الحريري يؤكد حاجة لبنان لجميع أبنائه من أجل بلوغ أعلى درجات الاستقرار والتضامن

TT

أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، الذي غادر بيروت أمس متوجها إلى نيويورك في زيارة خاصة، أن «لبنان يحتاج إلى جهود جميع أبنائه في سبيل بلوغ أعلى درجات الاستقرار والتضامن»، مجددا «الرهان الكبير على أن اللبنانيين هم الذين سيتمكنون بإذن الله من بلوغ هذه الغاية والانطلاق في مسيرة جديدة نحو التقدم والازدهار». وتمنى خلال تهنئته اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا، بعيدي الميلاد ورأس السنة، «أن تكون هذه المناسبة مدخلا لمرحلة جديدة في العلاقات بين مختلف أطياف الشعب اللبناني وللتأكيد على أواصر الأخوة والوحدة الوطنية».

في المقابل تعالت الأصوات المستنكرة لتعطيل عمل الحكومة وجلسات مجلس الوزراء، وشل المؤسسات الرسمية والدستورية، لا سيما من نواب الثامن من آذار، بحيث اعتبر عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب هاني قبيسي «أن تردد الحكومة واستهتارها وتهاونها وحمايتها لمصالح أشخاص هو الذي شكل حالة الفراغ التي يتحدث عنها البعض، على مستوى الحكم والدولة»، معتبرا أن «هذه السياسة هي التي عطلت وتعطل مصالح الناس». وقال «هناك فرق كبير بين تعطيل مصالح الناس، كما يدعون، واللعب بمصير الناس، فعدم تمكن الحكومة من اتخاذ قرارات مصيرية وترددها وانكفائها عن اتخاذ مثل هذه القرارات هو لعب بمصير الناس الذين أعطوا الثقة لهذه الحكومة، وإمعان البعض بالمضي في سياسة التردد وعدم الجرأة على اتخاذ القرارات المصيرية، هو الذي يسبب وينتج ضعفا عاما على مستوى الدولة ومؤسساتها».

واعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» عبد المجيد صالح، أن «موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري، من ملف شهود الزور، ينطلق من ضرورة محاسبتهم ومعاقبتهم، لأنهم عطلوا البلد وأوقفوا العمل بالمؤسسات»، منتقدا الذين «يعملون على حماية هؤلاء الشهود على الرغم من إحداثهم انقساما عموديا في البلد، فضلا عن إساءتهم لعلاقة لبنان مع سورية»، لافتا إلى «أن الجهد الإسرائيلي ينصب حاليا على إثارة الفتنة في لبنان وسرقة آبار النفط من مياهنا الإقليمية بالتواطؤ مع الإدارة الأميركية، بينما البعض يشاهد تعطل المؤسسات وشل العمل الحكومي وتزايد الهموم المعيشية، متنكرا لملف شهود الزور».

وأبدى عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب نعمة الله أبي نصر، أسفه لكون «الشلل يعم مؤسسات الدولة، فبعضها تعطل بالكامل، وحتى حكومة الوفاق الوطني لا تجتمع، وإن هي اجتمعت فلا تستطيع إقرار أي بند من بنود جدول أعمالها، ولو كان هذا البند يتعلق بمسألة تصب في صميم حياة الشعب ومعيشته»، مشيرا في الوقت عينه إلى أن «الحوار الوطني معطل، وكل فريق من الأفرقاء يتمترس وراء قناعاته وينتظر الترياق من الخارج لأن منطق الدولة والولاء للوطن مفقود»، وأضاف «فلنقلها بصراحة إننا نشهد اليوم سقوط مؤسسات الدولة التي بذل أجدادنا في سبيلها كل غال».