السلطة الفلسطينية تنفي رواية حماس حول تهديدها بإبعاد ناشطين من الضفة الغربية

في ظل استمرار أزمة المعتقلين المضربين عن الطعام في سجونها

TT

نفت الأجهزة الأمنية الفلسطينية اتهامات حركة حماس لها بالتهديد بإبعاد نحو 50 ناشطا من الحركة من الضفة الغربية. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»: «إنهم يبحثون عن قصص خياليه بعدما لم يجدوا قصصا واقعية». وأضاف: «الاتهامات لا تستحق التعليق».

وكانت حماس قالت في بيان لها أمس، إن جهاز المخابرات العامة في الضفة الغربية استدعى 50 من أبرز قيادات ونشطاء الحركة، وهددهم بالإبعاد خارج الوطن.

وأضاف بيان حماس أنه «تم استدعاء بعض قياداتها السبت من قبل جهاز المخابرات، حيث هددهم ضباط بأنه سوف يتم توزيع استمارات خاصة عليهم لتعبئتها وسيكون من ضمنها اختيار الدولة التي سيبعدون إليها».

وقالت الحركة إن القيادات التي تم استدعاؤها تشمل الشيخ حسين أبو كويك، وعزيز كايد، وأسامة الحمد، ومحمد عمر حمدان، وخالد غيظان، وخليل برافيلي، وأحمد زيد، ويوسف كفاية، وإسماعيل الواوي، وخلدون البرغوثي، وغيرهم.

واعتبرت الحركة أن «هذا التصعيد يأتي في ظل استمرار أزمة المعتقلين المضربين عن الطعام في سجون الأجهزة الأمنية في الضفة دون أي حل يذكر».

من جهته، قال أبو كويك، التي ذكرت حماس أنه استدعي لهذا الغرض، إنه بعد أن حصل ما حصل، وبعد اعتراضه وآخرين، تبين أن الأمر جاء كردة فعل على تصريحات الحركة التي جاءت على لسان الشيخ صالح العاروري حول نية حماس إدراج أسماء المختطفين من الحركة في سجون السلطة بالضفة على قائمة المطلوب الإفراج عنهم في صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

واعتبر أبو كويك أن «الأمر كان بمثابة مهاترات بدلا من كونها رسالة أراد جهاز المخابرات إيصالها إلى حركة حماس من خلال الذين تم استدعاؤهم بالأمس للمقابلة».

وأخذت حماس الأمر على محمل الجد، واعتبر وزير الأسرى السابق والنائب في المجلس التشريعي عن الحركة، وصفي قبها، «تلويح سلطة فتح وتهديدها بإبعاد أكثر من 50 شخصية قيادية من أنصار الحركة، سابقة خطيرة».

وقال قبها، في تصريح صحافي أمس: «إن هذا التلويح الفتحاوي أمر جد خطير، لا يمكن تنفيذه بأي حال من الأحوال، لأنه يأخذ منحى بعيدا عن الوطنية والأخلاقية». كما استنكرت وزارة الداخلية المقالة في غزة الأمر، وأكدت على لسان الناطق باسمها، إيهاب الغصين، في تصريح نشره «موقع الداخلية»، أمس، أن «هذا التهديد مؤشر على إعادة ما حدث لأجدادنا بتهجيرهم من أراضي 48 إلى خارج فلسطين، كذلك إحياء لجريمة إبعاد القادة المناضلين إلى مرج الزهور، التي تم إيقافها بصمود قادة حماس ورفضهم لسياسة الإبعاد».

وتوترت العلاقة أكثر بين حماس وفتح في الأسابيع الأخيرة، وتبادلت الحركتان اتهامات بالارتهان لأجندة خارجية، واعتقال عناصرهما كل في منطقته.

ورفضت حماس الاجتماع بفتح قبل أن تفرج عن عناصرها في الضفة الغربية، واعتبرت فتح أن حماس تبحث عن أسباب واهية لإفشال المصالحة. وقالت إنها ستبحث عن استراتيجية جديدة للتعامل مع حماس تضمن إعادة غزة إلى حضن السلطة دون مواجهة مسلحة.