مصر: احتجاجات شعبية اعتراضا على نقل مستشفى العباسية للصحة النفسية

ناشطون يجمعون ألف توقيع لمعارضة القرار.. ومسؤولون ينفونه

TT

نظمت منظمات حقوقية مصرية وقفة احتجاجية أمام مستشفى العباسية للصحة النفسية بالقاهرة، ضمت رموزا سياسية وأطباء، اعتراضا على مشروع قرار بنقل المستشفى من موقعه الحالي بمنطقة العباسية، إلى مدينة بدر، التي تبعد عن القاهرة 30 كيلومترا، بهدف إنشاء مدينة تجارية في موقعه المميز، فيما نفت مصادر حكومية وجود أي نية لنقل المستشفى من موقعه الحالي.

وطالب المتظاهرون بتمسكهم بالحفاظ على المستشفى، وتوعدوا بتنظيم وقفة احتجاجية أخرى اليوم (الاثنين) لإيقاف بيع المستشفى، معلنين استمرارهم في حملة جمع التوقيعات على رفض البيع، والتي تخطت حتى الآن ألف توقيع لشخصيات عامة وإعلاميين وسياسيين، ومسؤولين حكوميين.

من جهة أخرى، حذر عدد من المنظمات الحقوقية من مخاطر نقل المستشفى، وأكدت لجنة الدفاع عن الحق في الصحة في بيان لها وزعته خلال مشاركتها في المظاهرة، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه «أن هدم أو نقل المستشفى من موقعه الحالي يمثل مؤامرة واعتداء على حقوق المرضى»، كما طالبت جبهة الدفاع عن مستشفى العباسية، التي تم تشكيلها للتصدي لعملية نقل المستشفى، باسترداد الحديقة المستقطعة من المستشفى، وأعلن المركز المصري للتنمية وحقوق الإنسان رفضه لما يحدث، مهددا اللجوء للقضاء والمحاكم الدولية للضغط على الحكومة للتراجع عن مخططاتها.

من جانبه، هدد الدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي، بتصعيد القضية أمام المجتمع الدولي، مؤكدا أن وزارة الصحة تعتزم نقل المستشفى، عقب إعلانها بناء 6 مستشفيات جديدة للصحة النفسية بأطراف مدينتي القاهرة والجيزة.

وقال عكاشة: «إن التجربة الأوروبية فشلت في تفكيك المصحات النفسية الكبرى إلى مستشفيات صغيرة بأطراف المدن، لأن نقل المريض النفسي إلى الصحراء يزيد من عملية الوصمة التي يلصقها به المجتمع»، مضيفا «أنه في حالة إصرار الحكومة على تنفيذ مخططها بهدم ونقل مستشفى العباسية، سوف نلجأ للقضاء الوطني والبرلمان، وفي حال فشل مساعينا سوف نقوم بتصعيد القضية أمام منظمة الصحة العالمية وهيئة الأمم المتحدة».

وأضاف عكاشة: «يوجد بالفعل مخطط لنقل مستشفى العباسية إلى مدينة بدر، ويرجع هذا المخطط إلى عهد الدكتور على عبد الفتاح، وزير الصحة الأسبق، الذي طالب منذ أكثر من 16 عاما بنقل المستشفى، إلا أنه أمام الرفض الشعبي في هذا الوقت تراجع عن القرار».

وقال الدكتور محمد حسن خليل، منسق لجنة الحق في الصحة، لـ«الشرق الأوسط» إن «نقل المستشفى أو إزالته هو إهدار للمال العام، حيث إن المستشفى أنشئ عام 1883 وتبلغ مساحته نحو 68 فدانا، ويعتبر مبنى أثريا وتاريخيا يجب الحفاظ عليه».

من جهتها، قالت الدكتورة منى مينا، منسق جماعة أطباء بلا حقوق، لـ«الشرق الأوسط»: «إن المستشفى مركز تعليمي، ويوجد به مدرستان للتمريض وتدريب الأطباء، إضافة إلى الخدمة الطبية الذي يقدمها»، مطالبة بالتراجع عن هذا الاتجاه، من أجل ضمان حقوق المرضى والعاملين. من جهته، نفى الدكتور عبد الرحمن شاهين، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة المصرية، وجود أي نية لهدم المستشفى أو نقل المرضى منه أو بيعه، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «مستشفى العباسية أحد أهم مستشفيات الصحة النفسية في مصر التي تشرف عليها وزارة الصحة، والتي يبلغ عددها 18 مستشفى للطب النفسي، وسيتم الاحتفاظ بالمستشفى كما هو باعتباره قيمة تاريخية»، مشيرا إلى أن ما قام به الأطباء والأهالي والعاملون بمستشفى العباسية من احتجاجات نتيجة الفهم الخاطئ بعد إعلان الوزارة عن إقامة 6 مستشفيات جديدة للصحة النفسية في أماكن مختلفة».