وزراء إسرائيليون يهددون بإسقاط حماس.. وآخرون يدعون للتفاوض مع السلطة

نتنياهو يلتقي مبارك في شرم الشيخ قريبا لبحث ملفي السلام وغزة

بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل يتحدث خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة في القدس المحتلة أمس (أ.ف.ب)
TT

بينما أعلنت إسرائيل أنها تجري مداولات لتحرك سياسي واسع النطاق، حذرت بقوة حركة حماس من شن حرب واسعة على قطاع غزة إذا استمر التوتر كما هو عليه الآن.

وأعرب نائب وزير الخارجية، داني أيالون، عن اعتقاده بأنه يتعين على إسرائيل الإقدام على تحرك سياسي واسع النطاق، مؤكدا أن مباحثات تجري هذه الأيام في إسرائيل لبحث مثل هذا الاحتمال.

ولم يعط أيالون تفاصيل حول المباحثات، مؤكدا أنه لم يحن الوقت لطرح مثل هذه المبادرة لأنه «يجب إتاحة الفرصة أمام الولايات المتحدة لإنقاذ العملية السياسية الحالية».

وفي غضون ذلك، من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بالرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ بعد أقل من أسبوعين، بطلب من نتنياهو، وذلك لبحث تطورات عملية السلام، والوضع في قطاع غزة بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني.

وكانت مصر قد وافقت على عقد الاجتماع الأسبوع الجاري، إلا أن نتنياهو عاد وطلب تأجيله مدة 10 أيام بسبب المداولات الجارية في الكنيست (البرلمان) حول مشروع قانون ميزانية الدولة.

وسيزور مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، عوزي آراد، مصر غدا الثلاثاء تمهيدا لزيارة نتنياهو، وسيجتمع برئيس المخابرات المصرية عمر سليمان في إطار المحادثات الجارية حول القضايا الثلاث.

ورغم هذه التحركات السياسية، فإن إسرائيل توعدت حماس بشدة، وقال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم إنه لا يستبعد أن تقدم إسرائيل على تنفيذ عملية عسكرية أخرى في قطاع غزة.

وأكد شالوم أن «الوضع في محيط القطاع لا يمكن أن يستمر كما هو عليه الآن». وتبنى هذا الموقف وزير المالية الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، الذي قال «إن إسرائيل ستضطر عاجلا أم آجلا إلى البت في مسألة إسقاط حكم حماس في قطاع غزة».

وجاءت هذه التصريحات لوزراء إسرائيليين كبار في اجتماع الحكومة الإسرائيلية أمس، الذي شهد كذلك نقاشا حول مسألة اعترافات عدد من الدول بالدولة الفلسطينية. وانتقد شتاينتس الخطوات الفلسطينية للحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية المستقلة، قائلا إنه «لن تكون هناك دولة فلسطينية دون اتفاق سلام مع إسرائيل».

أما وزير الصناعة والتجارة، بنيامين بن أليعازر، فدعا إلى استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، محذرا من اعتراف مزيد من الدول بالدولة الفلسطينية. وأردف قائلا «في الحقيقة، لن أتفاجأ إذا ما اعترفت الولايات المتحدة وكل العالم بدولة فلسطين خلال هذا العام، وعندها سوف نسأل أنفسنا أين كنا؟ وماذا بذلنا من جهد؟ لذلك يجب فتح المفاوضات مع الجانب الفلسطيني بكافة الطرق، الأمر يعتبر وجوديا لإسرائيل والشرق الأوسط، وحتى لو تطلب ذلك تجميد الاستيطان لأشهر قادمة».

وبخصوص حماس، قال بن أليعازر إن إسرائيل غير معنية بتصعيد الأوضاع، ولكنه أكد أن حماس ستدفع الثمن غاليا إذا استمرت في هذا النهج. ودخلت العلاقة بين حماس وإسرائيل حالة من التوتر في الشهر الأخير، واغتالت إسرائيل ناشطين فلسطينيين في القطاع، بينما ضربت الفصائل تجمعات سكنية بالصواريخ.

وأكدت مصادر سياسية إسرائيلية للإذاعة العامة أن إسرائيل سترد بحزم على أي محاولة لتصعيد الأوضاع الأمنية في المنطقة الجنوبية، وحذرت من أن المواجهة القادمة مع حماس ستكون أوسع نطاقا وأكثر شدة. وكانت كتائب القسام التابعة لحماس حذرت إسرائيل من شن عدوان جديد على القطاع، قائلة إنها أقوى عودا وأشد وأصلب من ذي قبل، وأن التهدئة الحالية في القطاع منوطة بوقف العدوان ورفع الحصار.

وترفض إسرائيل رفع الحصار عن حماس، وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إنه تم أمس إعلان حالة تأهب في إسرائيل، تحسبا لاحتمال انطلاق قافلة سفن جديدة من ميناء اللاذقية السوري، إلى ميناء العريش المصري، إذ تفترض الجهات الإسرائيلية المختصة أن تحاول هذه القافلة البحرية كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، وعدم الاكتفاء بالتوجه نحو العريش.

وكانت مصادر سياسية مسؤولة في تل أبيب قد أكدت أن إسرائيل تتابع عن كثب الاستعدادات لتنظيم قافلة السفن التي انطلقت من ميناء اللاذقية السوري في طريقها إلى قطاع غزة أو ميناء العريش، باعتبار أنه يوجد ضمن المشاركين في هذه القافلة ناشطون من الهند وماليزيا وإندونيسيا وإيران، «ويعتقد أنه تم تزويدهم بوسائل قتالية ومواد تحريضية في طهران حيث أقيمت لهم مراسم استقبال». وحسب المصادر ذاتها «فإن إسرائيل تنظر بخطورة إلى ضلوع إيران في ترتيب القافلة، ولن تسمح بالقيام بأي نشاط استفزازي».