ميدفيديف: بظهور الدولة الفلسطينية المستقلة سيربح الجميع

الرئيس الروسي يبحث مع أبو مازن مؤتمر موسكو للسلام.. والمصالحة

TT

استغل الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف زيارة هي الأولى للأراضي الفلسطينية، ليؤكد موقف بلاده الداعي إلى التزام إسرائيل بتجميد جميع الأعمال الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ورغبة بلاده في استضافة مؤتمر دولي للسلام، وهي فكرة روسية قديمة لم تلق رضا أميركا وإسرائيل بعد مؤتمر أنابوليس. وأكد ميدفيديف أيضا دور روسيا في عملية السلام والمصالحة الفلسطينية.

وقال ميدفيديف، في مؤتمر صحافي مع أبو مازن، الذي استقبله أمس في أريحا: «نحن جميعا غير راضين عن الوضع الحالي، اليوم نشهد جمودا كاملا، وليس هناك أي حركة للأمام، وهذا يؤثر سلبا على الأوضاع العامة، ويؤثر سلبا على غزة المحاصرة، ويؤثر على تأزم الوضع الإقليمي». وأضاف «من دون اتخاذ القرار الصحيح بشأن وقف الاستيطان فلن تكون هناك حركة للأمام.. هذا يفهمه الجميع ولا يمكن أن نغلق عيوننا أمام هذه القضية».

ودفع الرئيس الروسي باتجاه عقد مؤتمر موسكو للسلام، وبحث إمكانية ذلك عمليا مع أبو مازن، وقال: «المبادرة الروسية للسلام موجودة منذ زمن على الطاولة، لقد سعينا لعقد مؤتمر موسكو، وما زلنا.. المساعي الروسية ترمي ليس للالتقاء فقط، وإنما لتوفير الظروف للتقدم على أساس الشرعية الدولية، والقرارات بهذا الشأن، التي اتخذت في مؤتمر أنابوليس الأميركي أيضا، والمبادرة العربية للسلام.. إذا جمعنا هذه الأشياء كلها يمكننا أن نتوصل إلى نتيجة». ووصف ميدفيديف إقامة الدولة الفلسطينية بأنه أمر مهم للجميع، ويعود بالنفع على شعوب المنطقة، متعهدا بالعمل الدؤوب في إطار اللجنة الراعية لتحقيق مثل هذا الهدف.

ومن المقرر أن يجتمع ممثلو اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة) الشهر المقبل في ميونيخ لبحث سبل إحياء عملية السلام. وقال ميدفيديف: «روسيا قامت بخيارها في هذا الموضوع (الاعتراف بالدولة الفلسطينية)، أواخر الثمانينات من القرن الماضي ونحن ندعم دعما كاملا حق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الموحدة القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية». وتابع: «أنا على يقين أنه بظهور الدولة الفلسطينية المستقلة سيربح الجميع».

كان ميدفيديف قد وصل إلى أريحا بسيارته الخاصة قادما من الأردن عبر جسر اللنبي، مع أكثر من 20 من المسؤولين الروس، بينهم نائبه ألكسندر سلطانوف، ووزير خارجيته سيرجي لافيروف، في أول زيارة يقوم بها مسؤول رفيع بهذا المستوى أو أقل، بهذا الشكل.

وتجول ميدفيديف في أريحا وزار متحف الكوفية بصحبة أبو مازن، وهو المتحف الذي مولته روسيا، ويضم مقتنيات للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. ووصف ميدفيديف زيارته لأريحا بالمميزة، وقال إنها تتميز بأمرين، أولهما: أنها تجري لمدينة تاريخية وهي أريحا التي احتفلت بذكرى 10 آلاف عام على تأسيسها، ولهذا تحمل معاني تاريخية كبيرة، والأمر الآخر أنها أول زيارة لرئيس روسيا للمنطقة وللأرض الفلسطينية لا ترتبط بزيارة إلى دولة مجاورة.

وقال أبو مازن إنه يشعر بعميق الامتنان لمواقف روسيا التي «ليست شعارات فقط بل مشفوعة بدعم سياسي عالمي ودعم اقتصادي ومالي وثقافي وتعليمي، فروسيا لها بصمات واضحة لدى الشعب الفلسطيني وعند إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة». ووقع الطرفان، أمس، عدة اتفاقيات اقتصادية وإعلامية وزراعية بين مؤسسات فلسطينية وروسية بحضور الرئيسين.

وقال أبو مازن إنه ناقش مع نظيره الروسي إمكانية إخراج العملية السلمية من حالة الجمود الحالي، ومصير المصالحة الوطنية وما يمكن لروسيا أن تلعبه في ذلك، بالإضافة إلى قضية الحصار الظالم الذي يفرض على غزة ويعاني جراءه شعبنا، وضرورة فك هذا الحصار في أقرب وقت ممكن. يُذكر أن روسيا تتمتع بعلاقات قوية مع حماس ما يؤهلها للعب دور مهم في قضية المصالحة.

ودعا أبو مازن اللجنة الرباعية الدولية التي ستنعقد في ميونيخ في فبراير (شباط) المقبل، إلى إصدار قرارات أكثر تقدما لإلزام إسرائيل بضرورة العودة إلى السلام. وأضاف: «هناك خياران: إما المفاوضات والسلام، وإما العنف والإرهاب، ونحن لن نختار العنف والإرهاب؛ لذلك نحن نقول للإسرائيليين: عليهم أن يختاروا طريق السلام لمصلحتهم ومصلحة أجيالهم، وأن يتوقفوا عن الاستيطان لنعود مباشرة لطاولة المفاوضات لنطبق خطة خارطة الطريق والمبادرة العربية والقرارات الأممية».