سليمان يعد اللبنانيين باستقرار أمني وسياسي في السنة الجديدة

رد على عون مؤكدا أنه لا أحد يستطيع تقييد رئيس الجمهورية وصلاحياته

الرئيس اللبناني ميشال سليمان مستقبلا بقصر الرئاسة في بعبدا أمس قائد الجيش اللبناني جان قهوجي وهو بلباسه المدني (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

شكلت العظات الدينية التي ألقاها المطارنة من كل الطوائف المسيحية، في مناسبة ميلاد السيد المسيح، مناسبة لإطلاق مواقف تضمنت انتقادات لاذعة طالت القيادات السياسية على أدائها الذي أوصل لبنان إلى هذا الوضع المأساوي، في حين شارك اللبناني ميشال سليمان في القداس الذي ترأسه البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير، في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي.

وبعد خلوة عقدها مع صفير، طمأن الرئيس سليمان اللبنانيين من داخل الصرح البطريركي، بأن «المشكلات التي نعيشها تسير في اتجاه الحل، ونأمل أن تكون سنة 2011 سنة خير على لبنان وسنة استقرار أمني وتمتين الوحدة الوطنية، وسنة ازدهار اقتصادي». وعما إذا كان الوضع الحكومي سيشهد ولادة جديدة أو تفعيلا لعمله، قال «طبعا، سنة 2011 ستشهد إطلاق ورشة لعمل المؤسسات والوزارات وإدارات الدولة»، مبشرا بـ«حل قريب لموضوع الحوار والعمل الحكومي». وحول ما إذا كانت لديه مبادرة للحل، أكد سليمان أن «المبادرة موجودة، والجميع يعرف أنه تم عقد قمة في القصر الجمهوري، ضمت الملك السعودي (عبد الله بن عبد العزيز) والرئيس السوري (بشار الأسد) ورئيس جمهورية لبنان، كانت للتفاهم على تدارك كل ما يمكن أن يؤذي لبنان ويضر بوحدته الوطنية، وانضم إليها رئيس الحكومة (سعد الحريري) ورئيس المجلس النيابي (نبيه بري).. وفي هذا الإطار الموضوع يتجه نحو توافق وطني، وإن شاء الله تكون الأمور بخير». وردا على سؤال حول اتهام النائب ميشال عون له ولرئيس الحكومة بالتعطيل، أجاب «مصلحة البلد مسؤول عنها رئيس الجمهورية، ولا أحد يحدد له أي ساعة يصوت، أو لا يصوت. فالدستور يشدد على الوفاق وهذه هي روحيته، ورئيس الجمهورية يستكمل المعطيات اللازمة ويقيم الوضع ويعرف متى ينتظر الوفاق ومتى يذهب إلى التصويت، لا نستطيع تقييد رئيس الجمهورية بصلاحياته، فكل هذا من صلاحياته، وعندما يجد الوفاق متاحا، وهو ما زال متاحا لا يذهب إلى التصويت».

أما البطريرك صفير فقال خلال إلقائه العظة «يسرنا أن نرحب بكم، يا فخامة الرئيس، في بيت الله، وفي هذه البطريركية التي هي بيت الموارنة بوجه خاص، وبيت اللبنانيين عموما، ونسأل الله أن يجعله عيدا مباركا على فخامتكم، وعلى اللبنانيين أجمعين، وأن يقيض لفخامتكم أن توحدوا هذا الوطن على اختلاف نزعات أبنائه ليبقى، بفضل جهودكم وتوجيهاتكم الحكيمة، وطن التعايش الموحد بين مسيحيين ومسلمين، ووطن الألفة والمحبة والسلام، وأن يبقى اللبنانيون متضامنين في وجه المصاعب، وعازمين على إنقاذ بلدهم مما يتربص به من ويلات».

وللمناسبة أقيمت قداديس في كل المناطق، فرأى متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، في عظته، أن «ميلادا وراء ميلاد، وسنة وراء سنة تمر وما زال هذا الوطن الجريح يئن، وأبناؤه يتألمون ويدفعون من حياتهم وأعصابهم وآمالهم ثمنا لبقائهم»، متسائلا «ألا يستحق هذا البلد الجميل التفاتة ضمير ممن يتحكمون بمصيره ومصير أبنائه؟ متى يحل الاستقلال في ربوعنا الذي لا يعكره تسابق الأطراف على التحذير من الفتنة وتباريهم في تبادل الاتهامات وتعكير صفو البلد والعباد؟ وإذا كانوا جميعهم ضد الفتنة فكيف ستقع؟ وإذا وقعت هل يمكن أن نجعل من هذا الشعب المسكين حطبا لها؟»، وقال «إذا أمعنا النظر في وضعنا الراهن نجد أننا نخطو خطوات إلى الوراء». وأبدى أسفه لأن «يصبح منتهى طموح اللبنانيين أن يدعى مجلس الوزراء إلى الانعقاد».

ولفت مطران بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك، يوسف كلاس، في قداس الميلاد، إلى أن «الجميع يعلنون تمسكهم بالاستقرار والهدوء وعزمهم على محاربة الفتنة مهما طرأ على البلد»، متسائلا «إذا كان الأمر كذلك فما المانع أن تعالج الأمور المعيشية بالأفضلية على جميع الأمور السياسية، خصوصا أن الأمور السياسية تعالج في الخارج ولا يترك لنا إلا التوقيع على الاتفاقيات المعقودة».

وقاتل «بئس القادة يتسابقون على فرض الذات فيما آلاف الناس يهملون في قهرهم»، معتبرا أن «أهم ما يحتاج إليه المواطنون هو وفاق بين الزعماء الذي يضخمون أهمية خلافاتهم فيما يستصغرون حقوق الناس تاركين إياها للقدر أو للنزاعات الفردية».

وشدد مطران صيدا ودير القمر وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك إيلي بشارة الحداد، على معاني الميلاد كرسالة للسلام، وقال في عظته «يطل الميلاد هذه السنة علينا في لبنان ونحن نعيش حالة قلق وترقب انتظارا للقرار الظني، والوضع في العالم العربي يشهد توترات خصوصا في العراق حيث يعاني أبناؤنا من الظلم، وكم من مجزرة أطاحت بضحايا أبرياء».

إلى ذلك، جالت النائبة بهية الحريري على مطارنة صيدا، إلياس حداد وإلياس كفوري، وإلياس نصار، وقدمت التهنئة بعيد الميلاد المجيد، كما زارت راهبات مدرسة الزهور في صيدا، وأكدت في كلمة لها على أهمية التعايش الإسلامي المسيحي في منطقة صيدا. وتمنت أن «يكون العام المقبل عام العدالة غير المسيسة لمعرفة قتلة الشهداء، وأن ينعم اللبنانيون بالاستقرار».