باكستان تغلق مراكز توزيع الأغذية بعد التفجير الانتحاري

ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم إلى 46 قتيلا.. والعدد مرشح للارتفاع

مسؤولون باكستانيون يعاينون موقع التفجير الانتحاري الذي وصل عدد ضحاياه إلى 46 قتيلا أمس (إ.ب.أ)
TT

أمرت سلطات حكومية باكستانية بإغلاق مخيمات تقدم مساعدات غذائية تابعة للأمم المتحدة داخل المناطق القبلية الباكستانية، وذلك في أعقاب هجوم انتحاري استهدف أحد المخيمات في منطقة باجور القبلية أمس. وقال مسؤول بارز في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في حديث مع «الشرق الأوسط»: إن جميع نقاط توزيع المساعدات الغذائية التابعة لبرنامج الأغذية العالمي ستغلق داخل المناطق القبلية، وذلك في أعقاب الهجوم الانتحاري. وقد تبنت حركة طالبان باكستان المسؤولية عن الهجوم الذي أفضى إلى مقتل أكثر من 45 من رجال القبائل. وقال مسؤول بارز في الحكومة: إن هذا الهجوم الانتحاري نفذته امرأة. يُذكر أن الأمم المتحدة قامت ببناء مخيمات للمساعدات الغذائية في هذا الجزء من المناطق القبلية بعد أن أعلن الجيش الباكستاني تطهيره إثر عمليات عسكرية ناجحة. ولكن قال مسؤولون باكستانيون: إن الهجوم الأخير أظهر، بصورة واضحة، أن هيئات المساعدات الغذائية والإنسانية الغربية لا تزال تواجه خطر الإرهاب في المناطق القبلية الباكستانية. وكانت الأمم المتحدة توزع مساعدات غذائية إلى مئات الآلاف من النازحين بسبب العملية العسكرية داخل المناطق القبلية، وقال مسؤولون بالأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: إن قرار إغلاق المخيمات نقل إليهم صباح الأحد بعد أن صدم الوضع الأمن بالمناطق القبلية الإدارة الحكومية داخل الإقليم. وأكد متحدث باسم حركة طالبان الباكستانية في تصريح أنهم استهدفوا مخيم المساعدات الغذائية التابع للأمم المتحدة كي يوضحوا للجميع أنه لا يمكن السماح بنفوذ أجنبي داخل مناطقهم. وتناقضت الروايات حول الاعتداء الانتحاري؛ حيث أكد بعض المسؤولين أن امرأة نفذته وعثر على إحدى ساقيها، بينما أكدت مصادر أخرى أنه رجل كان يرتدي البرقع. وأفاد مسؤول حكومي بأن حصيلة ضحايا التفجير الذي نفذته انتحارية مشتبه بها في المنطقة القبلية المضطربة في باكستان ارتفع أمس إلى 46 قتيلا، فضلا عن نحو 100 جريح.

كانت الانتحارية قد فجرت نفسها بين مجموعة من الأشخاص كانوا يتلقون إمدادات من مركز لتوزيع الغذاء تابع لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، أول من أمس السبت، في «خار»، وهي البلدة الرئيسية في منطقة باجور القبلية؛ حيث تخوض القوات الحكومية حربا ضد مسلحي حركة طالبان وتنظيم القاعدة. وأعلن عفيف خان، المسؤول بقسم الطوارئ في المستشفى الرئيسي في «خار»، عن وفاة شخصين من المصابين أمس. وقال: «بلغت حصيلة القتلى حتى الآن 46 شخصا، ويجري نقل 97 مصابا إلى مستشفيات مختلفة. وغادر شخصان المستشفى نظرا لأن إصاباتهما طفيفة». واحتشد مئات الأشخاص لحضور مراسم دفن الضحايا في 4 قرى وبلدة خار. وكان من بين القتلى 7 أفراد من القوات شبه العسكرية، أما الباقون فكانوا من قبيلة سالارضاي الموالية للحكومة التي كونت ميليشيا قبلية، تعرف محليا باسم العسكر، لتقاتل طالبان.

وأعلن متحدث باسم طالبان، في وقت متأخر أول من أمس، مسؤولية الجماعة عن الهجوم الانتحاري، قائلا إنه جاء عقابا لقبيلة سالارضاي بسبب دعمها للحكومة. وأدان الرئيس الأميركي باراك أوباما التفجير الانتحاري ووصفه بأنه «إهانة». وقال أوباما في بيان صدر من هاواي، حيث يمضي إجازة أعياد الميلاد مع أسرته: «إن قتل مدنيين أبرياء خارج مركز توزيع تابع لبرنامج الأغذية العالمي هو إهانة لشعب باكستان وللبشرية جمعاء». وأضاف أن «الولايات المتحدة تقف مع شعب باكستان في هذا الوقت الصعب، وستؤيد بقوة جهود باكستان لضمان قدر أكبر من السلام والأمن والعدالة لشعبها». وتعتمد الآلاف من الأسر، التي نزحت بسبب القتال بين طالبان والقوات الحكومية، بشكل كبير على الغذاء الذي تقدمه الحكومة وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.

وأعلن الجيش العام الماضي أنه تم تطهير منطقة باجور من المسلحين ولكن يعتقد أن المتمردين يختبئون في المناطق الحدودية الجبلية ويستهدفون الجيش والشعب في باجور ومنطقة مهمند المجاورة. من جهة أخرى، ندد الرئيس الأفغاني حميد كرزاي «بحزم» أمس بالهجوم الانتحاري الذي أدى إلى مقتل 46 شخصا على الأقل في مركز لتوزيع الأغذية في منطقة قبلية في باكستان، داعيا إسلام آباد إلى «عدم توفير أي جهد» في مكافحة «الإرهابيين». وقال كرزاي: هذا الهجوم الإرهابي دليل على إجرام هؤلاء القتلة، أندد بحزم بهذا الهجوم وأطلب من الحكومة الباكستانية ألا توفر أي جهد للقضاء على هؤلاء الإرهابيين». وأضاف أن هذا الهجوم على «أشخاص مهجرين ومحتاجين هو عمل مناف للإسلام والإنسانية». وأضاف كرزاي أن «هذا الاعتداء الإرهابي يكشف مرة أخرى عن الوجه الحقيقي لأولئك الذين لا يهدفون إلا إلى إراقة الدماء وبث الرعب».