إيران: تأجيل إعدام معارض كردي بعد تدخل رئيس القضاء

موجة الإعدامات في إيران تثير الغضب داخليا وخارجيا

TT

قال محامي طالب إيراني كردي صدر بحقه حكم بالإعدام، إنه تم تأجيل تنفيذ إعدام موكله، الذي كان من المقرر أمس. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عن المحامي نعمت أحمدي قوله إن «موكلي كان من المقرر إعدامه صباح اليوم (الأحد)، لكن لم ينفذ الحكم من أجل إتاحة مزيد من الوقت لإجراء تحقيقات أخرى في القضية». وأضاف أحمدي: «حتى اللحظة تم تعليق تنفيذ الحكم». وأوضح أحمدي أن هذا القرار اتخذ إثر رسالة أرسلها إلى رئيس السلطة القضائية آية الله صادق لاريجاني يطالبه فيها بإجراء «دراسة جديدة للملف» و«تخفيف» الحكم. وأشار المحامي إلى أن موكله المحكوم عليه بالإعدام وهو طالب شاب في الحقوق أدين بتهمة التعاون مع جماعة بيجاك (حزب الحياة الحرة في كردستان) المحظور في البلاد.

يذكر أن حكما بالإعدام صدر في عام 2008 على حبيب لطيفي، وهو عضو ناشط في الجماعة المتمردة الإيرانية الكردية المحظورة «حزب الحياة الحرة الكردستاني»، وأيدت محكمة استئناف الحكم في العام الماضي. وكتب أحمدي مرة أخرى، قبل موعد تنفيذ الحكم مباشرة، خطابا إلى رئيس الهيئة القضائية الإيرانية، صادق لاريجاني، يطلب منه إعادة النظر في العقوبة الموقعة عليه. وأضاف محاميه إن الإعدام تم تأجيله في نهاية المطاف وسمح للطيفي بمقابلة أفراد عائلته. ولطيفي الذي اعتقل نهاية عام 2007 اتهم بالمشاركة في اعتداء في العام نفسه على سيارة مدع عام في كردستان وفي اعتداء استهدف مفوضية للشرطة وهو ما نفاه لطيفي. ودعت منظمة العفو الدولية السبت إيران إلى «الرأفة» بلطيفي الذي «لم يحظ بمحاكمة عادلة»، مما يجعل إعدامه «غير مقبول» بحسب المنظمة الدولية.

يذكر أن ما لا يقل عن 12 كرديا، جميعهم يقال إنهم أعضاء في الحزب الكردي المحظور، ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام بهم بعد إدانتهم بالمقاومة المسلحة للقوات الإيرانية.

وتظاهر ما بين عشرين وثلاثين شخصا ليل السبت - الأحد أمام السفارة الإيرانية في باريس احتجاجا على الإعدام المحتمل للطيفي.

ويعيش الأكراد الإيرانيون، ويقدر عددهم بنحو سبعة ملايين، بصورة أساسية في الأقاليم الشمالية والغربية بأذربيجان الغربية وكيرمانشاه وكردستان التي تتاخم الحدود مع تركيا وشمال العراق. ولطالما ثارت خلافات بين الأكراد في إيران والحكومة في طهران على مدار عقود جراء محاولتهم الحصول على استقلال في المحافظات التي يقطنها الأكراد وتشكيل تحالف مع الأكراد في تركيا والعراق وسورية. وأدت هذه الجهود إلى اشتباكات دامية بين الحكومات في البلدان الأربعة وعناصر التمرد الكردي. ويرى الأكراد أحقيتهم في دولة قومية حال دونها ما يرونه مؤامرة لإبقائهم مجزئين في دول مختلفة للحيلولة دون قيام كيان سياسي واحد لجميع الأكراد. وهذه الجماعة المحظورة في إيران والمدرجة على اللائحة الأميركية للمنظمات وأثارت الإعدامات الأخيرة في إيران موجة من الاعتراضات لدى الإيرانيين داخل البلاد وخارجها، ومع أن طهران سبق وأعلنت أن من يتم إعدامهم هم من المعارضين والمتورطين في أعمال عنف دموية، إلا أن رسائل الإعدام هذه يتلقفها الإصلاحيون كرسالة موجهة إلى وحدة البلاد التي سبق وأعربوا عن الخشية من أن تؤدي هذه الإعدامات إلى نزعة تقسيم إيران، وتكريس نزعة الانفصال لدى الأكراد الإيرانيين وباقي القوميات. وفي موضوع ذي علاقة نفذ حكم الإعدام في خمسة رجال مدانين بتهريب المخدرات وآخر مدان بالاغتصاب أعدموا شنقا في إيران. وقالت صحيفة «كيهان» المحافظة، نقلا عن مصدر قضائي، إن المدانين الثلاثة بتهريب المخدرات أعدموا شنقا صباح أول من أمس السبت.