الشرطة الإسرائيلية تستعد لإخلاء «بيت يوناتان» والسيطرة على منزل عربي في سلوان

تواصل عمليات إبعاد ناشطين سياسيين عن القدس

TT

ارتفعت أمس حدة التوتر في قرية سلوان في القدس، بعدما حاصرت الشرطة الإسرائيلية القرية وسدت منافذها، وانتشرت في شوارعها بشكل مكثف وغير مسبوق، استعدادا للسيطرة على منزل عربي هناك، وإخلاء نقطة «بيت يوناتان» الاستيطانية.

ودبت مواجهات متفرقة بين أهالي القرية والشرطة الإسرائيلية أدت إلى اعتقال مزيد من الفتية في القرية التي طالما شهدت مواجهات صعبة على مدار العام الحالي.

وقال المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، الجنرال دودي كوهين، إن شرطته تستكمل استعداداتها تمهيدا لسد منافذ «بيت يوناتان»، الذي يستولي عليه مستوطنون يهود وطالما كان بؤرة توتر، وإخلاء منزل مجاور كان يسكنه العرب، وتقول جمعيات إسرائيلية إنه كان يستخدم في الماضي كنيسا يهوديا.

ويبدو أن اقتحام سلوان، وسد منافذها، يأتي في إطار تنفيذ خطة إخلاء المنزلين، لكن الشرطة تريد تهيئة الأجواء، إذ تتوقع مواجهات صعبة سواء مع المستوطنين أو العرب.

ودعا كوهين قيادات ورجال الدين من كلا الجانبين إلى التصرف «بمسؤولية وحكمة»، محذرا من «خرق القانون والتحريض»، وقال «إن الشرطة لن تسمح لأي جهة بأن تمس أفرادها، وأن تقوم بأعمال شغب».

وجاء تحرك الشرطة بعد تصريحات لرئيس بلدية القدس نير بركات، قال فيها إنه سيصر على تنفيذ الأمر بإخلاء مبنى «بيت يوناتان» إذا أصرت جمعية «عطيرت كوهانيم» اليمينية على تنفيذ الأمر بإخلاء منزل عائلة «أبو ناب» الفلسطينية. وادعت بلدية القدس أن «سياسة تطبيق القانون ستشمل الجميع من دون استثناء».

ورفض اليهود والفلسطينيون الربط بين القضيتين، وقال المستوطنون المتطرفون في «بيت يوناتان»، الذي أصدرت محكمة إسرائيلية قرارا بإخلائه منذ أكثر من عام ونصف العام، إنهم مذهولون من الربط بين الأمرين، فيما رفض الفلسطينيون الأمر كذلك.

وحذر مركز معلومات وادي حلوة في سلوان، في بيان «من نية السلطات الإسرائيلية إسكان المستوطنين الذين سيتم إخلاؤهم من «بيت يوناتان» مكان عائلة «أبو ناب». وأضاف المركز أن «السلطات الإسرائيلية تحاول مصادرة منزل عائلة أبو ناب ووضعه تحت سيطرة المستوطنين من خلال ما يسمى (قانون حق عودة اليهود)، وهو أحد القوانين العنصرية التي تستخدمها السلطات الإسرائيلية لمصادرة الممتلكات الفلسطينية في سلوان».

وزاد المركز قائلا «ففي مطلع القرن التاسع عشر قدمت جماعة من يهود اليمن إلى القدس بنية العيش في الحي اليهودي بالبلدة القديمة بدافع ديني، إلا أن يهود البلدة القديمة لم يرغبوا في استيعاب يهود اليمن إلى جانبهم في الحي اليهودي، فأرسلوا بهم للعيش في مكان قريب من البلدة القديمة لكن خارج أسوارها، وكان ذلك في سلوان في حي بطن الهوى، حيث عاش يهود اليمن لفترة وجيزة في الحي الفلسطيني ورحلوا بعد ذلك سريعا، إذ تشير الدراسات المستندة إلى الآثار التي خلفها يهود اليمن بما في ذلك الرسائل التي بعثوا بها إلى أهلهم في وطنهم الأم، بأنهم لم يحبوا ذلك المكان، وأنهم لا يشعرون بالانتماء له، عدا عن أن أوضاعهم الاقتصادية المتردية ونبذهم من قبل يهود البلدة القديمة أدى إلى رحيلهم سريعا عن سلوان. واليوم تستغل السلطات الإسرائيلية قصة يهود اليمن للصالح الاستيطاني فسنت قانونا يقوم على (حق) عودة اليهود، والذي ينص على أن أي منزل أو عقار كان ليهودي في الماضي يجب أن يعود إلى يد يهودية مجددا».

ومن هنا تأتي معاناة عائلة أبو ناب «إذ يدعي اليهود الإسرائيليون اليوم أن منزل عائلة أبو ناب كان في الماضي كنيسا لليهود اليمنيين، الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون قطعيا، إذ إن البناء الهندسي للمنزل لا يتلاءم مع الادعاء الإسرائيلي بتاتا».

ورفضت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية، محاولة الربط بين إخلاء مبنى «بيت يوناتان» وإخلاء «منزل أبو ناب»، واعتبرت ذلك «حيلة إعلامية خطرة لرئيس بلدية القدس نير بركات».