915 ألف يورو فقط ثمن بيع قصر بوكاسا قرب باريس

نجل الإمبراطور الأفريقي وأحد ورثته الـ 37 وصف المزاد بأنه سرقة

القصر الذي غطاه ثلج الشتاء
TT

بعد أن وصل الرقم إلى 915 ألف يورو ولم يعد هناك من يرفع السعر، رفع القاضي المكلف ببيع قصر يعود للإمبراطور الأفريقي السابق بوكاسا، أمس، مطرقته وضرب بها معلنا رسو المزاد العلني على فرنسي لم تعلن هويته، ذهبت محاميته لتمثيله في المزايدة التي جرت أمام محكمة فيرساي الكبرى، غرب باريس.

يقع القصر المعروف باسم «هاريكور» على بعد 40 كيلومترا من العاصمة. وهو يطل على وادي نهر السين في منطقة إيفلين ويتألف من مبنى مساحته 548 مترا مربعا مع منزل إضافي للحراسة، ويتوسط حقلا مساحته 100 ألف متر مربع. ورغم أن المزاد حقق مبلغا يفوق كثيرا ذاك الذي كان خبراء العقار قد قدروه للقصر، نظرا لحالته المتدهورة التي تتطلب ترميمات مكلفة، فإن جورج بوكاسا، أحد الورثة الكثر للإمبراطور وصف البيع بأنه «سرقة» وقال في تقرير بثته القناة التلفزيونية الثالثة، ظهر أمس، إنه وجه نداء إلى رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي يناشده فيها التدخل لوقف إجراءات المزاد.

وتمت عملية البيع إثر قرار قضائي وبعد جهود معقدة لحصر كافة ورثة الإمبراطور الذي أنجب 54 ولدا وبنتا، من عدة زوجات، موزعين في أرجاء العالم. وبعد 14 عاما تمكن المحامي جوفروا أندريه من تحديد 37 وريثا، أبرزهم الابن البكر جورج بوكاسا، الملقب بالأمير مدى الحياة، والذي كان وزيرا للدفاع في عهد أبيه. لكن الوريث الذي يدعي الحق في تمثيل باقي الورثة رفض التنازل عن قصر والده وواصل الاعتراض على بيعه.

وسكن جان بيدل بوكاسا، الإمبراطور الاستعراضي لجمهورية وسط أفريقيا السابق، في هذا القصر منذ عام 1983، أي بعد 4 سنوات على خلعه عن العرش ومحاكمته والحكم عليه بالإعدام ثم تخفيف الحكم وإطلاق سراحه، لغاية وفاته عام 1996. وبعد ذلك انفردت إحدى أرامل بوكاسا بالقصر وبقيت فيه مع ولديها لعدة سنوات، نظرا لأن المحكمة رفضت إصدار قرار بإجلائها عن المكان. ثم غادرت الزوجة وولداها المكان، من تلقاء أنفسهم، قبل سنتين، لأنه ما عاد صالحا للسكن ولا يساوي أثاثه شروى نقير. لكن طرح القصر في المزاد بسعر 735 ألف يورو، وهو مبلغ متواضع نسبيا في الفترة الحالية التي تشتعل فيها أسعار العقارات والأراضي، حرك شهية عشرات المستثمرين والباحثين عن أماكن ذات تاريخ وارتباط بأسماء شهيرة، فتوالت زياراتهم لمعاينة المكان طوال الأسبوع الماضي. أما وقد انتهى المزاد، فإنه يتوجب على الورثة دفع الضريبة الباهظة للتركات، قبل اقتسام المتبقي من مبلغ البيع.

لكن تصريف أملاك الإمبراطور الراحل في فرنسا لن يتوقف عند هذا الحد. ومن المتوقع أن يعرض للبيع في المزاد، أيضا، خلال الأيام القليلة المقبلة قصر آخر يقع في ميزي سور سين، غير بعيد عن القصر الأول. ويقيم في القصر الثاني، حتى الآن، جورج بوكاسا الذي لم يصدر عنه ما يشير إلى عزمه على مغادرة المكان. وهذا يعني أن المالك الجديد سيكون مضطرا لإقامة دعوى إخلاء ضد وزير دفاع وسط أفريقيا السابق.