خاضت قوات الجيش التونسي، أمس، حرب عصابات في بعض شوارع العاصمة، لمطاردة رجال الرئيس السابق، في عدد من المناطق، وصولا للقصر الرئاسي؛ حيث وقعت اشتباكات وتبادل لإطلاق النار، قبل أن يستعيد الجيش، النظام، في وقت لاحق من مساء أمس، بينما واصلت عناصره دورياتها في الشوارع.
وقالت مصادر عسكرية إن الجيش هاجم قصر قرطاج؛ حيث تتحصن عناصر من الحرس الرئاسي، الموالية للرئيس السابق زين العابدين بن علي. وحذر رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي، مساء أمس، من أن السلطات الانتقالية «لن تتسامح» مع من يريدون «إعادة استعباد الشعب التونسي وعصابات الإجرام». واعتقلت أجهزة الأمن، أمس، أكثر من 50 من الحرس الشخصي للرئيس السابق، بينهم الجنرال علي السرياطي، المدير السابق للأمن الرئاسي، ووجهت لهم النيابة العامة تهمة «التآمر على الأمن الداخلي»، والتحريض ونشر الفوضى، كما تم اعتقال وزير الداخلية السابق رفيق بلحاج قاسم، وكذلك ابن أخي الرئيس السابق، قيس بن علي، في مدينة مساكن (130 كم جنوب العاصمة). وأعلن الغنوشي أن تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية الجديدة سيتم إعلانها اليوم. وأكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن 3 أحزاب معارضة كبرى ستدخل الحكومة منها اثنان لأول مرة. وأعلنت مسؤولة في حزب تونسي معارض أن الأحزاب المقربة من الرئيس السابق ستستبعد منها. فيما أشارت المصادر أن وزيري الخارجية (كمال مرجان)، والداخلية (أحمد قريعة) الذي عين الأسبوع الماضي، سيبقيان في موقعهما.
إلى ذلك، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أمس، في بيان، أن واشنطن «مطمئنة» إلى الوعود بالانفتاح على كل الفرقاء السياسيين التونسيين، التي أطلقها رئيس الوزراء محمد الغنوشي والرئيس بالوكالة فؤاد المبزع.