقال قيادي معارض بتهمة محاولة تخريب «خليجي 20» ودعم الانفصاليين

أحداث عنف في الضالع ولحج

TT

قالت وكالة الأنباء اليمنية، أمس، إن النيابة العامة استدعت محمد غالب أحمد، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني، على خلفية التصريحات التي أدلى بها من سمته أحد الخارجين عن القانون، وهو طاهر طماح حول «قيام أحزاب المشترك (المعارضة) بدفع عشرة ملايين ريال (50 ألف دولار) لتمويل عمليات تخريبية من أجل عرقلة إقامة فعاليات (خليجي 20) بواسطة محمد غالب أحمد».

واعتقلت السلطات اليمنية أمس القيادي في الحزب الاشتراكي، احد أبرز مكونات المعارضة البرلمانية، بتهمة دعم الحراك الجنوبي والسعي إلى تخريب بطولة كرة القدم لدول الخليج (خليجي 20). وقال عضو المكتب السياسي في الحزب الاشتراكي محمد غالب أحمد، عبر الهاتف، إنه اعتقل ويتم التحقيق معه حاليا من قبل النيابة الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب. وبحسب القيادي فإن التهمة الموجهة إليه تتعلق بتقديم دعم مالي للحراك الجنوبي المطالب بالانفصال بهدف تخريب بطولة الخليج لكرة القدم التي استضافتها محافظتا عدن وأبين الجنوبيتان الشهر الماضي.

والطماح من الناشطين المسلحين في الحراك الجنوبي بمحافظة لحج. وكانت المحكمة الجزائية المختصة في قضايا أمن الدولة في عدن (جنوب) حكمت في وقت سابق هذا الشهر على شاب مقرب من الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال بالإعدام بتهمة الضلوع في تفجير نادي الوحدة الرياضي في المدينة في 11 أكتوبر (تشرين الأول) مما أسفر عن ثلاثة قتلى وعزز المخاوف حول البطولة.

ومن جانبه استنكر الحزب الاشتراكي في اليمن بشدة جريمة اعتقال عضو مكتبه السياسي رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالحزب محمد غالب أحمد في سجن المباحث الجنائية بصنعاء، واعتبر مصدر مسؤول بالحزب إحالة القيادي الاشتراكي إلى سجن المباحث الجنائية «جريمة وعملا خطيرا قد يصعد من أعمال التوتر في البلاد».

ورسميا لا يدعم الحزب الاشتراكي وباقي أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة البرلمانية) مطلب الانفصال للحراك الجنوبي وإنما يندد بما يسميه «عسكرة» المحافظات الجنوبية وينتقد سياسات الحكومة في الجنوب. وبعد توقيف محمد غالب أحمد سيكون التوتر بين الحكومة و«اللقاء المشترك» مرشحا لمزيد من التصاعد. وازدادت حدة التوتر مؤخرا بعد أن أقر مجلس النواب اليمني في 11 ديسمبر (كانون الأول) بغالبيته الواسعة الموالية لحزب الرئيس علي عبد الله صالح تعديل قانون الانتخابات تمهيدا لإجرائها في أبريل (نيسان) المقبل وذلك على الرغم من رفض أحزاب «اللقاء المشترك» التي قالت إن الخطوة تشكل انقلابا على الاتفاقات معها. ودعت المعارضة إلى تحركات احتجاجية كما ينفذ نوابها اعتصاما في البرلمان. وفي جنوب اليمن أصيب ستة أشخاص على الأقل بجروح في هجوم ومواجهات ليلية. وذكرت مصادر محلية وطبية يمنية أن ثلاثة مدنيين أصيبوا بجروح منتصف ليل السبت/الأحد في انفجار قنبلة يدوية ألقاها مجهولون في مدينة الضالع. وأكد مصدر طبي أن أحد الجرحى حالته حرجة. وفي محافظة لحج الجنوبية أصيب جنديان ومسلح من الحراك الجنوبي في مواجهات اندلعت بين الطرفين خلال الليل، حسبما أفاد مصدر أمني يمني. وأكد المصدر أن عددا من المسلحين حاولوا محاصرة قوة عسكرية في قرية الملاح القريبة من مدينة الحبيلين فدارت اشتباكات بين الجانبين خلفت الجرحى الثلاثة، فيما تمكن الجيش من إلقاء القبض على أربعة مسلحين. وبحسب المصدر نفسه تمكن الجيش من التقدم نحو مدينة الحبيلين التي يسيطر عليها مسلحون مناصرون للحراك الجنوبي. إلى ذلك ذكرت مصادر محلية أن ضابطا يمنيا مخطوفا من قبل مسلحين مناصرين للحراك الجنوبي منذ أسبوع قد أفرج عنه. وسبق للمسلحين أن أفرجوا عن 15 شخصا بينهم عشرة جنود اختطفوهم خلال الأيام الماضية. من جانب آخر اتهم الحراك الجنوبي في مدينة ردفان بمحافظة لحج قوات الأمن باعتقال ثلاثة من ناشطيه هم محمود سيف القطيبي وجمال أسعد الجهوري وعبد الحبيب الضمبري.

ويواجه اليمن حركة احتجاجات تدعو إلى انفصال الجنوب بعد الوحدة التي قامت بين شطري اليمن عام 1990 بالإضافة إلى مواجهات مستمرة مع تنظيم القاعدة ومواجهات متقطعة مع المتمردين الحوثيين.