اليمن: الحكم بسجن صحافي 5 سنوات بعد إدانته بالانتماء لـ«القاعدة»

عقوبة تكميلية ضد عبد الإله شايع.. المنع من السفر وأن يظل تحت رقابة الشرطة

TT

قضت محكمة يمنية، أمس، بسجن صحافي خمسة أعوام بعد إدانته بالارتباط بـ«القاعدة»، وقد أثار الحكم ردود فعل منددة. وأصدرت محكمة أمن الدولة والإرهاب الجزائية في صنعاء، حكمها في قضية الصحافي عبد الإله حيدر شايع، المتخصص في الجماعات الإسلامية، وقد نص الحكم على سجن شايع 5 سنوات وزميله عبد الكريم الشامي سنتين، إضافة إلى عقوبة تكميلية هي المنع من السفر وأن يظلا تحت رقابة الشرطة لمدة عامين وذلك بعد إكمالهما العقوبة الأساسية. ونص الحكم القضائي على إدانة شايع وزميله بــ«الانتماء لتنظيم القاعدة» و«الاشتراك في عصابة مسلحة». وقالت حيثيات الحكم إن المتهمين «اشتركا في عصابة مسلحة»، وإنهما قياديان في تلك العصابة. وأضافت الحيثيات أن الصحافي عبد الإله حيدر شايع قام باستقطاب عدد من المرتزقة العرب لتنظيم القاعدة، وكذا القيام بتصوير الكثير من المقرات الأمنية والسفارات، وموافاة «القاعدة» بمعلومات عن قيادات أمنية لاستهدافها.

ولم تأخذ المحكمة بكلام الصحافي حيدر بشأن ممارسته، فقط، للعمل الصحافي واعتبرت ما قام به لا يتفق مع مهنة الصحافة وأنه استخدم مهنة الصحافة كغطاء لممارسة أعمال إرهابية وغير مشروعة وأن له دورا قياديا وتنفيذيا غير مباشر في تنظيم القاعدة.

وأثار صدور مثل هذا الحكم ردود فعل منددة في الساحة اليمنية، وأول ردود الفعل هذه صدرت عن اللجنة النقابية للصحافيين العاملين في وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» التي يعد شايع أحد محرريها، حيث أعربت اللجنة عن أسفها لصدور مثل هذا الحكم. وطالبت اللجنة الرئيس علي عبد الله صالح، بالتدخل في هذه القضية وإطلاق سراح الزميل الصحافي. وأكدت اللجنة على الحق الكامل لعبد الإله حيدر في الدفاع عن نفسه ورفض الحكم الصادر بحقه، هذا في الوقت الذي أعلن فيه حيدر عدم اعترافه بالمحكمة برمتها.

واعتقل عبد الإله حيدر في أغسطس (آب) الماضي بعد أن داهمت قوة تتبع جهاز الأمن القومي (المخابرات) منزله في إحدى ليالي رمضان الماضي واقتادته إلى سجونها وظل مصيره مجهولا لقرابة الشهرين، قبل أن يكشف عن وجوده في سجون المخابرات.

وبزغ نجم الصحافي شايع بعد أن تمكن من إجراء حوارات مع رموز في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب، أمثال ناصر الوحيشي وأنور العولقي، غير أن مداخلاته على شاشة القنوات الإخبارية، اعتبرتها السلطات اليمنية نوعا من تبني ذات خطاب «القاعدة»، وعقب اعتقاله وجهت إليه تهمة التخطيط لاغتيال الرئيس علي عبد الله صالح، غير أن هذه التهمة ما لبثت وسحبت.

ويمتلك عبد الإله حيدر شايع، الذي يرتبط بعلاقة مصاهرة برجل الدين اليمني البارز عبد المجيد الزنداني، رئيس جامعة الإيمان والمتهم أميركيا بتمويل الإرهاب، الحق في استئناف الحكم الذي لا يزال ابتدائيا، لكن ومن خلال جلسات المحاكم التي دارت الأشهر الماضية، لا يعتقد أنه سيستأنف الحكم لأنه لا يعترف بالمحكمة التي يرفض الكثير من المحامين اليمنيين الترافع أمامها ويصفونها بأنها محكمة «استثنائية» و«مخالفة للدستور».