بعد 12 يوما من عمليات الحفر«فتاة البئر» لا تزال مفقودة

«مدني الطائف» لـ«الشرق الأوسط»: اقتربنا من انتشالها

TT

على الرغم من انقضاء اثني عشر يوما، وبمساعدة خبراء «أرامكو» وحفريات المناجم، وشركة عالمية في الحفر، فإن الدفاع المدني بالطائف لم يتمكن حتى الآن من انتشال جثة الفتاة الثلاثينية التي سقطت في بئر ارتوازية في منطقة الشنيف شمال الطائف (جنوب غربي السعودية).

وقالت إدارة الدفاع المدني بمحافظة الطائف، لـ«الشرق الأوسط»، إن فريق الخبراء العالمي المكون من خبراء المناجم و«أرامكو»، بدأوا حفر القناة بين البئرين الأولى والثانية، بقطر 80 سم، وطول متر و60 سم، حيث تمكنوا من قطع نصف متر حتى الآن، مبينا أن الحفر يحتاج لتقارب بين الأوقات، والعمل لا يتوقف مطلقا نحو استخراج الفتاة من البئر الأساسية.

وأوضح العقيد خالد القحطاني، المتحدث الرسمي للدفاع المدني بالطائف، أن عملية الحفر لم تتوقف في القناة «وما نتوقف من أجله فقط هو ضيق الموقع من جهة وانعدام الأكسجين اللازم لاستمرارية عمليات البحث من جهة أخرى، حيث يتسبب هذان العاملان في الإعاقة بعض الشيء، حيث يقوم المختصون ورجال الدفاع المدني بإنزال كبسولة تحمل رجال الدفاع المدني المزودين بكمامات للأكسجين، ومعدات للحفر متقدمة عالميا، وتقوم الفرق في ذات النطاق بتغيير ملابس الإنزال وتبديلها مع كمامات الأكسجين كل نصف ساعة.

وكانت فتاة في العقد الثاني من عمرها سقطت قبل ما يقرب من اثني عشر يوما في بئر ارتوازية بمنطقة شنيف شمال الطائف (جنوب غربي السعودية)، حيث عززت عمليات الإنقاذ بحواس الكلاب البوليسية التي استعين بها من العاصمة الرياض، والتي دللت على سقوط الفتاة وتوغلها، في حين عززت السلطات عمليات البحث باستدعاء ثلاثة خبراء جيولوجيين لتحديد نوعية التربة وأفضل المواقع لحفر البئر الجديدة التي سيتم استخدامها للوصول إلى عمق البئر الأولى. وبدأت شركة عالمية في الحفر، حفر بئر جديدة بقطر متر ونصف المتر وعمق 60 مترا بغرض تمكين الغواصين من التوغل.

وبالعودة للمتحدث الرسمي لمدني الطائف، فإن إدارته برفقة خبراء «أرامكو» ومتخصصين آخرين في حفر المناجم، قاموا بإدخال «ماسورة» بقطر 70 سم في الحفرة التي قطرها 80 سم، بغية ضمان عدم انهيار الحفرة والماسورة معا وقت الانتشال.. و«نعمل وفق عمل ممنهج، ولا نريد العشوائية بل إن العمل يسير بشكل علمي دقيق»، مبينا أنه جرى في الوقت السابق تجاوز العقبات التي واجهتها المعدات لدى اصطدامها بطبقات صخرية، وتم فيها تجاوز 50 مترا في الحفر، لتتواصل عملياته التي تقوم بها فرق الدفاع المدني عن طريق الغواصين على مدار الساعة أملا في إنهاء المهمة واستخراج الفتاة بعد 11 يوما من العمل والمحاولات لاستخراجها.

واستبعد المقدم القحطاني جنائية الحادث، مبينا أنه من خلال كل المعطيات والقرائن والطرق والمسالك التي وقعت بين يدي رجال الدفاع المدني، لا توجد أي شبهة جنائية، مفضلا عدم الخوض في حيثيات الموضوع بحجة أن ثمة جهات اختصاصية أمنية مسؤولة عن الشأن، مؤكدا أن إدارته أنهت حفر بئر ارتوازية ثالثة جديدة بعمق 60 مترا على بعد ثلاثة أمتار عن البئرين من أجل خفض منسوب وضغط المياه في بئر الحادثة. وزاد «الهدف من البئر الثالثة التي حفرت هو تخفيض ضغط المياه في المقام الأول، وتم الانتهاء منها، ووصلت شركة لحفر خندق بين البئر الكبيرة التي حفرت عن طريق الشركة العالمية وبئر الحادثة، وجرى كذلك العمل على تأمينها».

ونفى المتحدث الرسمي لـ«مدني الطائف»، وجود أي نوع من أنواع القصور، وقال إن «تأخر الانتشال لا يعني أننا لم نقم بواجبنا، بل تحركت الإدارة على الفور بعقد غرفة عمليات تعمل معها شركة (أرامكو)، وخبراء في حفر المناجم، وغواصون محترفون، ولدينا فريق متكامل من الخبراء في حفريات المناجم، وفريق إداري وجهاز تنسيقي موسع، واستعنا بأفضل الخبرات والكفاءات الموجودة في السعودية، وخبراء في التعامل مع الحوادث المتطورة والشريعة»، مدللا على حديثه بالقول «هناك حوادث عالمية مشابهة ومعقدة واستمرت أكثر مما استغرقناه كثيرا، ونحن لا نألو جهدا نحو تقديم أكفأ الخدمات العلمية والعصرية المتطورة».